تشيتشاريتو زلزال المكسيك المُحبب
لم يأتِ تألق خافيير هيرنانديز المُلقب بـ"تشيتشاريتو" مع منتخب المكسيك مفاجئاً في كأس العالم روسيا 2018، فللاعب وستهام تراكم خبرات طويل، سواء على الصعيد الدولي أو في الأندية التي لعب لها.
هُمام كدر
حضرت المكسيك وعلى رأسها تشيتشاريتو في روسيا لتكرس تقاليدها في المونديال، فجاء الفوز على ألمانيا (بهدف من صناعة لاعب ليفركوزن سابقاً نفسه) تاريخياً من حيث فوارق الإنجازات بين الفريقين، ولكنه بدا منطقياً بالنظر لمستوى المكسيك المُبهر.
وفي الظهور الثاني اقترب المنتخب المكسيكي من التأهل بنسبة كبيرة إلى دور الـ16 من خلال النقاط الست التي وصل إليها بالفوز على كوريا الجنوبية 2-1.
ومجدداً كان لاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي سابقاً أحد أبطال الأمسية، إن لم يكن بطلها المُطلق، حين ساهم بالهدف الأول من خلال تقديم التمريرة التي كانت سبباً بركلة الجزاء، ليحرز منها كارلوس فيلا الهدف الأول.
ثم أطلق تشيتشاريتو أفراح المكسيكين بالهدف الثاني معلناً نفسه الهداف التاريخي لمنتخب بلاده برصيد 50 هدفاً.
وليست الثنائية التهديفية وحدها هي ما ميّز تشيتشاريتو في هذا المونديال حتى الآن؛ بل سعيه الواضح لخدمة منتخب بلاده من خلال التحرك الدائم في الثلث الأخير من الملعب ولعب أدوار كبيرة في الارتداد السريع إحدى سمات طريقة لعب المدرب أوزوريو.
في مباراة كوريا فاز تشيتشاريتو بأربع أخطاء، ولم يرتكب أي خطأ و84 % من تمريراته صحيحة. إضافة لكونه سدد 3 مرات.
شعبية جارفة للـ"بازلاء الخضراء"
المهاجم البالغ من العمر 30 عاماً والذي كان أحد أسلحة السير أليكس فيرغسون في سنواته الأخيرة مع مانشستر يونايتد، يمتلك شعبية هائلة في بلاده فهو أحد أعمدة المنتخب في مونديال 2010، 2014 والمونديال الحالي.
وكان فيرغسون قد أرسل كشافين إلى المكسيك لرؤية اللاعب الذي اقتُرح عليه، ورغم الإشارات الإيجابية التي وضِعت على مكتب السير، إلا أن إدارة الشياطين الحمر في ذلك الوقت قررت التريث لأن اللاعب مجهول بالنسبة لها.
لكن مندوبي يونايتد أكدوا أن ابن المكسيك يحمل تقاليداً كبيرة في كرة القدم فوالده خافيير أيضاً كان لاعباً في منتخب المكسيك الأول وتواجد في كأس العالم 1986، وجده من أمه توماش بالكزار أسطورة غوادالاخارا ولعب في كأس العالم 1954، أي أنه محاط بكرة القدم من الجانبين.
تشيتشاريتو أسرع لاعب في مونديال جنوب أفريقيا 2010، حيث بلغ متوسط السرعة لديه 32.15 كيلومتراً في الساعة.
ومن والده تحديداً؛ يحمل خافيير هيرنانديز لقب تشيتشاريتو الذي يعني "البازلاء الصغيرة"، حيث كان والده معروفاً باسم شيشارو (البازا) بسبب عينيه الخضراويين.
المكسيك البلد المعروفة بالهزات الأرضية، آخرها بعد الهدف في شباك نوير- مرشحة لمزيد من الزلازل الكروية بسبب رغبة لاعبيها بالحفاظ على إرث الآباء والأجداد، ربما هذا ما يفسر تصريح مهاجم ريال مدريد سابقاً وبعد أحد الزلازل المُدمرة العام الماضي حين قال من بيته في لندن "أردت المساعدة بأي شكل من الأشكال. لم أستطع أن أكون حاضراً شخصياً للمساعدة، لكني كنت بحاجة إلى أن يشعر مواطني بأنني أقف إلى جانبهم، على الرغم من المسافة التي تفصل بيننا".