مرسيدس وهاميلتون وفرصة الرد على فيتيل في الصين
بعد بداية دون التوقعات في سباقي أستراليا والبحرين، يسعى فريق مرسيدس وسائقه هاميلتون إلى الرد على فيراري وسائقه فيتيل في سباق الصين.
يسعى فريق مرسيدس وسائقه البريطاني لويس هامليتون إلى الرد بقوة على الهيمنة التي فرضها فريق فيراري وسائقه الألماني سيباستيان فيتيل في بداية الموسم، وذلك عندما يخوض ابطال العالم في عطلة نهاية الأسبوع جائزة الصين الكبرى، المرحلة الثالثة من بطولة العالم لسباقات الفورمولا وان.
واستهل فريق فيراري مسعاه لوضع حد لاحتكار مرسيدس الفائز باللقب العالمي في المواسم الأربعة الأخيرة، والعودة إلى منصة التتويج للمرة الأولى منذ إحرازه لقب الصانعين عام 2008 (لقبه الأخير للسائقين يعود إلى 2007)، بأفضل طريقة من خلال فوز فيتيل بالسباقين الأولين في أستراليا والبحرين.
وحدد فيتيل وهاميلتون وجهة الصراع في بداية هذا الموسم بعد أن حل البريطاني ثانياً وثالثاً في السباقين الأولين، لكن الأخير يملك الأفضلية الأحد في سباق شنغهاي لأنه السائق الأكثر فوزاً على هذه الحلبة بخمسة انتصارات.
ويحتاج فريق مرسيدس إلى الفوز بالسباق الصيني للموسم الخامس على التوالي، من أجل استعادة توازنه بعد البداية الصعبة، وهذا ما شدد عليه مديره التنفيذي النمساوي توتو وولف بالقول "لم تكن البداية التي كنا نتمناها لموسم 2018. لا يوجد أي هامش على الاطلاق للأخطاء في معركة اللقب لهذا العام".
وتابع "من أجل الفوز هذا العام، يتوجب علينا أن نقدم أفضل ما لدينا".
ولم يكن الحظ إلى جانب مرسيدس في مستهل الموسم الجديد، إذ تأثر في السباق الأول على حلبة ملبورن الاسترالية بدخول سيارة الأمان الافتراضية وبمشكلة برمجيات، ما حرم هاميلتون من الفوز واضطره للاكتفاء بالمركز الثاني، ثم تعرض بطل العالم لعقوبة ارجاعه 5 مراكز على خط انطلاق سباق البحرين بسبب استبدال علبة السرعات، ما قلص من حظوظه بإحراز المركز الأول.
وأنهى هاميلتون سباق البحرين الأحد الماضي في المركز الثالث، فيما جاء زميله الفنلندي فالتيري بوتاس ثانياً بعد صراع مع فيتيل الذي عانى الأمرين في اللفات الأخيرة مع إطاراته، ما سمح لسائق مرسيدس بتضييق الخناق عليه دون أن يتمكن من تجاوزه.
ولم يكن هناك متسع من الوقت أمام الفرق لكي تلتقط أنفاسها بعد سباق الأحد الماضي، إذ انتقلت مباشرة إلى شنغهاي لكن هذه المسألة لا تزعج وولف بل "نحن سعداء بواقع أننا سنخوض سباقين متتاليين، لأن ذلك علي بأنه لسنا مضطرين للانتظار من أجل العودة إلى التسابق مجدداً".
وأشار إلى "شنغهاي كانت حلبة جيدة علينا في الماضي"، في إشارة إلى فوز مرسيدس هناك في خمسة من السباقات الستة الأخيرة هناك، فيما يعود الفوز الأخير لفيراري في شنغهاي إلى عام 2013 مع سائق ماكلارين الحالي بطل العالم السابق الإسباني فرناندو الونسو.
منافسة سداسية متقاربة
ويبدو هاميلتون قلقاً من وضعه في البطولة رغم مرور سباقين فقط، وهو قال بعد جائزة البحرين "أنا أفكر وأتعجب (...) أفكر من الآن ببطولة العالم. لقد خسرت سباقين توالياً وأنا متأخر في الترتيب العام للبطولة بفارق 17 نقطة بعد سباقين فقط".
وتابع "آمل أنه حين نذهب إلى الصين من أجل السباق المقبل، سيكون لدينا فهم أفضل للاطارات ونتمكن من منافسة فيراري بشكل أفضل".
وبحسب فيتيل، كان فريق مرسيدس أقرب إلى الفوز في سباق البحرين لاسيما عندما اعتمد استراتيجية توقف واحدة في مركز الصيانة. إلا أن فريق فيراري عدل من استراتيجيته، وطلب من فيتيل خوض 39 لفة على إطارات طرية، بدلاً من الدخول مجدداً لتبديلها.
ورأى هاميلتون أنه خسر السباق بمجرد انطلاقه من مركز متأخر، قائلاً "لم أكن قادراً على القيام بالمناورات التي أرغب بها في اللفات الأولى وهذا كلفني غالياً".
ويأمل هاميلتون أن يبقى سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرشتابن بعيداً عنه بعد الاصطدام الذي حصل بينهما في البحرين وأدى إلى انسحاب الأخير، وهو الأمر الذي أثار حفيظة السائق البريطاني ودفعه إلى شتم منافسه الشاب.
والمفاجىء بالأمر أن فيتيل كان من أول المدافعين عن هاميلتون في موقفه من فيرشتابن، معتبراً أن ما حصل "ليس عادلاً. لا أعلم ما قام به لويس، لكننا اختبرنا جميعنا هذا الموقف (لحظة غضب). نحن نتسابق وحسب، الادرينالين يكون مرتفعاً جداً ونتفوه بكلام من هذا النوع".
وأجاب فيتيل على سؤال لموقع "اوتوسبورت" حول إذا ما كان فوزه بالسباقين الأولين ناجماً عن هبوط في مستوى سيارة مرسيدس أو تحسن في سيارة فيراري، قائلاً "من الصعب الاجابة على هذه المسألة. لا يمكنني التحدث نيابة عنهم لكني أعتقد أن الأمر دائماً مزيج من الأمور".
وواصل "على الأرجح أن الحلبة ناسبتنا، كما أن شعوري مع السيارة كان أفضل. عملنا على العيارات، وهذا الأمر ساعدنا على استخراج المزيد (من السرعة)"، مشدداً "من الواضح أننا بحاجة إلى التحسن. فالتيري ولويس يضغطان بقوة، وكيمي يضغط أيضاً بشكل كبير والأمر ذاته ينطبق على سائقي ريد بول ماكس ودانيال ريكياردو".
وواصل "الفرق الثلاثة والسائقين الستة متقاربون جداً جداً من بعضهم. من المهم جداً أن تتحسن وأن تكون سريعاً أينما ذهبت. هذا الأمر يساعد".
ويأمل فريق فيراري أن يضع خلفه الحادثة التي حصلت في سباق البحرين وأدت إلى انسحاب سائق الثاني الفنلندي كيمي رايكونن وإصابة أحد ميكانيكيي الفريق إثر قرار خطأ باعطاء إشارة الانطلاق لبطل 2007 رغم أن الاطار الخلفي لم يكن قد ثبت في مكانه.