قصص ملفتة في تاريخ كأس العالم 8 من 10
نرصد اليوم احتفال رشيدي ياكيني العالق في الذاكرة من مونديال 1994 بأميركا، ونعرج على إهداء بيبيتو هدفه في هولندا لرضيعه من المونديال عينه، كما نلتقط قصة زفاف "مميز" جرى على أرض الملعب مونديال 98.
إعداد: هُمام كدر
احتفال يكيني "البائس"
خالفت نيجيريا كل التوقعات في كأس العالم 1994 بأميركا، من خلال تصدرها لمجموعتها بعد الفوز على بلغاريا 3-0، وعلى اليونان 2-0 دون أن تتأثر بالخسارة من الأرجنتين 2-1 بعد التقدم 1-0.
تأهل منتخب النسور إلى دور الـ16 وكان قريباً جداً من عبور إيطاليا، بعد أن تقدم عليها 1-0 حتى الدقيقة 88، ليعود روبيرتو باجيو نجم الأتزوري ويقود بلاده لإنهاء المغامرة الإفريقية.
اكتسب المنتخب الإفريقي احترام العالم بأسره، لشجاعته وأسلوبه الجميل في اللعب. لكن أجمل ما تركه، كان في مباراته الافتتاحية ضد بلغاريا حين ركض المهاجم النيجيري رشيدي ياكيني نحو الشباك بهزها بشكل عاطفي مؤثر، محتفلاً بتسجيله الهدف الأول. وصِف الاحتفال آنذاك بأنه يختصر بؤس قارة بأكملها.
صورة خالدة لإحياء ذكرى ياكيني، الذي توفي 4 أيار/ مايو 2012، عن عمر يناهز 48 عاماً، تاركاً وراءه واحدة من أكثر الذكريات الثابتة في كأس العالم.
احتفال بيبيتو لطفله الرضيع
تقابلت البرازيل مع إحدى شبيهاتها في كرة القدم هولندا في ربع نهائي 1994، مواجهة من النوع الكلاسيكي في كرة القدم، فكان من الطبيعي أن نرى النجوم تتقدم لتقبّل الشباك على طريقتها.
وفي تلك المباراة التي فازت بها البرازيل 3-2 سجل روماريو وبرانكو وبيبيتو أهداف البرازيل، وكان لاحتفال الأخير طعم مميز إذ ركض إلى خط التماس بعدما سجل الهدف الثاني في الدقيقة 63، ثم فتح ذراعيه، وهزهما كأنه يفعل ذلك لابنه المولود قبل أيام من المباراة، وانضم إليه في هذاالاحتفال الراسخ مازينهو وروماريو.
الطفل الذي أثارت ولادته الاحتفال الشهير. بدأ حياته الكروية مع فلامينغو في عام 2012 قبل الانتقال إلى البرتغال، والانضمام إلى استوريل عام 2015، وأخيراً سبورتينغ لشبونة عام 2017.
بقي أن نقول أن بيبيتو أطلق على ابنه اسم ماتيوس، تيمناً بأسطورة ألمانيا لوثار ماتيوس.
زفاف في الملعب
ننتقل إلى احتفال من نوع آخر، لم يقم فيه لاعب، بل زوجان أرادا تحقيق حلم قديم بإقامة زفافهما على أرض الملعب.
فقد قرر النرويجي أويفيند أكيلاند والبرازيلية روز أنجيلا دي سوزا، كتابة رسالة للفيفا يشرحان فيها طلبهما "الغريب"، بإقامة مراسم الزفاف على عشب ملعب فيلودروم في مرسيليا؛ قبل مباراة البرازيل والنرويج في الدور الأول من مونديال 1998.
وبالاستناد إلى الكاتب الأرجنتيني لوثيانو بيرنيكي في كتابه "أغرب الحكايات في تاريخ المونديال"، فإن الفيفا تعامل مع الموضوع بإيجابية كبيرة ودرس إمكانية الموافقة انطلاقاً، من "أن كرة القدم يجب أن تجمع الناس بروح الحب والصداقة والأخوة"، وجاء النبأ السعيد بالموافقة. "بشرط ألا يبلغ الزوجان وسائل الإعلام قبل موعد عقد القران، حتى لا يستقبل الفيفا آلاف الطلبات المشابهة".
تم الزفاف بمزيج من الفرح العائلي والحماس الرياضي وصفق كل من في الملعب للعروسين، قبل أن تفوز النرويج على البرازيل وتضمن التأهل معها إلى دور الـ16. في مباراة أثيرت حولها الشبهات لإبعاد المنتخب المغربي عن المونديال.