كيف أصبح "النمر الفرنسي" أيقونة مونتيري؟
تحبس جماهير نادي تيغريس المكسيكي أنفاسها قبل نهائي كأس العالم للأندية FIFA قطر 2020™ أمام العملاق الألماني بايرن ميونيخ معولةً على "نمرها" الفرنسي وأيقونتها أندريه-بيار جينياك.
إيلي المندلق
عندما قرر أندريه-بيار جينياك مهاجم مرسيليا مغادرة الدوري الفرنسي وخوض تجربة جديدة في الدوري المكسيكي مع فريق تيغريس في العام 2015، بدا وكأن المهاجم الدولي الفرنسي البالغ ٢٩ عاماً في ذلك الوقت، اختار المنفى واستهل العد التنازلي لإسدال الستارة على مسيرته الكروية، لكن البيئة الكروية المختلفة عن تلك التي نشأ فيها ابن مدينة مارتيغ الجنوبية لم تؤثر سلباً على اللاعب القوي البنية فسطع نجمه وبات أيقونة مونتيري المكسيكية.
بعيداً عن القارة العجوز، فرض جينياك لاعب تولوز ولوريان سابقاً نفسه سريعاً في صفوف نمور تيغريس، حتى استحوذ "ديدي" كما يلقبونه، على قلوب المشجعين لأن النادي الذي فاز فقط بلقب الدوري ثلاث مرات والكأس ثلاث مرات في خلال 55 عاماً، اعتلى منذ انضمام جينياك إليه، منصات التتويج، ففاز في غضون خمسة أعوام بأربعة ألقاب في الدوري، وثلاثة كؤوس السوبر، ونال الفرنسي معه جوائز فردية عديدة قبل أن يقود فريقه هذا الموسم إلى لقبه الأول في بطولة الكونكاكاف بتسجيله هدف الفوز في مرمى لوس أنجيليس الأميركي (2-1) ويتوّج بلقب أفضل لاعب وهداف في المسابقة، ويحجز لفريقه مقعداً في كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخه.
حط الفريق المكسيكي في العاصمة القطرية الدوحة، منتشياً بالتتويج القاري، وواضعاً نصب عينيه خوض بطولة مشرفة بقيادة هدافه الفرنسي المخضرم، فكانت المواجهة الأولى أمام ممثّل آسيا أولسان هيونداي الكوري الجنوبي في الدور الثاني من كأس العالم للأندية FIFA قطر 2020™.
لم ينطفئ وهج ابن الـ35 عاماً، فجينياك الذي نسيه البعض لبعده عن الملاعب الأوروبية أو لعدم تمثيله المنتخب الفرنسي منذ سنوات، واصل أداءه الراقي في أول اختبار له أمام أولسان هيونداي الكوري الجنوبي في الدور الثاني من الموندياليتو، وكان الملهم والقائد لفريقه الذي قلب تأخره بهدف إلى فوز بهدفين أحرزهما النمر الفرنسي مانحاً تيغريس تذكرة نصف النهائي. وعقب المباراة، أكّد الفرنسي سعي فريقه الذهاب بعيداً في البطولة قائلاً: "جئنا لكي نصنع التاريخ هنا! "
في نصف النهائي أمام بالميراس البرازيلي بطل كأس ليبرتادوريس، خطف الفرنسي الأضواء مرة جديدة ولعب دور البطولة، فكان الأخطر في صفوف فريقه وشكّل العبء الأكبر على مدافعي الفريق البرازيلي بفضل تحركاته الذكية وتمركزه وتمريراته الناجحة بنسبة 77%، ما جعل تيغريس يفرض أسلوبه على منافسه، قبل أن يسجّل هدف الفوز من ركلة جزاء في الدقيقة 54 ويُدخل فريقه التاريخ كأول فريق مكسيكي يخوض نهائي كأس العالم للأندية.
وكرر جينياك التصريح الذي أدلى به عقب مباراة أولسان: "بعد مباراة أولسان قلت إننا سنصنع التاريخ. انتظرنا هذه اللحظة طويلا. فزنا في دوري أبطال كونكاكاف واليوم نحن في نهائي كأس العالم للأندية".
أداء جينياك، الهداف التاريخي لتيغريس برصيد 147هدفاً في 246 مباراة، كسب احترام الشارع الرياضي الذي أثنى على موهبته، فقال كارلوس غيريرو الصحافي في قناة "أزتيكا" المكسيكية "إن كنّا من مشجعي تيغريس أم لا، علينا أن نعترف بعظمة جينياك".
أما النجم الدولي البرازيلي السابق كاكا فقال: "جينياك عنصر أساسي بالنسبة لتيغريس. هو الذي يتحكم بوتيرة المباراة. يذهلني من الناحية الفنية، يقود الفريق ويعرف متى يسرع ويبطء ايقاع اللعب، انه حاسم وليس من السهل منعه من تسجيل ركلات الجزاء".
لا يختلف اثنان على أن بايرن ميونيخ سيكون مرشحاً فوق العادة للفوز بالمباراة والتتويج بلقب كأس العالم للأندية، إلا أن النمر الفرنسي سيقف دون شك نداً عنيداً أمام الهداف البولندي روبيرت ليفاندوفسكي، ولن يدّخر مخالبه وأنيابه وسيتحيّن أي فرصة للانقضاض على مرمى الفريق البافاري وحارسه مانويل نوير الذي سبق أن تلقى هدفاً رأسياً منه في مواجهة ودية بين فرنسا وألمانيا في العام 2015 حسمها الديوك بهدفين دون مقابل.