العنابي الأولمبي: مستقبلٌ يعدُ بالكثير
كرة حديثة، عقلية الفوز، مواهب فردية، وعمل جماعي ملفت، تلك مقومات امتاز بها منتخب قطر الأولمبي الذي خرج مرفوع الرأس من بطولة آسيا تحت 23 عاماً.
بالتأكيد كان يطمح لاعبو منتخب قطر الأولمبي إلى قطع تذكرة الذهاب لريو على أقل تقدير من بوابة بطولة آسيا تحت 23 عاماً، إن لم يكن الفوز بها وهي المُقامة على أرضهم وبين جماهيرهم.
هذا لم يكون طموحاً أو أملاً فقط، بل كان هدفاً بُني على مقومات صحيحة وقد قدّم العنابي صوراً كروية ممتازة في مباراياته الست، جعلته يستحق الذهاب بعيداً في البطولة.
لذلك كان الخروج من نصف النهائي أمام كوريا الجنوبية حزيناً والخسارة من العراق بعد التمديد (1-2)، مؤلمة لأنها وضعت المنتخب في المركز الرابع، إلا أن قطر كسبت جيلاً جديداً من التميّز يعد بالكثير للمستقبل وهو بالفعل مدعاة للفخر بالنسبة لكل مفاصل اللّعبة في البلاد.
القادم من الأيام هو ما ركّز عليه المدرب الإسباني فيليكس سانشيز بعد المباراة مع العراق حين قال: "أعتقد أن اللاعبين بذلوا كل جهد ممكن خلال البطولة، ولكن لسوء الحظ لم نتمكن من تحقيق طموحنا، وأعتقد بشكل عام أننا قطعنا خطوة للأمام، ولكن يجب أن نتعلم من أخطاءنا".
وأضاف: "نأمل في المستقبل ومن خلال الخبرة في هذه البطولة، أن نقوم بالعمل بصورة أفضل، أعتقد أننا مررنا بلحظات جيدة في جميع المباريات، وسوف نحاول بشكل أفضل في المستقبل".
وقد أبهر العنابي كل من تابعه منذ مباراته الأولى أمام الصين (حين قلب تأخره بهدف إلى فوز 3-1)، مقدماً نفسه كواحد من أكثر الفرق التي تتبع كرة القدم الحديثة نهجاً لها.
فبالإضافة للإنتشار الجماعي الملفت والتمركز الجيد، امتاز أداء اللاعبين بالانضباط التكتيتي على مدار الدقائق التسعين والأشواط الإضافية حين كانت تدعو الحاجة.
إيجابيات عديدة يمكن ملاحظتها من أداء العنابي، فعدا عن التماسك الدفاعي وقوة حارس المرمى، كان تنويع الهجمات من العمق والأطراف أحد أسلحة الفريق، وحتى النوايا الهجوميّة لدى المدافعين لم تكن حكراً على عبد الكريم حسن (4 أهداف في البطولة)، بل رأينا المدافع أحمد ياسر وزميله مصعب خضر، كيف لا يقومان بتشتيت الكرة بشكل عشوائي، بل بتسليمها مباشرة بدقة للاعبي خط الوسط أو المهاجمين أحياناً لتكون تمريرة حاسمة أوبداية هجمة واعدة.
وقد ظهر الوعي الكروي لهؤلاء الشبان وعقليّتهم الانتصارية في العديد من المناسبات فهم تأخروا بالدّور الأول أمام الصين بهدف ثم فازوا 3-1 وأمام سوريا تلقّوا هدفاً مبكراً، ثم أنهوا اللقاء بفوز مريح 4-2.
ورغم عدم تمكّنهم لعب المباراة النهائية إلا أن المشاركة في هذه البطولة ذات التنافسيّة العالية باعتبارها مؤهّلة إلى الأولمبياد؛ أتاحت لهم المزيد من التمرّس ومراكمة الخبرات للقادم من الأيام، خصوصاً أن المنتخب القطري هو أحد المنتخبات الأصغر سناً في البطولة وسيكون لهؤلاء اللاعبين شأن كبير في المنتخب الأول.
الواحد للكل والكل للواحد
علاقة اللّاعبين ببعضهم البعض كانت أحد أهم نقاط القوّة في الفريق، ويمكن تلخيص هذه العلاقة الرّائعة بهدف العنابي الأول في شباك العراق؛ عندما انفرد أكرم عفيف في المرمى العراقي لكنه مرر لأحمد علاء الذي رفع رصيده بهذا الهدف إلى 6، وبات بنسبة كبيرة هدّافاً للبطولة حتى قبل أن تُلعب مُباراتها النهائيّة اليوم السبت بين كوريا الجنوبية واليابان.