الأهلي يواجه تحدياته في زمن كورونا
بعد أن كان الأهلي قاب قوسين أو أدنى من التتويج بلقب الدوري المصري، ويتأهب للمنافسة بقوة على الفوز بدوري أبطال إفريقيا للمرة التاسعة في تاريخه، جاءت جائحة فيروس كورونا المستجد لتخلط أوراق الفريق.
أحمد النفيلي
منذ قرابة الشهرين كان الأهلي المصري يعيش أجواء موسم ناجح إلى أقصى حد، إذ كان يغرد منفرداً في صدارة الدوري المصري برصيد 49 نقطة بفارق 16 نقطة كاملة عن المقاولون العرب صاحب المركز الثاني و18 نقطة عن الزمالك غريمه الأزلي، إضافة إلى أنه كان قد تأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا بعد أن تجاوز عقبة صن داونز الجنوب إفريقي في ربع النهائي، ضارباً موعداً مع منافسه العتيد الوداد الرياضي المغربي.
الموسم كان يسير بشكل مثالي للعملاق الأحمر خاصة بعد أن نجح رهان مجلس إدارته على المدرب السويسري الجديد رينيه فايلر الذي قاد الأهلي لـ16 فوزاً متتالياً في الدوري المحلي وتمكن من إعادة التألق والنجومية إلى عدد كبير من لاعبيه أبرزهم الجناح رمضان صبحي نجم المنتخب الأولمبي والمعار من هايدرسفيلد الإنكليزي.
وفجأة وبدون سابق إنذار، أجبرت الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة المصرية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، الاتحاد المصري لكرة القدم على إيقاف النشاط الكروي في البلاد حيث تم إيقاف مباريات الدوري بشكل فوري لتدخل الكرة المصرية في حالة جمود، ثم جاءت الضربة الأكثر قسوة من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي أعلن عن تأجيل جميع بطولاته بما فيها دوري الأبطال إذ كان الأهلي يسعى للتتويج بتاسع ألقابه في البطولة الإفريقية الأهم على صعيد الأندية.
المطالبة بإنهاء الموسم
أحداث كثيرة وقعت جراء تفشي فيروس كورونا جعلت إدارة الفريق القاهري تواجه تحديات كثيرة في جبهات متعددة أبرزها على الصعيد المحلي حيث طالبت العديد من أندية الدوري المصري الممتاز رسمياً بإلغاء المسابقة في الموسم الحالي.
وجاء في مطالبة الأندية الرسمية والتي يتقدمها الزمالك والاتحاد السكندري والإسماعيلي والمصري، من مجلس إدارة الاتحاد المعين، أن الأجواء غير مهيئة لعودة المسابقة مشددين على المطالبة بإلغائها والاستعداد من الآن لانطلاق الموسم الجديد، ليجد الأهلي نفسه في خطر ضياع بطولة ولقب كان على أعتاب التتويج به.
وهو ما جعل إدارة القلعة الحمراء تسارع إلى مخاطبة الاتحاد المصري بشكل رسمي مطالبة باستكمال الدوري موضحة ان اتخاذ قرار مثل هذا من شأنه أن يضر بالفريق فنياً ومادياً بشكل كبير حيث سيحرم من 50% "على الأقل" من عوائده المالية في الوقت الذي تتعاظم فيه نفقاته حالياً وأبرزها تسديده لـ85% من مستحقات لاعبيه وطواقمه الفنية والطبية عن الموسم الحالي.
أزمة المعارين
مشكلة أخرى تجد إدارة الأهلي نفسها مجبرة على التعامل معها وهي لاعبي الفريق المعارين إلى الأندية الأخرى والذين سيعودون للأهلي بمجرد انتهاء الموسم وهو ما يجعلهم أزيد من حاجة الفريق في الوقت الحالي ما يجعل مسؤولي حامل لقب الدوري المصري مضطرين إما بالبحث لهم عن عقود إعارة جديدة أو ببيعهم.
وأبرز الأسماء المعارة لأندية أخرى في الدوري المصري حالياً هي، محمد شريف المعار لإنبي وأحمد ياسر ريان مع الجونة وناصر ماهر المتواجد في سموحة إضافة إلى أكرم توفيق المعار للجونة أيضاً، وعمرو جمال مهاجم المنتخب المصري السابق والذي يدافع عن ألوان طلائع الجيش حالياً.
ويبدو أن إدارة الفريق ستواجه مشكلة كبرى في تسويق هذا الكم من اللاعبين خاصة مع الأنباء المتواترة عن رغبة فايلر في إعادة عدد قليل جداً من هذه الأسماء أبرزهم أكرم توفيق وأحمد ياسر ريان لاعبا المنتخب الأولمبي المصري، إذ أن توقف النشاط حالياً أدى إلى تأثر الجميع على الصعيد المالي ما يقد يؤثر بشكل كبير على القدرات الشرائية لأندية الدوري المصري حالياً.
قائمة المحترفين والبحث عن مهاجم جديد
في السياق ذاته أكدت مصادر صحفية متعددة أن الأهلي يسعى حالياً لتسويق مهاجمه المغربي وليد أزارو المعار حالياً إلى صفوف الاتفاق السعودي والذي يمتد تعاقده حتى حزيران/يوينو 2021 في ظل عدم قناعة فايلر بإمكانيات اللاعب، ويبدو أن المهاجم المغربي أقرب حالياً إلى الانتقال لأحد الأندية الأوروبية.
وذكرت عدد من التقارير أن إدارة التعاقدات في الأهلي تسعى لتدعيم صفوفه بمهاجم جديد حيث تواصلت مع فريق مازيمبي بطل الكونغو الديمقراطية لبحث إمكانية ضم مهاجم الفريق جاكسون موليكا والذي أكد وكيله أن إدارة عملاق إفريقيا تقدمت بطلب رسمي للتعاقد مع المهاجم الشاب البالغ من العمر 20 عاماً والذي تألق مع مازيمبي في النسخة الحالية من دوري أبطال إفريقيا مسجلاً 7 أهداف في عشر مباريات، وهو أمر يتوافق مع ما يقال حالياً عن استعداد جناح الفريق، الأنغولي جيرالدو للرحيل عن صفوف الفريق في فترة الانتقالات الصيفية القادمة.
تحديات كثيرة وأمور متشابكة تواجهها إدارة الفريق المصري التي تمني النفس بعودة البطولات المحلية والقارية حتى ولو بدون جمهور أملاً عن الخروج من أزمة تفشي فيروس كورونا الحالية باقل الخسائر الممكنة.