بالفيديو - معاناة محيّرة لكبار إنكلترا في الأبطال
تعاني الفرق الإنكليزية من تراجع رهيب على المستوى الرياضي في مسابقة دوري أبطال أوروبا.
أنيس معط الله
عانت الفرق الإنكليزية في الأعوام الأخيرة من سوء نتائجها في مسابقة دوري أبطال أوروبا لكن البداية الكارثية لها في مسابقة هذا العام أثارت التساؤلات بشأن قدرة الإنكليز على استعادة هيبتهم الأوروبية.
خسر أرسنال في زغرب، وتعرّض مانشستر يونايتد لهزيمة مؤلمة أمام بي أس في أيندهوفن في هولندا، وسقط مانشستر سيتي على أرضه أمام يوفنتوس الإيطالي، فيما حقق تشيلسي فوزاً كبيراً على ماكابي.
حصيلة مرعبة ومفزعة لعشاق كرة القدم الإنكليزية التواقين لرؤية أحد كبار الدوري الممتاز على منصّة التتويج في أعرق مسابقات الكرة وأكثرها حماساً، لكن القطرة الأولى من غيث الإنكليز في أوروبا لا تبدو مبشرة بموسم حصاد حافل بالألقاب والانجازات.
سابقة تزعج مورينيو
للمرة الأولى منذ موسم 2012-2013 تتعرّض 3 فرق إنكليزية للخسارة خلال ذات المرحلة من دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا، أي منذ خسارة تشيلسي أمام شاختار دونيتسك وأرسنال أمام شالكه ومانشستر سيتي أمام أياكس أمستردام في المرحلة السادسة (عام 2012).
يقول مورينيو: "أنا حزين من أجل كرة القدم الإنكليزية، أرغب في رؤية أرسنال ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد يخسرون في الدوري الممتاز، لكنني أتمنى لهم الفوز في أوروبا".
ويضيف: "موسم بعد موسم يصبح نجاح الفرق الإنكليزية صعباً في دوري الأبطال، خاصة في مرحلة المجموعات، عندما نفشل في حصد 12 نقطة من جملة 12 ممكنة للفرق الإنكليزية الأربعة، ونتمكن من جمع 3 نقاط فقط، هذا أمر سيء لكرة القدم في إنكلترا".
تشيلسي هو آخر الفرق الإنكليزية التي نالت ذهب القارة العجوز، عندما فاز بركلات الترجيح على بايرن ميونيخ الألماني عام 2012، لكن منذ ذلك التاريخ غاب الإنكليز عن نهائي الأبطال، واكتفوا ببعض الأدوار الإقصائية التي لا ترضي شغف جماهيرهم ولا غرورها.
مع مرور المواسم بدأ كبرياء الدوري الممتاز في التراجع على الصعيد القاري، فالأرقام الإنكليزية في المسابقة العريقة لا تقارن بنظيرتها الإسبانية أو الألمانية وبدرجة أقل الإيطالية والفرنسية.
ناقوس الخطر الذي لم يسمعه الطليان قبل أعوام، فحرمهم من مقعد أوروبي، يدق الآن في إنكلترا والفرق بين الدولتين في ترتيب المنافسات الأوروبية لا يتجاوز 4000 نقطة، وهو ما يعني أن الإنكليز مطالبون بالعودة إلى الدور نصف النهائي على الأقل في مقابل عدم وصول الطليان لهذا الدور حتى يحافظوا على مقاعدهم الأربعة في دوري أبطال أوروبا.
أسباب التراجع
قد تختلف التحليلات بشأن أسباب التراجع الرهيب للفرق الإنكليزية على الصعيد القاري، فلا فيلق دوري الأبطال قادر على ترويض صاحبة الأذنين ولا جناح الدوري الأوروبي أظهر قدرة على الفوز بالأميرة الأوروبية، وبين هذا وذاك هيبة ضائعة وكبرياء مخدوش.
في الأعوام الأخيرة، بات الدوري الإنكليزي الممتاز، أغلى مسابقة كروية على سطح الأرض، خاصة منذ إبرام اتفاقية البث التلفزيوني العام الماضي، والتي ستحقق عائدات خرافية للصغير قبل الكبير في مهد كرة القدم.
مع تزايد الأرباح، بات اهتمام الأندية منصباً على المسابقة المحلية بالدرجة الأولى، أما الباقي فهو "مجرّد" ألقاب ذات قيمة عالية من الناحية الرياضية كدوري أبطال أوروبا.
لا يكمن القول إن فرق الدوري الممتاز لا ترغب في الفوز بصاحبة الأذنين، لكن إن خُيّرت هذه الأندية بين العائدات الكبيرة للدوري والتألق الأوروبي ستختار الشق المادي لما يمثله من دعامة كبيرة للمشروع الاقتصادي للنادي.
لا نجزم بأن جميع الفرق الإنكليزية المشاركة في دوري أبطال أوروبا، باتت لا تعطي أهمية كبيرة لهذه المسابقة العريقة، فمانشستر سيتي يحاول منذ سنوات أن يلامس مجد هذه البطولة، وبالرغم من توالي الفشل، إلا أن إدارة الفريق ولاعبيه وإطاره التدريبي أكدوا في أكثر من مرة أن الفوز بهذه البطولة هدف أسمى بالنسبة للجميع، حتى باتوا يطلقون عليه اسم "الحلم الكبير"، فبعد أن تحقق حلم الفوز بالدوري يتطلعون الآن للتوهّج الأوروبي.
من الصعب جداً أن يكون التركيز بذات الدرجة على المسابقتين المحلية والأوروبية، وعليه فإن الفرق الإنكليزية مطالبة باختيار أحد البطولتين، فإما أن تكون مركزة بصفة كلية على الدوري المحلي والصراع المرير عليه، وإما أن توجّه كل إمكاناتها نحو أوروبا وفي كلتا الحالتين ستكون مسألة التتويج صعبة ومضنية.