منتخب سوريا...الجماهير ليست واثقة من خيارات المدرب
خسر المنتخب السوري أمام نظيره الصيني ودياً أمس 2-0، لكن الأصعب من النتيجة كان ضبابية الصورة حيال أداء نسور قاسيون قبل كأس آسيا بداية عام 2019 في الإمارات.
هُمام كدر
المنتخب الصيني في أداء تصاعدي أمام منتخب سوريا بالتحديد، ففي تصفيات كأس العالم 2018 ذهاب الدور النهائي فاز النسور على أرض الصينين بهدف وحيد، لكن في الإياب تحاشوا الهزيمة بالتعادل المتأخر 2-2 واليوم يخسرون بلا مقاومة كبيرة.
خسارةٌ في حد ذاتها لم تكن سبباً لخوف الجماهير السورية التي تأملت كثيراً بعد تصفيات مونديالية مبهرة قدمها النسور الحمر، لكن الأداء الذي لا يزال دون مستوى الطموح منذ قدوم المدرب بيرند شتانغه مطلع العام الحالي.
العجوز الألماني البالغ من العمر (70 عاماً) ومن التجربة الدولية أكثر من 40 عاماً كمدرب ومساعد مدرب. لا يستطيع خلال أشهر وضع كل أفكاره وتقوية الخطوط الأربعة في الفريق، خصوصاً أن أغلب اللاعبي محترفين في الخارج وغير مقيمين بشكل دائم في سوريا، بالتالي غير متاحين للمعسكرات الطويلة التي تمنح المدرب وافر الفرص لتنفيذ ما يصبو إليه وتعويدهم على عقليته.
مقابل هذه التبرئة الجزئية من الملامة، يأخذ الشارع الكروي السوري على المدرب الألماني استبعاده "المؤقت" لعدد من العناصر، منهم بشكل بارز قلب الدفاع أحمد الصالح أحد أهم مدافعي سوريا في الزمن الحديث، وواحد من أكثر اللاعبين شهرة ومهارة بالتاريخ الكروي السوري المهاجم فراس الخطيب.
حجة شتانغه بعدم دعوة اللاعبَين، ابتعاد الأول عن اللعب في الأشهر الأخيرة، وتقدّم الثاني بالعمر (35 عاماً) دون أن يغلق الباب نهائياً في وجه أحد.
في كل منتخب تقريباً هناك من يعترض على استعباد اللاعبين وهذا أمر لابد اعتاد عليه المدرب، ولكن مالم يعتد عليه الشارع الكروي في سوريا، ولا حتى بعض اللاعبين في المنتخب أن تكون الكلمة العليا للمدرب، لذا جاءت حالة استبعاد حميد ميدو من المنتخب بسبب عدم قبوله الجلوس احتياطياً لتقول إن الاحتراف أولاً في النادي والمنتخب.
يطالب مشجعو كرة القدم في سوريا بدعوة الصالح بسبب المشاكل الواضحة في خط الدفاع والتي من أبرز أسبابها عدم الاستقرار على اسمين ثابتنين، ويطالبون بالخطيب لأنهم يعتقدون بأنه لا يزال يملك من الموهبة ما يفيد المنتخب.
قاد شتانغه منتخب سوريا حتى الآن في 6 مباريات فاز بـ1 وخسر 2 وتعادل 3، مع مباراة واحدة فقط بشباك نظيفة.
تعب السفر إلى الصين
حتى الفوز في المباراة السابقة على البحرين في أرض الأخير 1-0 لم يقنع الجماهير السورية التي تنتظر أكثر من لاعبين وعدوا أن يكونوا كباراً بين كبار آسيا 2019.
وبرر كابتن المنتخب الحديث وأحد أكثر نجومه استقراراً في المستوى عمر السومة، عدم الظهور بالصورة المطلوبة في مباراة الصين إلى تعب السفر وفروقات الطقس بين المنامة ونانجينغ التي لعبوا فيها مباراة أمس.
كما طالب لاعب الأهلي السعودي جماهير المنتخب بالوقوف إلى جانب اللاعبين ودعمهم حتى النهاية.
السومة لعب دور القائد وبالنيابة عن زملائه، قدّم أعذاراً تبدو منطقية بالنظر للمسافة الهائلة التي قطعها النسور للعب الاختبار الودي الثاني، ولكن ما لا يبدو منطقياً عدم وضوح الهوية التي يلعب بها المنتخب حتى الآن مع مدربه الجديد.
شتانغه أكد أن اللعب ضد الصين كان أصعب اختبار - كما هو متوقع- بالنسبة له، مشيراً إلى أن الفجوة مع اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران لا زالت كبيرة، مع أن هذه الفجوة لم تكن كبيرة العام الماضي في خضم التصفيات المونديالية.
الآن لا يبدو منطقياً التخلي عن مدرب بدأ مهامه قبل أشهر ومُقدِم على استحقاق طال انتظاره بالنسبة للمواس ورفاقه، ولكن مقابل ذلك يطالب عشاق النسور بإجراءات فنية حاسمة واستنهاض اللاعبين لقواهم في المباراتين الوديتين القادمتين أمام عُمان والكويت وذلك لدخول آسيا بمعنويات يرفعها الأداء، وإلى حد ما النتيجة لا معنويات على أمجاد سابقة (مثل الأداء المشرف في تصفيات مونديال 2018) ولا شحن في المشاعر لأن هذه الأخيرة بدون جودة في المستوى قد تأتي بمفعول عكسي.