بالفيديو- انفجر باكا.. فمتى يحين وقت ميلان؟
بات كارلوس باكا يلعب الدور المحوري الذي جاء من أجله إلى قلعة "سان سيرو" بـ30 مليون يورو.
باسم السالمي
قدّم المهاجم الكولومبي كارلوس باكا أوراق اعتماده بقوة كمهاجم أول في ترسانة ميلان، بتوقيعه ثنائية في مرمى باليرمو أهدت الفوز لفريق القلعة اللومباردية (3-2)، ووضعت "بائع تذاكر الحافلات سابقاً" وصيفاً لهدّاف الكالتشيو حتى الآن، إيدر نجم سامبدوريا.
ما قدّمه باكا في "سان سيرو" ليلة الأمس ليس مجرّد تقدّم ملحوظ في مشواره التهديفي، بل يتضمّن رسالة صريحة فحواها أنّه المهاجم القادر على مساعدة ميلان للنهوض من سباته الذي طال.
قنّاص مرعب
صفة تميّز "الهدّاف المتعطّش" الذي لا يعترف بعوائق تعترض سبيله نحو الهدف، والذي يزور المرمى من كل زاوية وبأي طريقة دون الاجتهاد كثيراً في رونق الأهداف أو جماليّتها.
صفة "البراغماتية الهجومية" التي تصبغ أداء باكا، منحته دخولاً مميّزاً في أجواء الـ"كالتشيو"، حيث وقّع 3 أهداف في أول 5 تسديدات على المرمى، وهو رقم يصلح أن يكون بطاقة تعريف تهديفية لهذا القنّاص الفذّ.
استناداً إلى مباراة باليرمو، يمكن لعشاق الإحصاء والأرقام أن يتعرّفوا على تفاصيل أخرى تبرز تميّزاً ملفتاً للمهاجم الكولومبي، وهو أنّ ميلان لا يهاجم من منطقة الوسط في الخط الأمامي، حيث يتموقع باكا إلاّ نادراً (24.5 % من نسبة الهجومات) في حين يحتكر الجانبان الأيسر (40.8 %) والأيمن (34.7 %) الأفضلية، وهو ما يعني أنّ باكا يهدّف رغم أنّ ارتكاز الهجومات ليس مبنياً عليه بمعنى الكلمة، في ظلّ وجود زميله البرازيلي لويز أدريانو على نفس الخط ومن خلفهم الياباني كيسوكي هوندا.
"عقبٌ" كاد يكون وخيماً
لا زلنا في سياق مواجهة باليرمو، وهذه المرة مع تسديدة خلفية شهيرة بالعقب نفّذها باكا دون تدوينها في مرمى الحارس ستيفانو سورنتينو، حين كانت النتيجة وقتها تؤشّر إلى التعادل (1-1)، ولم يكن الظرف يسمح بهذه اللعبة "البهلوانية" الذي اشتهر باكا بالقيام بها في عديد المباريات.
حركة استفزّت "مؤقّتاً" مدرب الفريق سنيتشا ميهايلوفيتش، حيث علّق عقب نهاية اللقاء، بأنّه لم يكن ليسامح باكا على إضاعته لتلك الفرصة السانحة لو لم يعوّض ذلك بإحرز الهدف الثالث لاحقاً، مضيفاً: "مسموح بالتسديدة الخلفية (العقب) لكن عليك التهديف منها، وإلاّ ستكون في موقف حرج. لحسن الحظ أنّه أحرز هدفاً آخر بعد ذلك".
فيديو - تسديدة باكا الخلفية:
خطوة على حساب أدريانو
مرور باكا للسرعة القصوى ومن ثم الأقصى ربّما في قادم المراحل قد "يعرّي" أكثر، مردود بعض اللاعبين الآخرين، ولا سيما في الهجوم، وتحديداً لويز أدريانو القادم من شاختار دونتسك الأوكراني بمبلغ 8 مليون يورو، والذي لعب عدد مباريات باكا ذاتها (4 مباريات)، بيد أنّه لم يسجّل إلاّ هدفاً واحداً في مرمى إمبولي لحساب المرحلة الثانية التي فاز فيها الـ"روسونيري" (2-1).
إيقاع اللومباردي لا يسايره
من أهمّ معوّقات تألّق أيّ لاعب في فريق ما، عدم مسايرة عطاءات اللاعب لنتائج فريقه و أهدافه، فذلك يجرّ في النهاية إلى الإحباط ومن ثم القطيعة، وهو ما لا يريده مؤكداً النجم المتوّج بآخر نسختين من الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" مع إشبيلية الإسباني، حيث سيسعى لبذل جهود مضاعفة، أملاً في أن تسايره مجموعة ميهايلوفيتش لاستعادة ميلان العريق الذي فقد الكثير من هيبته في المواسم الأخيرة.
ومن هنا يجرّنا الحديث عن "توهان" بعض لاعبي الفريق ممّن يعرقلون سيره نحو الأفضل وأهمّ هؤلاء، الياباني كيسوكي هوندا، الذي فقد الكثير من فعاليته وجدواه، وقد يجد نفسه خارج أسوار النادي إذا ما تواصل "عقمه" بهذا الشكل، لا سيما إذا ما كذّب "المدلّل العائد" ماريو بالوتيلي كل التوقّعات وأظهر وجهاً مشرقاً، كذلك الذي برز به في دربي "ديلا مادونينا" الذي خسره زملاء "سوبر ماريو" أمام جارهم إنتر (1-0) في الجولة الماضية.
من ناحية أخرى، بدأ ميلان باكتشاف حلول هجومية فعّالة من خلال مواجهة باليرمو متمثّلة في جناحيه الأيمن (جياكومو بونافنتورا، هدف وتمريرة حاسمة) والأيسر (يوراي كوكا، 83% معدل تمريرات ناجحة وتمريرة حاسمة) الذين قدّما مستويات مبشّرة.
بدوره، ميهايلوفيتش مطالبٌ بالتحلّي بالحزم والتركيز للمرور بسلام من هذه الفترة العصيبة، وخصوصاً محاولة التحلّي بالثقة في إمكاناته وإمكانات لاعبيه، وهو ما أشار إليه في تصريحاته بعد مواجهة سفير جزيرة صقلية، حين قال: "لا شك في أنّنا لعبنا جيّداً، لكن يتعيّن علينا أن نكون أفضل في بعض المواقف كما حصل اليوم حين دخل هدفان سخيفان في مرمى فريقنا."
وتابع المدرب الصربي: "علينا الثقة أكبر في قدراتنا وسرعة حسم المباريات عندما نكون الفريق الأفضل وقبل أن يلتقط المنافس أنفاسه."
إذاً مزيد من الثقة وكثير من التركيز.. مقادير متوفّرة في باكا حالياً وتبقى مطلوبة في باقي مجموعة ميهايلوفيتش انطلاقاً منه شخصياً، هكذا يبدو أنّ ميلان قد فهم رسالة قنّاصه الكولومبي، فهل حان يا ترى موعد إقلاعه من مطار الخيبات نحو أفق الإنتصارات؟