بايرن يتطلع للقبٍ رابعٍ تاريخي
تدخل الأندية الألمانية الموسم الجديد بطموحات مختلفة.
عندما تنطلق فعاليات الموسم الجديد للدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) بعد غدٍ الجمعة، سيكون الهدف الرئيسي لبايرن ميونيخ هو البحث منذ الدقيقة الأولى عن تحقيق الإنجاز التاريخي وإحراز لقب البطولة للمرة الرابعة على التوالي.
لكن الفريق البافاري لا يستطيع أن يضمن تأثّر مسيرة الفريق بالجدل المحتمل بشأن تجديد عقد المدرّب الإسباني جوسيب غوارديولا المدير الفني للفريق الذي يخوض الموسم الثالث الأخير له في عقده مع بايرن.
وينتظر أن يكون الموقف صعباً للغاية على بايرن في التحدي الجديد الذي ينتظر الفريق لاسيما وأن فريقي فولفسبورغ وبوروسيا دورتموند يتطلعان لإفساد محاولات الفريق البافاري وحرمانه من الاستمرار على عرش البوندسليغا.
وما زال بايرن هو الفريق المرشّح بقوّة مجدّداً للفوز بلقب البوندسليغا كما يراود الحلم الفريق في أن يصبح أول من يحرز لقب البوندسليغا في أربعة مواسم متتالية.
وحرص بايرن على تدعيم صفوفه في فترة الانتقالات هذا الصيف بلاعبين بارزين هما الجناح البرازيلي السريع دوغلاس كوستا ولاعب الوسط التشيلي أرتورو فيدال.
ولكن على ما يبدو أن الجدل المحتمل بشأن عقد غوارديولا سيكون هو الشيء الوحيد الذي يمكنه إرباك مسيرة فريق بايرن المفعم بالنجوم.
ولم يتحدّث غوارديولا بعد بشأن مستقبله مع الفريق بل إن ردّه على سؤال بهذا الشأن عقب الهزيمة أمام فولفسبورغ بركلات الترجيح في كأس السوبر الألماني كان بسيطاً للغاية حيث قال: "ما هو السؤال التالي؟" ليوحي بأنه لا يفكّر حالياً في مستقبله مع الفريق.
وأكّدت مباراة كأس السوبر في أول آب/أغسطس الحالي أن بايرن فريق قابل للكسر ولكن لم يتّضح بعد ما إذا كانت فرق مثل فولفسبورغ ودورتموند قادرة على الاستمرار في المنافسة بقوّة مع بايرن على مدار الموسم الذي يتضمّن 34 مرحلة في البوندسليغا وينتهي في أيار/مايو 2016.
ووقع اختيار مدرّبي 16 من 18 فريقاً في البوندسليغا هذا الموسم على بايرن كمرشّح أول للفوز باللقب وذلك في استبيان أجرته وكالة الأنباء الألمانية.
ويأمل بايرن في الفوز بلقبه الرابع على التوالي ليحقّق إنجازاً لم يسبقه إليه أي فريق علماً أنه نجح أربع مرات في الفوز باللقب ثلاثة مواسم متتالية وكانت من 1972 إلى 1974 ومن 1985 إلى 1987 ومن 1999 إلى 2001 ومن 2013 إلى 2015، علماً بأن بوروسيا مونشنغلادباخ هو الفريق الوحيد الآخر الذي حصد اللقب ثلاث مرّات متتالية من 1975 إلى 1977.
وقال غوارديولا :"هذا يعني شيئا واحداً، إنه هدف صعب وليس سهلاً ولكنه هدف جيّد لنا. هؤلاء اللاعبون يمكنهم إنجاز ذلك للمرّة الأولى".
ويمثّل كوستا وفيدال إضافة قيّمة رائعة لفريق بايرن بعد رحيل شفاينشتيغر عن صفوف الفريق إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي بعد 17 عاماً قضاها في النادي البافاري. كما تعاقد بايرن مع اللاعب الشاب الواعد جوشوا كيميتش.
وتؤكّد نتيجة كأس السوبر أن فولفسبورغ الطموح يمثّل منافساً حقيقياً وخطيراً لبايرن خاصة وأنه أنهى الموسم الماضي في المركز الثاني في البوندسليغا كما أحرز لقب كأس ألمانيا.
ودعم فولفسبورغ بقيادة مديره الفني ديتر هيكنغ صفوف الفريق بالمهاجم الموهوب ماكس كروس ولكنه ما زال يشعر بالقلق من إمكانية رحيل لاعب وسطه الفعال كيفن دي بروين إلى إنكلترا.
ويتطلّع دورتموند الفائز باللقب في 2011 و2012 إلى نفض غبار الموسم الماضي الذي دفع فيه ثمن البداية الهزيلة غالياً وحلّ سابعاً في نهاية الموسم.
ويخوض دورتموند فعاليات الموسم الجديد بقيادة فنية جديدة حيث يشرف على الفريق حالياً المدرّب توماس توشيل الذي تولى المسؤولية خلفاً ليورغن كلوب صاحب البصمة الهائلة في مسيرة الفريق بالسنوات الماضية.
ويرى هيكنغ وتوشيل أن بايرن هو المرشّح القوي للفوز باللقب في الموسم الجديد ولكنهما يأملان في قيادة فريقيهما إلى المنافسة بقوّة على اللقب وهو ما ينسحب أيضاً على مونشنغلادباخ صاحب المركز الثالث في الموسم الماضي وكل من شالكه وباير ليفركوزن.
وقال السويسري لوسيان فافر المدير الفني لمونشنغلادباخ :"بايرن هو المرشّح الأبرز بالفعل. ولكن الوقت حان أيضا لظهور بطل آخر".
ويحتاج مونشنغلادباخ أولاً لتعويض فقدانه لجهود النجمين البارزين كروس وكريستوف كرامر بعدما انتهت إعارة كرامر ليعود إلى فريقه باير ليفركوزن.
في المقابل، يبدو أن شالكه استعاد بعض قوّته تحت قيادة مديره الفني الجديد أندري برايتنرايتر كما ضمّ الفريق لاعب الوسط الموهوب يوهانس جايس نجم ماينز السابق والمهاجم فرانكو دي سانتو من فريق بريمن.
ورغم هذا، يرى مارتن شميت المدير الفني لفريق ماينز أن فوز بايرن باللقب في الموسم الجديد ليس أمراً محسوماً. وقال: "على الأقل، ستكون المنافسة ثلاثية على الصدارة. دورتموند وفولفسبورغ سيصعّبان الأمر على بايرن وقد يفجّران المفاجأة في نهاية الموسم".
وفجّر أوغسبورغ المفاجأة وحلّ خامساً في الموسم الماضي، لكن السنوات الماضية شهدت أيضاً صراع أندية مثل فولفسبورغ وليفركوزن ودورتموند مع شبح الهبوط.
ويأمل هوفنهايم في الارتقاء إلى مستوى المنافسة على مركز متقدّم بعدما أنهى الموسم الماضي في المركز الثامن، وتعاقد الفريق مع المهاجم الألماني الدولي السابق كيفن كوراني.
كما يتطلع آينتراخت فرانكفورت للهدف ذاته مع عودة المدرب آرمين فيه لتدريب الفريق الذي أنهى الموسم الماضي في المركز التاسع.
في المقابل، سيكون هدف إنجولشتات (الذي ترعاه شركة آودي لصناعة السيارات) ودارمشتاد (الذي كان قريباً من الإفلاس في 2008) الوجهين الجديدين في البوندسليغا هذا الموسم هو البقاء في المسابقة وعدم الهبوط سريعاً.
وقال رويدجر فريتش رئيس نادي دارمشتاد، لوكالة الأنباء الألمانية: "لا يمكن أن نُخفق.. إذا كنت قد كتبت واحدة من أروع القصص في تاريخ كرة القدم، فليس هناك ما تخسره".
وتسعى فرق أخرى مثل شتوتغارت وهامبورغ اللذين سبق لهما التتويج بلقب البوندسليغا إلى ترك مرحلة الصراع من أجل البقاء والمنافسة على مركز آمن في المسابقة بعدما ضمنا البقاء بشق الأنفس في الموسمين الماضيين.
ولكن الأوضاع تبدو قاتمة في هامبورغ بعد الهزيمة (2-3) أمام فريق يينا من دوري الدرجة الرابعة يوم الأحد الماضي وذلك في الدور الأول من كأس ألمانيا ليودّع المسابقة مبكّراً جداً ويتلقى صدمة كبيرة قبل مباراته الصعبة المرتقبة أمام بايرن بعد غدٍ الجمعة في افتتاح الدوري.
ويحلّ هامبورغ ضيفاً على بايرن في "أليانز آرينا" الذي شهد ذكريات مؤلمة للفريق في الموسم الماضي حيث خسر (0-8) كما خسر (2-9) في 2013.