دوري أبطال أوروبا: مونشنغلادباخ يرنو لنفض غبار الكبوات
يسعى بوروسيا مونشنغلادباخ لاستعادة الثقة بعد بداية موسم مخيبة للآمال.
محمد أنور قلمامي
أظهر بوروسيا مونشنغلادباخ وجهاً شاحباً في مستهل الموسم الرياضي الجديد بعث التساؤل حول الأسباب الكامنة وراء التراجع الرهيب لنتائج الـ"داي فوهلين".
وافتتح بوروسيا مونشنغلادباخ موسمه بشكل "كارثي" إذ يقبع في مؤخّرة ترتيب دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (بوندسيلغا) بعد مرور خمس مراحل.
كما تلقّى ممثل كرة القدم الألمانية في مسابقة دوري أبطال أوروبا "صفعةً" قويةً في أولى مصافحاته مع منافسيه بالمجموعة الرابعة عندما انهزم على أرض إشبيلية بنتيجة عريضة.
وسنحاول من خلال هذا المقال تسليط الضوء على الأسباب الموضوعية لتقهقر هذا الفريق العريق.
بين الأمس واليوم
أدار فريق مدينة مونشنغلادباخ الرقاب إليه خلال موسم 2014-2015 بحلوله ثالثاً على جدول ترتيب الـ"بوندسليغا".
وتمكّن غلادباخ من جمع 66 نقطة من 34 مباراة مسجلاً 53 هدفاً في حين لم تستقبل شباكه سوى 26 هدفاً.
كما تمكّن فريق المدينة، التي تقع في شمال الراين ضمن محافظة دوسلدورف، من هزم بطل المسابقة بايرن ميونيخ بهدفين نظيفين على أرض الـ"أيانز أرينا" بالذات بعدما تعادل الفريقان ذهاباً دون أهداف.
أما في الموسم الجاري (2015-2016) فقد خاض الفريق العريق، الذي يعود تأسيسه لعام 1900، ست مباريات في الدوري المحلّي تمكن خلالها من تحقيق فوز يتيم في المرحلة الأخيرة بعد خمس خسارات.
وسجّل مونشنغلادباخ هدفين فقط في حين استقبلت شباكه 12 هدفاً وهو معدّل مفزع يعكس الفترة الحرجة التي يمر بها الفريق الألماني.
على الصعيد القاري، يعاني ممثل الكرة الألمانية الأمرين بوقوعه في مجموعة صعبة ضمّت كل من يوفنتوس وصيف بطل مسابقة دوري أبطال أوروبا ومانشستر سيتي وصيف الدوري الإنكليزي بالإضافة إلى إشبيلية حامل لقب الدوري الأوروبي.
ومني بوروسيا مونشنغلادباخ بهزيمة ثقيلةً في أولى مبارياته لحساب المجموعة الرابعة أمام مضيفه إشبيلية بثلاثية نظيفة.
مكامن الخلل
تشير كل المعطيات الواردة من أرض "الماكينات" أنّ مشكلة الفريق الألماني هي معنوية بالأساس.
وتتعزّز هذه الفرضية بالنظر إلى تشابه الرصيد البشري الحالي مع سابقه إذ لم يفقد مونشنغلادباخ سوى جهود المهاجم ماكس كروس (11 هدفاً) المنتقل إلى فولفسبورغ في حين لم تكن بقية الأسماء المغادرة من ركائز الفريق.
ولم تخدم الروزنامة ثالث ترتيب المسابقة المحلية للموسم الماضي، إذ وضعته أمام أحد أفضل الفرق استعداداً للدوري هذا العام بوروسيا دورتموند في أولى المراحل ليتلقى هزيمة كبيرةً استقرت على رباعية نظيفة.
وزادت الهزيمة المفاجئة لفريق مدينة مونشنغلادباخ في المرحلة الثانية أمام ماينتس (1-2)، من محن "داي فوهلين" الذي انتابه الشك لينقاد إلى سلسلة من الهزائم أمام فيردر بريمن (2-1) وهامبورغ (3-0) وكولن (1-0).
من جهة أخرى، يبدو أن المدرب المتخلّي عن منصبه منذ أيام السويسري لوسيان فافر يتحمّل جزءً كبيراً من مسؤولية تقهقر النادي العريق.
وقاد فافر، الذي تسلّم المقاليد الفنية للفريق الألماني منذ فبراير 2011، مونشنغلادباخ نحو مركز مرموق بحلوله ثالثاً على لائحة أندية الـ"بوندسليغا" على حساب أندية كبرى على غرار شالكه وبوروسيا دورتموند ثمّ ضمن التأهلالمباشر لدوري أبطال أوروبا انطلاقاً من مرحلة المجموعات.
وتتمثل مسؤولية المدرب السويسري حسب بعض التقارير الإعلامية المحلية في فشله الذريع في إيجاد التشكيلة المناسبة فضلاً عن عدم قدرته على رأب الصدع "النفسي" الذي أصاب اللاعبين بعد تتالي الكبوات.
ولذلك تولّى الألماني أندريه شوبرت (44 عاماً)، مدرّب الفريق الثاني لنادي بوروسيا مونشنغلادباخ، تدريب الفريق الأساسي، خلفاً للسويسري لوسيان فافر.
وتأمل إدارة الفريق الألماني أن يتلافى شوبرت الأخطاء السابقة ويبدأ رحلة الإنقاذ انطلاقاً من موقعة "بوروسيا بارك" أمام أوغسبورغ.
مهمّة عسيرة
تلوح مهّمة الجهاز التدريبي الجديد للفريق العريق صعبةً للغاية إذ تنتظره مواجهات عسيرة على الصعيدين المحلي والقاري.
ولئن تبدو فرص مونشنغلادباخ في العودة إلى مصاف الكبار محلياً أكبر نظراً لطول الموسم فإن حظوظه القارية تعدّ شبه معدومة في ظلّ موازين القوى التي تصب في خانة المنافسين.
بيد أنّ أرض "الماكينات" التي ما انفكت تدرّ علينا الروائع قد تتحفنا بمفاجأة سارة تقود مونشنغلادباخ نحو أدوار متقدمة من أمجد الكؤوس الأوروبية.