جائزة بريطانيا الكبرى: هاميلتون مستعد للقتال على أرضه
لويس هاميلتون يتطلّع لتعويض خيبة سباق النمسا عندما يخوض سباق بريطانيا على حلبة سيلفرستون الأحد.
يأمل بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون وفريقه مرسيدس أن يضعا خلفهما "أسوأ عطلة نهاية أسبوع منذ فترة طويلة" عندما يخوضان جائزة بريطانيا الكبرى، المرحلة العاشرة من بطولة العالم للفورمولا وان، التي تقام على حلبة سيلفرستون الأحد.
ويسعى فريق "الأسهم الفضية" إلى تعويض خيبة الأمل بعد الصفعة التي تلقاها مع انسحابه المزدوج لأسباب ميكانيكية للمرة الأولى منذ عودته إلى الفورمولا وان عام 2010، خلال جائزة النمسا الكبرى الأحد الماضي، لذا قال رئيس الفريق النمساوي توتو وولف "نحن مصممون على القتال بقوة على أرضنا من أجل أن نحقق نتيجة جيدة، جديرة بمستوى أداء سائقينا، بشغف جماهيرنا وبالعلامة التجارية مرسيدس".
وكتب البريطاني على انستغرام قائلاً "عندما تقع، بإمكانك إما أن تبقى على الأرض أو النهوض مجدداً والصراع بقوة. أنا مستعد للقتال".
وعاش فريق مرسيدس، الذي يقع مقره في براكلي بالقرب من حلبة سيلفرستون، أسوأ لحظات له في الفورمولا وان على الحلبة النمساوية ريد بول رينغ في سبلبيرغ التي تعتبر معقل فريق ريد بول إذ تعود ملكيته لصاحب الفريق الملياردير النمساوي ديتريش ماتيسشيتز.
وأكد وولف أن البعض أعتقد أن فريقه سيهمين على سباق النمسا بسبب إدخال تعديلات جذرية على السيارة من ناحية المحرك والهيكل وأنه "قبل سباق سبلبيرغ، قال لي بعض الأشخاص في "البادوك" أنه سيكون من السهل تحقيق ثنائية المركزين الأول والثاني لأنه لدينا السيارة الأسرع".
انسحاب مزدوج وخطأ استراتيجي
وتابع وولف وهو يصر أن الأمور لم تسر على السكة الصحيحة بالنسبة لمرسيدس "على الرغم من أن النتائج خلال التجارب التأهيلية كانت جيدة (هيمنت مرسيدس على الخط الأول للانطلاق)، إلا أن ما يهم هو الأحد (يوم السباق)".
وبدأت مصائب فريق "الأسهم الفضية" في اللفة 14 مع انسحاب سائقه الفنلندي فالتيري بوتاس الذي وقع ضحية مشكلة هبوط الضغط الهيدروليكي، ما أدى إلى توقف عمل علبة التروس، لتقدم إدارة السباق على اعتماد نظام سيارة الأمان البصرية.
وبخلاف باقي الفرق، لم يطلب فريق مرسيدس من سائقه هاميلتون العودة إلى المنصات من أجل تبديل إطارات سيارته بدون مخاطرة، فخسر بطل العالم أربع مرات صدارة السباق حين قرر التوقف لاحقاً.
ولم تتوقف مآسي مرسيدس عند هذا الحد، إذ رافق هذا الخطأ الاستراتيجي، الثاني هذا الموسم بعد خطأ في الحسابات ارتكبه الفريق في جائزة أستراليا الكبرى، باكورة جولات هذا العام، ودائماً وفق نظام سيارة الأمان البصرية وكلف هاميلتون الفوز، انسحاب البريطاني بسبب مشكلة هبوط ضغط الوقود في اللفة 63.
وبالإضافة إلى تأثير الانسحاب المزدوج، الذي لم يسبق له مثيل منذ الحادث الذي جمع بين هاميلتون وزميله السابق الألماني نيكو روزبرغ، بطل العالم 2016، في جائزة إسبانيا الكبرى 2016، على معنويات الحظيرة الألمانية، فقد أرخى بظلاله على الحصاد العام للنقاط.
خط تصاعدي لفيراري
هاميلتون، الذي كان يتقدم منافسه المباشر على اللقب الألماني سيباستيان فيتل بفارق 14 نقطة قبل سباق النمسا، خسر أفضليته أمام سائق فيراري الذي حل ثالثاً خلف زميله الفنلندي كيمي رايكونن والفائز الهولندي ماكس فيرشتابن (ريد بول) واستعاد صدارة ترتيب السائقين بفارق نقطة يتيمة (146 مقابل 145)، كما تراجع بوتاس من المركز الرابع للمرتبة السادسة. أما عند الفرق فانتزعت سكوديريا فيراري صدارة ترتيب الصانعين من مرسيدس بفارق 10 نقاط (247 مقابل 237).
ويميل الخط التصاعدي حالياً نحو فيراري عندما تستعد الفرق لخوض ثالث مرحلة على التوالي في غضون ثلاثة أسابيع متتالية، وهو أمر لم تشهده الفورمولا وان منذ أن أبصرت النور قبل 69 عاماً، كما تميل الكفة نحو فيرشتابن (ريد بول)، الذي حقق فوزه الأول هذا العام في النمسا وصعد إلى منصة التتويج للمرة الثالثة على التوالي في انجاز غير مسبوق في مسيرته (بعد سباقي كندا وفرنسا)، غير أن الحظ جانب زميله الأسترالي دانيال ريكياردو، الفائز بسباقي الصين وموناكو، بعدما اضطر للانسحاب بسبب مشكلة ميكانيكية.
في المقابل، يبدو أن الفرنسي رومان غروجان سائق هاس والذي افتتح رصيده من النقاط هذا العام على حلبة ريد بول رينغ في النمسا بوصوله رابعاً، وضع حداً للأخطاء المتكررة التي ارتكبها على الحلبات.
أما بالنسبة لفريق ماكلارين، فقد دقت ساعة التغيير وإعادة تنظيم الصفوف، إذ أعلنت هذه الحظيرة التي يقع مقرها في ووكنغ، أمس عن استقالة مدير السباقات الفرنسي إريك بولييه، ليحل بدلاً منه الثلاثي البريطاني سايمون روبرتس، مدير التطوير في ماكلارين ريسينغ، والمهندس الإيطالي أندريا ستيلا والسائق السابق والإداري الحالي الفرنسي جيل دو فيرون.
وشرح الفريق أسباب هذه التغييرات قائلاً "هذه التعديلات هي بداية برنامج متكامل لإعادة الهيكلة داخل الإدارة التقنية لماكلارين"، مشيراً إلى أن الفريق يريد أن "يستثمر للإبقاء وجذب افضل المواهب، داخلياً وخارجياً، من أجل إعادة ماكلارين ريسينغ إلى مصاف المراكز الأولى على الحلبة".