محمد أنور قلمامي - موسكو 

قال الخبير التحكيمي لقنوات beIN SPORTS إن تقنية المساعدة بالفيديو "VAR" قد شهدت تطوراً ملحوظاً خلال كأس العالم روسيا FIFA 2018.

وعدّ الشريف التقنية الجديدة بالإضافة المهمّة التي ستعود بالنفع على كرة القدم بشكل عام وعلى التحكيم بصفة خاصة.

أرقام ملفتة

أشار جمال الشريف إلى الرقم القياسي الذي تشهده بطولة كأس العالم روسيا FIFA 2018 من ناحية ركلات الجزاء.

وأعلن حكام مونديال روسيا إلى حد الدور ثمن النهائي عن 28 ركلة جزاء (24 منها خلال الدور الأول) وهو رقم قياسي لم يسبق تسجيله سابقاً.

وكان الرقم السابق سجل خلال نسختي 1998 و2002  وبلغ 18 ركلة جزاء على مستوى البطولة ككل وليس إلى حد ثمن النهائي كما تشهده كأس العالم 2018 الاستثنائية على جميع المستويات.

وساهمت تقنية المساعدة بالفيديو حسب الشريف في الإعلان عن 10 ركلات جزاء إلى حد الآن وهو ما يعتبر نقلة نوعية.

وأكد الحكم المونديالي السابق أن الـ "VAR" ساهمت في إضفاء المزيد من العدالة في اتخاذ القرارات التحكيمية مما سيصب في مصلحة كرة القدم العالمية منبّهاً إلى أن هذه التقنية لن تقضي على الأخطاء نهائياً.

وأضاف الشريف أن التحكيم عمل إنساني وهو معرّض للخطأ إذ أن الحكم هو صاحب القرار الأخير حتّى مع وجود الـ "VAR".

وتحدّث خبيرنا التحكيمي عن حيثيات الـ "VAR" التي تنقسم إلى زمن فحص الحالة (حكام الفيديو) وزمن المشاهدة (الحكم الرئيسي).

ونوّه الشريف بتقلّص زمن المشاهدة من قبل الحكام الذي بات يتراوح بين 22 و54 ثانية بعد عديد التجارب في مسابقات عالمية أخرى على غرار كأس العالم للأندية وبطولات العالم للشباب وغيرها من المسابقات الدولية. 

مستوى التحكيم

ذكر جمال الشريف أن مستوى التحكيم في كأس العالم روسيا FIFA 2018 جيّد بشكل عام.

وقال الحكم الدولي السابق إن المواهب التحكيمية قليلة مثلما هو الحال للاعبي كرة القدم بيد أن حكام المونديال حافظوا على قدر معيّن من المستوى الذي يسمح لهم بإدارة مباريات دون مشاكل.

وأكد الشريف أن تقنية المساعدة بالفيديو يسّرت عمل الحكام في اتخاذ قرارات مصيرية مما قلّل من الاحتجاجات.

وتحدّث خبير قنواتنا التحكيمي عن الفوارق بين الحكام قائلاً إن تعامل الحكم مع الـ "VAR" وسرعة تقبله للمساعدة من حكام الفيديو تعطي فكرة عن شخصية قاضي المباراة.

وعن أفضل الحكام أشار الشريف إلى أن هناك العديد من الحكام المميزين في مونديال روسيا والذين أسندت لهم إدارة أربع مباريات كاملة على غرار الهولندي بيورن كويبرس والأرجنتيني نستور بيتانا.

وخصّ الشريف التركي تشاكير بالإعجاب مشيراً إلى أن إسناد مباراتين فقط له قد يعني الاحتفاظ به للمباراة النهائية مشيداً بقدرته على التعامل مع مجريات اللقاء وحزمه الممزوج بالمودّة مع اللاعبين وهو أمر نادر الوجود عند الحكام حالياً.

من جهة أخرى استغرب خبيرنا التحكيمي عدم التعويل على الألماني فيليكس بريتش الذي أدار مباراة وحيدة بين صربيا وسويسرا باقتدار وأرجع الأمر لاعتبارات أخرى تدركها لجنة التحكيم.

التحكيم العربي

أعرب جمال الشريف عن رضاه عن مستوى الحكام العرب الذين قاموا بواجبهم على أكمل وجه.

وأرجع خبيرنا التحكيمي عدم التعويل كثيراً على الحكام العرب إلى غياب الدعم اللازم من الاتحادات المحلية على عكس ما يتلقاه اللاعبون في عالمنا العربي.

وشدّد الشريف على ضرورة إيلاء التحكيم أهمية أكبر في الدول العربية إذ يعاني الحكم العربي الأمرّين لإثبات نفسه في المونديال في حين يجد نظيره الأوروبي على سبيل المثال كل سبل النجاح متوفرة.

وذكر الشريف أن مستوى الدوريات العربية الضعيف لا يمكن أن يفرز حكاماً كباراً بيد أن هناك بعض من قضاة الملاعب الذين اجتهدوا وثابروا حتى أدركوا العالمية.