أعطت الحكومة النمساوية السبت الضوء الأخضر لانطلاق منافسات بطولة العالم للفورومولا واحد بعد تأخير أشهر بسبب فيروس كورونا المستجد، وسمحت بإقامة سباقين متتاليين أوائل تموز/يوليو خلف أبواب موصدة في وجه المشجعين.

وكان من المقرر ان تنطلق بطولة العام 2020 في 13-15 آذار/مارس الماضي على حلبة ألبرت بارك في مدينة ملبورن الأسترالية، لكن الجائزة الكبرى ألغيت مع بدء تفشي وباء "كوفيد-19" وتسجيل إصابة أحد أفراد ماكلارين، اضطرت الفريق للانسحاب.

ولاقت السباقات العشرة الأولى التي كانت مقررة في جدول بطولة العالم، مصير الإلغاء أو التأجيل الى موعد غير محدد. وفي ظل التأجيلات المتكررة، أبدى المنظمون أملهم في ان يكون الخامس من تموز/يوليو موعد انطلاق البطولة بسباق من دون جمهور على حلبة ريد بول رينغ النمساوية في سبيلبرغ، على ان يليه سباق آخر في نهاية الأسبوع التالي مباشرة.

ونال هذا المخطط الضوء الأخضر الحكومي المحلي السبت، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة النمساوية.

وأوضحت في بيان ان "سباقي الفورمولا واحد في 5 و12 تموز/يوليو في سبيلبرغ (...) سيقامان من دون مشجعين"، مشيرة الى ان "المنظمين قدموا خطة سلامة آمنة كاملة واحترافية" تشمل إجراءات للوقاية من "كوفيد-19".

وسبق للحكومة المحلية ان حذرت منظمي السباق، من انها لن تسمح بإقامته في حال لم يترافق ذلك مع إجراءات صحية صارمة للوقاية من احتمالات العدوى.

وأوضح بيان وزارة الصحة "إضافة الى الإجراءات الصحية الصارمة، يلحظ البروتوكول أيضا إجراء فحوص وبيانات صحية دورية للفريق وكل العاملين الآخرين" المعنيين بإقامة الجائزة.

وأكدت "العنصر الأساسي سيكون التنسيق الوثيق بين المنظمين والسلطات الصحية الإقليمية والمحلية".

وبدأت النمسا اعتبارا من منتصف أيار/مايو الحالي، تخفيف إجراءات الاغلاق التي فرضت للحد من تفشي الوباء. وسجلت البلاد أقل من 700 حالة وفاة معلنة بسبب "كوفيد-19".

وستكون عودة بطولة العالم بارقة أمل للفرق العشرة المشاركة، والتي اضطر بعضها مؤخرا لاتخاذ إجراءات تقشف مالي في ظل توقف الإيرادات. كما دفعت آثار "كوفيد-19" الى اتخاذ الفرق قرار خفض سقف موازناتها للأعوام المقبلة، وتأجيل اعتماد تعديلات واسعة على السيارات والمحركات.

ويأمل منظمو البطولة ومجموعة "ليبرتي ميديا" المالكة لحقوقها، في إنقاذ ما تيسّر من الموسم. وبعدما كان مقررا ان تكون بطولة 2020 الأطول مع 22 جائزة كبرى، أقر المنظمون بأن المقاربة الواقعية تفترض التخطيط لإقامة ما بين 15 و18 سباقا فقط.

وفي إطار هذا المخطط، طرحوا إقامة سباقين في أسبوعين متتاليين على الحلبة نفسها، بدلا من إقامة سباق على حلبة مختلفة بفارق زمني كان أسبوعين عادة (باستثناء بعض السباقات في دول متقاربة جغرافيا، والتي كانت تقام بفارق أسبوع واحد).

النمسا خيار "منطقي"

وسبق لمدير بطولة العالم البريطاني روس براون التأكيد هذا الشهر ان حلبة ريد بول رينغ تشكل الخيار "المنطقي" لانطلاق الموسم، نظرا لموقعها الجغرافي المعزول نسبيا، وقربها من مطار محلي.

وشدد براون حينها على ان "أحد التحديات اللوجستية هو إخضاع الجميع (في الفرق) للفحوص ومنحهم الموافقة على الدخول في أجواء السباقات".

وتابع "النمسا ملائمة جدا لهذا الأمر. يتوافر فيها مطار على مقربة من الحلبة حيث يمكن ان تحط فيه الرجلات الجوية المستأجرة. وهي ليست قريبة من مركز مدينيّ".

ومن بين الخيارات التي تم طرحها في الآونة الأخيرة، إقامة سباقات على حلبات لم تكن مدرجة على روزنامة البطولة، لاسيما في حال كانت القيود المفروضة في البلاد حيث تقع، أقل صرامة من تلك المعتمدة في دول أخرى.

وقال الرئيس التنفيذي للبطولة تشايس كاري في تصريحات سابقة، ان منافسات الفئة الأولى تواجه تحديي "معرفة الأماكن التي يمكن ان ننظم فيها السباقات، وتحديد كيفية نقل الأشخاص مع تجهيزاتهم".

وأوضح "نحن في محادثات مع جميع المروجين ومع بعض المسؤولين عن حلبات غير مدرجة أصلا في روزنامة عام 2020 من أجل ان نكون واثقين بأننا ندرس جميع الاحتمالات"، مضيفا "نعتقد بأن السباقات الأولى في الروزنامة ستقام من دون جمهور لكننا نأمل في استقبال الجمهور مجددا في وقت لاحق من العام".

وستكون المعضلة التي على بطولة العالم التعامل معها، السباقين التاليين على حلبة سيلفرستون البريطانية، والمتوقع إقامتهما في النصف الثاني من تموز/يوليو.

وبحسب الجدول المتوقع، يقام سباقا النمسا في الخامس من تموز/يوليو و12 منه، على ان يليهما سباقا سيلفرستون في 19 و26 من الشهر ذاته.

لكن المنظمين يواجهون عقبة في المملكة المتحدة، تتمثل بعزم الحكومة فرض حجر صحي إلزامي لمدة 14 يوما، على كل الآتين الى البلاد اعتبارا من الثامن من حزيران/يونيو.

وأكد مسؤول في الحلبة الشهيرة هذا الأسبوع، إجراء مباحثات مع حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون بهذا الشأن، من دون التوصل الى خلاصة بعد.

وقال مدير الحلبة ستوارت برينغل إن الموعد المتوقع للسباقين قابل للتأجيل الى آب/أغسطس، لكن ذلك يتطلب توضيحات بشأن الإجراءات.

واعتبر ان "ما نحتاج اليه هو الضوء الأخضر من الحكومة وهذا سيتطلب وقتا. الفورمولا واحد كبطولة بحاجة الى هذا الاستثناء" من الحجر الصحي الالزامي.

وأدى وباء "كوفيد-19" الذي تسبب حتى السبت بوفاة نحو 365 ألف شخص في العالم، بشلل شبه كامل في مختلف النشاطات الرياضية لأكثر من شهرين.

لكن الأحداث بدأت بالعودة تدريجيا، لاسيما في كرة القدم، مع تراجع الأعداد اليومية للوفيات وشروع دول عدة في تخفيف قيود الاغلاق التي فرضت للحد من انتشار "كوفيد-19".