شبان الدوري السوري غيّروا الخارطة الفنية والبحري استثناء
لم تعد الأسماء المخضرمة تتصدر المشهد في الدوري السوري لكرة القدم، إذ كشفت بطولة 2020-2021 عن وجوه جديدة منها من بدأ مسيرته التدريبية للتو.
مازن الريس
تشهد كرة القدم السورية تجدداً واضحاً في الفكر والأسلوب تزامن مع تطور علم كرة القدم عموماً وضرورة مواكبة كل جديد سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الدورات التدريبية التي تحتاج لإتقان لغات أخرى غير العربية.
وبعيداً عن الجماهير التي زينت الملاعب رغم خطورة وباء كورونا (قبل أن يتم إيقاف حضور الجماهير بسبب الفيروس) بدأت تتمدد ظاهرة الاستعانة بالمدربين الشباب كثقافة عالمية وصل صداها إلى سوريا.
الشبان في الواجهة
انتقلت صدارة الدوري السوري والمراكز المتقدمة خلال فترة الذهاب من شاب لآخر بالتناوب بين أحمد عزام مع الكرامة وضرار رداوي مع تشرين ورأفت محمد مع الجيش.
وبعيداً عن انتهاء علاقة رداوي بتشرين وشائعات قرب قرار الانفصال بين الكرامة وعزام تبدو إدارة فريق العاصمة متمسكة لأبعد الحدود بخيارها الجريء رأفت محمد خاصة وأن الجيش لا يزال في المنافسة على الورق.
وقريباً من الجيش يأتي الوحدة الذي يقود إدارته اللاعب الدولي السابق ماهر السيد، إذ رفض نجم سوريا السابق استقالة الشاب غسان معتوق من تدريب الوحدة في أكثر من مناسبة، قبل أن يتخذ القرار بالرهان على المخضرم أيمن الحكيم مدرب منتخب سوريا السابق والذي نجح في جمع تسع نقاط من 12 ممكنة.
طارق جبّان الأكثر تطوراً
قياساً بإمكانات الفرق المنافسة على لقب الدوري السوري برز اسم طارق جبّان أحد رموز نادي الجيش ومساعد مدرب منتخب سوريا سابقاً، إذ قاد اللاعب الدولي نادي الطليعة الحموي وحقق معه العديد من النتائج اللافتة رغم الميزانية الضئيلة التي صرفت على الفريق الأول مقارنة بأصحاب المراكز الأولى.
ولاقى الجبّان مساندة كبيرة من قبل جماهير الطليعة وإدارته خاصة وأنّ فريقه تأثر ببعض الأخطاء التحكيمية خلال مبارياته مع فرق الصدارة تحديداً كما احتل المركز السادس في الترتيب بعد مضي 20 جولة.
ماهر البحري الاستثناء الأبرز
ومع أنّ تشرين منح الثقة لضرار رداوي في مرحلة الذهاب وأنهى الفترة الأولى متصدراً، إلا أنّ القناعات تبدلت خلال أسبوع فقط بخروج فريقه من مسابقة الكأس وفقدان الصدارة، لتتم الاستعانة بمدرب مخضرم هو ماهر البحري بطل الموسم المنصرم مع ذات الفريق.
وقاد البحري تشرين للابتعاد بصدارة الدوري السوري بفارق خمس نقاط عن الجيش بعدما جمع 16 نقطة ممكنة من أصل 18 متجاوزاً مشاكل الإصابات الكثيرة في صفوف فريقه ورحيل علاء دالي وورد السلامة إلى العربي الكويتي والبكيرية السعودي توالياً.
الشح المادي أبرز المعوقات
لا تولي إدارات الأندية اهتماماً كبيراً بالعوامل المساعدة لبناء فرقها بشكل سليم، إذ يغيب منصب محلل الأداء لدى معظم الفرق وأحياناً يتكفل المدرب أو مساعده بمهمة مدرب اللياقة، وذلك بالتزامن مع ندرة منح الفرص للمواهب الشابة من اللاعبين والذي فرض على الأندية توقيع عقود مع لاعبين "دوليين على الورق" أنهكت خزائنها المحدودة.
وتلعب مسائل مثل سوء أرضيات الملاعب وغياب الأدوات الاحترافية في نقل المباريات دوراً بارزاً في عدم قدرة المدربين القادمين بأفكار جديدة على تطبيق أساليبهم وتحليل أخطاء فرقهم، إذ قلما نجد مباراة يلعب فيها 60 دقيقة بالمجمل خاصة وأنّ ثقافة الفوز والخسارة لم تدخل في عقول معظم الجماهير السورية حتى الآن.