أوبرا دوري أبطال أوروبا
أوبرا تُعزف في ملاعب كرة القدم الأوروبية، فما هي قصة هذا النشيد الذي يَفتتحُ جميع مباريات الأبطال؟
ما إن يعود نشيد دوري أبطال أوروبا لكرة القدم ليُعزف في ملاعب القارة العجوز، حتى تعلو نغمة المنافسة بين أساتذة اللّعبة، البعض منهم يطمح إلى رفع الكأس ذي الأُذنين الطويلتين، والبعض لا يتعدّى هدفه المشاركة المُشرِّفة، ولكن الأكيد أن الجميع يُطربه نشيد الدخول إلى الشامبيونزليغ في كل موسم.
نشيدٌ تًقطعُ الجماهير لأجل سماعه آلاف الكيلومترات، مأخوذين بسحر هذه النغمة التي استمدَّت قيمتها بلا شك من قيمة أمجد الكؤوس، ثم ما لبث هذا النشيد بلحنه وكلماته، أن أصبح هويّة الأبطال ودلالةً على قرع طبول الحرب الكروية فيما بينهم، قبل أن يدخل اللاعبون ليعزفوا موسيقاهم الخاصة بأقدامهم لا بأيديهم ولا بأصواتهم.
قصة النشيد
مع انطلاق دوري أبطال أوروبا بمسماه الجديد موسم 1992-1993 كلّف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، المُلحِّن الإنكليزي توني بريتن خريج الكليّة الملكيّة للموسيقى بتأليف كلماتٍ وتلحينها لتكون النشيد الرسمي للبطولة.
وخلال أشهر قام بريتن بتأليف كلمات النشيد، ثم وضَع اللحن مُقتبساً من أناشيد التتويج للموسيقي الفذ جورج فريدر يكهاندل (1685-1759) الإنكليزي صاحب الأصول الألمانية، هذا الأخير كانت أعماله في القرن السابع عشر، تُمثل خلاصة الأساليب الموسيقية في أوروبا (الإيطالية، الفرنسية، الألمانية والإنكليزية)، وربما ليس من المفارقة أنّ عمله الخالد حتى الآن يُعزف في خلاصة كرة القدم في القارة التي ولد ومات فيها.
وتم تسجيل القطعة الموسيقيّة - التي كانت مدتها 3 دقائق قبل أن تُختصر إلى 58 ثانية - في الأوركسترا الملكيّة بلندن بواسطة "جوقة الحقول" التابعة لأكاديمية سان مارتن بمزيج من لغات الاتحاد الأوربي الرسمية الثلاث، الإنكليزية والفرنسية والألمانية.
لعب العديد من الموسيقيين هذه القطعة الأوبرالية داخل الملاعب وخارجها حتى أنها عُزفت في الكنائس ودور الأوبرا، وأُعيد توزيعها وغناؤها عدة مرات بحسب البلد المستضيف للمباراة النهائية لأعرق الكؤوس؛ مثال على ذلك الإيطالي أندريا بوتشيلي "روما 2009"، البيروفي خوان دييغو فلوريس "مدريد 2010".
أما كلمات النشيد فتقول:
هذه هي أفضل الفرق... هم أفضل الفرق جميعاً... الحدث الرئيسي
الأساتذة... الأفضل...الأبطال...
اللقاء الكبير... حدث رياضي كبير...الحدث الرئيسي
هم الأفضل... هؤلاء هم الأبطال
الأساتذة... الأفضل...الأبطال...
يعني هذا النشيد الكثير لقلوب مئات من اللاعبين الذين وضعوا على أكتافهم كرة الأبطال كدلالة أنهم مروا بهذه البطولة ولكن فقط اللاعبون الذين يتوجون باللقب يحبون سماعه لمرات ومرات كدليل أنهم كانوا أكثر من عابرين في أمجد الكؤوس.