مشاكل برشلونة تضع مسيرة كومان التدريبية على المحك
أمام كومان مدرب برشلونة جبال من المشاكل عليه حلها ليعود رفاق ميسي إلى نخبة الفرق المتفوقة في أوروبا.
هُمام كدر
يراكم برشلونة كل أسبوع تقريباً وأحياناً مرتين في الأسبوع، نتيجة مخيبة أخرى تضاف إلى بداية موسم هي الأسوأ له منذ سنوات محلياً، أما أوروبياً وبعد أن كان يقنع عشاقه باختلاف وضعيته في دوري أبطال أوروبا عن وضعيته في الليغا، ضرب كل ما فعله في 5 جولات سابقة وتخلى عن الصدارة لصالح يوفي الذي عاد بفوز مؤزر من كتالونيا بقيادة نجمه كريستيانو رونالدو.
وعلى الرغم من أن الدون متمرس في هز شباك البرسا على ميدانه، فقد شهد كامب نو أكبر عدد من الأهداف له خارج أرضه (14 هدفًا)، إلا أن انتصار السيدة العجوز يعود إلى العقلية والرغبة والإصرار في الفريق ككل وهو بالضبط ما غيّره بيرلو وطاقمه التدريبي بين الذهاب والإياب.
ميزات يوفي هي تماماً ما كان ينقص برشلونة كومان، فقد دخل الفريق مباراته بشعور آمن أن خصمه من الصعب أن يتفوق عليه بفارق هدفين، ثم وبعد تلقي الثلاثية اعتقد أنه قادر على تسجيل ولو هدف في مرمى بوفون، لكن ذلك لم يحدث لأن برشلونة بكل بساطة في وضعيته الحالية باتت هزيمته وبأكثر من هدف أمراً عادياً للغاية، فكيف أمام فريق من عمالقة أوروبا، فلكم أن تتخيلوا أي كابوس ينتظر الكتالونيين في الدور المقبل لو وضعتهم القرعة أمام بايرن مثلاً؟؟
عمليات طارئة
على كومان أن العمل بشكل طارئ لإعادة البريق إلى النادي ومداوة بعض النقاط التي نستعرضها ونختصرها هنا على شكل تعدادات خمس:
1- صمام الأمان الذي اهتز: حتى مع عودة أهم نقاط القوة في الفريق في السنوات الأخيرة، لأول مرة تجرأ عدد من عشاق برشلونة على انتقاد تير شتيغن سواء في تعامله مع هدف قادش الثاني في المرحلة الماضية من الليغا و قبله مع هدف أتلتيكو مدريد في المرحلة العاشرة، أو أمس ضد يوفي، ولشرح هذه النقطة بالتحديد راجعوا ركلتا الجزاء أمس كيف لم يكن الحارس الألماني في قمة تركيزه بل يحاول التلاعب برونالدو من خلال الحركة على خط المرمى قبل تنفيذ الكرة بأجزاء من الثانية.
2- وضعية ميسي في الفريق: رغم أنه الوحيد الذي سدد بين الخشبات الثلاث في مباراة يوفي من بين لاعبي برشلونة بـ7 تسديدات، إلا أن اللاعب الذي لطالما انتشل فريقه حتى في أسوأ أزماته لم يكن قادراً على حل كل المشاكل في المباراة، لا بل ويذهب الأمر إلى أبعد من ذلك لأن العديد من أنصار النادي الكتالوني غير راضين عن وضعية ليو الحالية في الفريق، التي جاءت بعد عاصفة الصيف التي طلب فيها الرحيل عن النادي، ليو متهم بأنه لا يقوم بواجبه الفني بشكل كامل مع تصريحه الواضح أنه غير سعيد حالياً في برشلونة وقد مل أن يكون السبب في كل الهزائم. أمام مدربه مهمة إستعادة ليو.
لأول مرة يقوم ميسي بأكبر عدد من التسديدات على المرمى دون أن يسجل في مباراة واحدة منذ عام 2003 (7 تسديدات).
3- استغلال النجوم والشبان الموهوبين: رغم انتعاشه ببعض الأهداف في الآونة الأخيرة إلا أن غريزمان لا يزال يؤتمل منه الكثير والكثير من قبل عشاق البرسا، مثله مثل كوتينيو وبيانيتش الذي صرح بوضوح أنه غير مرتاح للجلوس احتياطياً، وديميبلي المصاب، إضافة إلى تقويم وإخراج المزيد من بيدي وترينكاو وديست.
4- الدفاع كمجموعة وكأفراد: قالها تير شتيغن بعد الخسارة من يوفي لدينا أخطاء على المستوى الجماعي وعلى المستوى الفردي في خط الدفاع، يكاد يكون هذا التحدي الأكبر لكومان إذا ما أراد اللحاق بالركب المحلي والأوروبي هذا الموسم.
5- تغيير الفلسفة: لا يزال برشلونة يسيطر على الكرة حتى في المباريات التي يخسرها، ولكن يوماً بعد آخر تثبت كرة القدم بتطوراتها اليومية؛ أن السيطرة ليست السبيل الوحيد الضامن للفوز، على برشلونة أولاً رأب الصدع ومن ثم البحث عن تطعيم هويته بأساليب لعب جديدة قد تبدو للوهلة الأولى متناقضة مع أساليبه الكلاسيكية ولكن الأمر بات مُلزماً.
ربما جاء كومان في الزمن الخطأ لبرشلونة وربما بيده مفاتيح العودة إلى الزمن المضيء ولكن الأكيد أن التحديات هائلة أمامه في الأسابيع المقبلة ولنرى أين ستأخذ سفينته الرياح...