أنيس معط الله 

يأمل بطل فرنسا في الأعوام الثلاثة الأخيرة أن يكون المنضم حديثاً من مانشستر يونايتد الإنكليزي أنخيل دي ماريا عاملاً إيجابياً لدفع الفريق نحو التقدم أكثر في مسابقة دوري أبطال أوروبا، لما يملكه من تجربة كبيرة في المسابقة العريقة.

بعد تجربة فاشلة مع مانشستر يونايتد الإنكليزي، اختار نجم المنتخب الأرجنتيني خوض تحدٍّ جديد مع نادي العاصمة الفرنسية الطامح إلى التوهّج في دوري أبطال أوروبا والتتويج بلقبها.

وتضع إدارة النادي الباريسي كل الإمكانات اللازمة تحت تصرف المدرب لوران بلان، من أجل المضي قدماً في المسابقة الأوروبية التي تتطلب لاعبين ذات جودة عالية.

باريس.. المكان الأنسب

لم تكن الأوضاع كما كان يتمناها دي ماريا في تجربته مع مانشستر يونايتد الموسم الماضي، فاللاعب المنضم من ريال مدريد مقابل 75 مليون يورو، لم يتمكن من إثبات قدراته لدى المدرب الهولندي لويس فان غال "صعب المراس".

رغم مروره بفترة صعبة في "أولد ترافورد"، إلا أن إدارة باريس سان جيرمان وضعت كامل ثقتها في دي ماريا وسارعت بالتعاقد معه، فاللاعب المتوّج بلقب دوري أبطال أوروبا 2014 مع ريال مدريد يتميز بالعديد من الخصال الفنية التي لا يختلف عليها الخبراء في اللعبة.

التحدي الجديد لدي ماريا في "حديقة الأمراء" سيكون استعاد ثقته التي أضاع الكثير منها خلال "كابوس" أولد ترافورد، أما المهمة الموكلة على عاتقه فهي رفع سقف الطموحات لدى الباريسيين لتخطي عقبة الدور ربع النهائي.

بالرغم من وجود العديد من الأسماء الرنانة في تشكيلة الفني الفرنسي لوران بلان، في مقدمتهم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والأوروغوياني إيدينسون كافاني والبرازيلي تياغو سيلفا، إلا أن الفريق الفرنسي لم يتمكن من تجاوز عقبة الدور ربع النهائي في المسابقة الأوروبية الصعبة، والأسباب ربما تتلخص في نقص التجربة في سماء هذه المنافسة.

مع مرور السنوات باتت باريس عاصمة مهمة في كرة القدم الأوروبية، وأصبح الأمراء رقماً صعباً في القارة العجوز، مما دفع نجوم كرة القدم إلى الرغبة في تقمص ألوان الفريق العاصمي، هذا التوهّج والحضور كان أهم الأسباب التي جاءت بدي ماريا إلى عاصمة الأنوار.

الإضافة الفنية

تحدثنا سلفاً عن القيمة الفنية للاعب البالغ من العمر 27 عاماً، لكن السؤال الذي يشغل بال الباريسيين، كيف سيتم توظيف إمكانات دي ماريا لمصلحة الطموح الأوروبي والمحلي؟

في باريس تثق إدارة النادي في قدرات المدرب لوران بلان، مما جعلها تجدد الثقة في المدافع الأسبق لمنتخب فرنسا، رغم الفشل في تجاوز ربع نهائي أبطال أوروبا في مناسبتين، الأولى أمام تشيلسي عام 2014 والثانية أمام برشلونة عام 2015.

الثابت أن بلان لديه القدرة على التعامل مع النجوم، ودي ماريا لن يكون "أشرس" من زلاتان أو لافيتزي أو كافاني في علاقته مع المدرب، وهو ما يعني أن النجم الأرجنتيني سيكون تحت تصرف بلان في أي موقع داخل الملعب، لكن الأفضل للاعب والفريق أن يتم إعطاءه المكان الأفضل في الرسم التكتيكي حتى يتمكن من تقديم الإضافة المرجوة منه.

في ريال مدريد، كان دي ماريا اللاعب الأكثر نشاطاً داخل الملعب مع كريستيانو رونالدو، بل كانت بصمته الأبرز في الفريق في العديد من المباريات، فهو العنصر الأكثر فاعلية في فوز الفريق بلقب كأس إسبانيا 2014 أمام برشلونة، كما قدم مباراة رائعة وساهم في فوز الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة في تاريخه.

مكان دي ماريا المفضل على الملعب هو أن يكون على الرواق الأيسر لهجوم سان جيرمان، فقدمه اليسرى لا تجد أية مشاكل في عبور أقوى المدافعين في العالم، كما أنه يتميز بحس جماعي كبير يعطيه القدرة على منح تمريرات متقنة في الأوقات المناسبة، إضافة إلى سرعة فائقة تساعد أبناء لوران بلان على الانتقال سريعاً إلى الجبهة الهجومية.

في المباراة الأولى له ما سان جيرمان قدم دي ماريا مستوى مميز، رغم أنه لعب على الجهة اليمنى، إذ منح تمريرة رائعة لمواطنه إيزكيال لافيتزي وقدم العديد من الكرات الحاسمة التي فشل إبرا وكافاني في ترجمتها لأهداف.

إمكانات دي ماريا ستمنح بلان خيارات إضافية في توظيفه داخل الملعب، وهو ما سيعطي باريس سان جيرمان حلولاً كثيرة في الليالي الصعبة لدوري أبطال أوروبا التي سيبدأها بدور المجموعات بمواجهة فرق ريال مدريد الإسباني ومالمو السويدي وشاختار دونيتسك الأوكراني.