تراجع دي خيا...ضغط المونديال أم دفاعه المشرّع؟
محيرٌ هو أمر الحارس الإسباني ديفيد دي خيا، فمن بين 6 كرات سُددت على مرماه دخلت 5 أهداف، فهل هي أزمة ثقة للحارس الذي يلعب موندياله الأول، أم أن المشكلة في دفاع إسبانيا؟.
هُمام كدر
تحاول إسبانيا العودة إلى تسيّد الكرة في العالم من خلال تقديم نفسها من جديد في مونديال روسيا 2018، وذلك من خلال الدمج بين جيلين، أصحاب الإنجازات السابقة راموس وبيكيه وإنييستا... من جهة وإيسكو وأسينسيو وفاسكيز ودي خيا وآخرين من جهة أخرى.
لكن الضربة المعنوية التي تعرض لها لاروخا من ناحية إقالة المدرب لوبيتغي عشية انطلاق المونديال، كان لابد لها من أثر ولو معنوي على قيادة الفريق، ظهر ذلك جلياً في كثير من المرات، الكل لاحظ أن إسبانيا كانت تفقد إيقاعها فترات عديدة من المباريات الثلاثة، هنا يأتي دور المدرب ليعيد التوازن للمجموعة، ليس فقط في التبديلات بل في التغييرات الداخلية والتعليمات من الخارج، وأحياناً بتحميس لاعبيه.
كل تلك التحديات، والرهانات على تذبذب مستوى بطل أوروبا 2016، لم تكن لتشمل أكثر ورثة إيكر كاسياس كفاءة في إسبانيا ديفيد دي خيا، فهناك شبه إجماع على أحقيّة نجم مانشستر يونايتد وأحد نجوم الدوري الإنكليزي، في حراسة مرمى المنتخب الإسباني.
الصدمة الكبيرة جاءت من حيت لم يتوقع أحد وبشكل مبكر، منذ المباراة الأولى، حين أخطأ دي خيا بشكل غريب للغاية، بالهدف الثاني لكريستيانو رونالدو، هذا إذا لم يُسأل عن تمركزه في الهدف الذي جاء من حرة مباشرة مع نهاية اللقاء.
وجاء التصدي الأول لحارس الشياطين الحمر في مباراة المغرب، تحديداً لكرة خالد بوطيب في الدقيقة 25، هذا بعد أن تلقى المرمى الإسباني هدفاً من خطأ فادح للغاية نتيجة سوء التفاهم بين إنييستا وراموس.
دي خيا لديه أقل نسبة تصديات في المونديال 16.67%
الغريب في أمر دي خيا، أن موسم 2017-2018 خاض واحداً من أفضل مواسمه في الدوري الإنكليزي، فقد كان أحسن حارس لعب أكثر من مباراة واحدة، منهياً 37 مباراة بنسبة تصدٍ بلغت 80.28% (115 تسديدة منهم 28 هدفاً).
ولا يمكننا إلقاء اللوم كله على دي خيا، فدفاع منتخب إسبانيا سبب رئيس في جعل أحد المرشحين للقب، أكثر المنتخبات التي تلقت أهدافاً في مجموعته بالدور الأول، فتصدر المجموعة لا يجب أن يُخفي عيوب الفريق أمام هييرو ومساعديه.
لا يضم الفريق التدريبي لهييرو مدرب حراس مرمى شهير على غرار تافاريل في البرازيل وكوبكه في ألمانيا (خوسيه مانويل أوتشوتورينا مثّل منتخب إسبانيا في مباراة واحدة).
منتخب إسبانيا في المرتبة الثالثة بين أكثر المنتخبات أخطاء أدت تسديدات
منتخب إسبانيا الأول - بالتساوي مع بولندا - من ناحية الأخطاء الدفاعية التي أدت إلى أهداف (خطأين) يكفي أن نذكر أن هدفان من الأهداف الخمسة جاءا بسبب أخطاء مباشرة من الدفاع.
غزارة الأهداف في شباك إسبانيا هي مسؤولية جماعية بلا شك، ربما يلام عليها الدفاع قبل دي خيا، وربما عدم المساعدة الكافية من الوسط الدفاعي أو طريقة اللعب، لكن الأكيد أنك لو وضعت هدفاً هو الفوز بكأس العالم أو الوصول إلى المباراة النهائية على أقل تقدير، فلا يجب أن تتلقى أهدافاً إلى هذا الحد منذ الدور الأول.