حلم باريس الأوروبي طال.. فهل يتحقق؟
تحلم باريس أكثر من أي وقت بالاحتفاء بكأس دوري أبطال أوروبا في شوارعها، فهل يصبح الحلم حقيقة؟
إيلي مندلق
قبل ساعات معدودة من صافرة بداية الموقعة الكروية المنتظرة بين باريس سان جيرمان وبرشلونة في حديقة الأمراء ضمن ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ، تخفق قلوب الباريسيين على وقع حلم الفوز والمضي قدماً نحو محطتي نصف النهائي والنهائي للمرة الأولى، هذا الحلم الذي غالباً ما تحطم عند عتبة ربع النهائي باستثناء نسخة 1994-1995 عندما تجاوز الباريسيون برشلونة في ربع النهائي قبل أن يتوقف مشوارهم في المربع الذهبي بخسارتهم ذهاباً وإياباً أمام ميلان.
باريس ورغم فريقها العريق في منتصف التسعينيات والذي ضم نجوماً من العيار الثقيل في العقدين السابقين أمثال الليبيري جورج وياه والبرازيليين راي سوزا دي اوليفيرا ورونالدينو ويوري دجوركاييف ودافيد جينولا وغيرهم، لم تنل شرف خوص نهائي الأبطال ولو لمرة واحدة، فالكأس الغالية لم تجب شوارعها يوماً، وارتضت مكرهة بالنظر إلى جاراتها مدريد وبرشلونة وميلان وتورينو وأمستردام وحتى مواطنتها مرسيليا تحتفي بالكأس متغنية بإنجازاتها أكثر من مرة، لكن اليوم الوضع بات مغايراً تماماً فالحلم لم يعد مستحيلاً لأن سان جيرمان أضحى من كبار أوروبا بعد انتقال ملكيته لمؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية التي دأبت منذ توليها إدارة النادي على استقطاب النجوم وتسخير كل إمكاناتها لوضع الفريق على السكة الصحيحة، وكان لها ما أرادت إذ في خلال أشهر قليلة أثمرت الجهود المبذولة وفاز "بي أس جي" بلقب الدوري بعد صيام دام 19 عاماً ثم احتفظ بلقبه في الموسم التالي وفرض هيبته محلياً قبل أن يلج دوري الأبطال من الباب الواسع.
ارتقى سقف الطموحات سريعاً، وأمسى لقب دوري الأبطال الهدف التالي، فتعاقدت الإدارة مع الخبير الايطالي كارلو أنشيلوتي الذي قاد بخبرته الأوروبية الفريق إلى ربع النهائي في موسم 2013-2014، ورغم انتقاله لريال مدريد، نجح خَلَفه لوران بلان أيضاً في العبور بالفريق إلى الدور ذاته حيث خرج بصعوبة بفوزه ذهاباً على تشيلسي (3-1) وخسارته إياباً (2-صف) في اللحظات الأخيرة.
الطريق إلى النهائي ومنصة التتويج لم يعد وهماً بل هدفاً طبيعياً ومنطقياً لفريق متعطش للألقاب يملك ترسانة من اللاعبين قادرة على زعزعة أي منافس، فالنجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش لا يقل شأناً عن الظاهرة ليونيل ميسي ولويس سواريز ليس أفضل بكثير من مواطنه ادينسون كافاني أما لاعب الارتكاز الموهوب ماركو فيراتي فهو قادر خطف الأضواء من أمام ماسكيرانو أو راكيكيتش والدليل الفوز على برشلونة بالذات في دور المجموعات هذا الموسم وتخطي تشلسي بأفضلية الأهداف في دور الستة عشر بعد عروض قويه قدمها الفريق في معظم المباريات، لكن هل ستنعكس الغيابات الكثيرة في صفوف الفريق الليلة سلباً على مجريات اللقاء؟
مما لا شك فيه أن المباراة ستكون شائكة جداً وستمثّل اختباراً جدياً للوران بلان الذي سيسعى لإيجاد خطة بديلة لتعويض غياب إبراهيموفيتش وفيراتي والإيفوراي أورييه الموقوفين والمصاب الإيطالي تياغو موتا، ويعتزم اللاعبون تحقيق نتيجة إيجابية وتجنّب تلقي الأهداف استعداداً لمواجهة العودة التي ستلعب على صفيح ساخن في "كامب نو"، لكن عزم الباريسيين على الثأر من الكاتالونيين الذين حرموهم من نصف النهائي منذ موسمين في نفس الدور بأفضلية الأهداف وعزمهم على تحقيق حلم مدينتهم بجلب الكأس سيكون حافزاً كافياً لهم للعبور إلى المربع الذهبي للبطولة ومواصلة الحلم.
ولا يختلف اثنان على أنه في حال نجح "بي أس جي" في تجاوز برشلونة سيكون مرشحاً بقوة للظفر باللقب الذي سيكون له أثراً إيجابياً على سمعة الكرة الفرنسية التي رغم مكانتها المرموقة دولياً، تعاني الأمرين على صعيد الأندية التي تقتصر إنجازاتها منذ عقود على لقب واحد في دوري الأبطال أحرزه مرسيليا في العام 1993 وآخر في كأس الكؤوس (سابقاً) عام 1996 توج به سان جيرمان.
أخبار متعلقة