سيدات قدم الصين...أمل في مواجهة وباء
منتخب سيدات الصين لكرة القدم المُلقب بالورود الصلبة... يستعد ليلمع في ظلام البلاد الذي تسبب به وباء كورونا.
في ظل النفق المظلم الذي تمر فيه الصين في معركتها الصعبة مع تفشي فيروس كورونا المستجد، انبثق نور أمل تمثل بـ"الورود الصلبة" وهو لقب المنتخب الصيني كرة القدم للسيدات الذي خرج من الحجر الصحي في سعيه لحجز مكان له في أولمبياد طوكيو هذا الصيف.
في الوقت الذي تشهد فيه الرياضة الصينية توقفاً شبه تام بسبب الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 2500 شخصاً في البلاد، بات المنتخب مصدر فخر بفضل نتائجه وإنجازاته المميزة.
بعد أن وضع في الحجر الصحي عند وصوله إلى أستراليا من اجل المشاركة في دورة مؤهلة للأولمبياد، حيث تدربت اللاعبات في رواق الفندق وصعدن على السلالم للبقاء في حالة بدنية جيدة، لم يخسر منتخب "ستيل روزيس" أي مباراة، ليضرب موعداً مع كوريا الجنوبية في مواجهة من مباراتين يتأهل على اثرها الفائز إلى الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة في اليابان بين 24 تموز/يوليو والتاسع من آب/أغسطس.
وأشاد الإعلام المحلي بالمنتخب خلال الأسابيع الاخيرة، ومع توقف كل منافسات كرة القدم المحلية بسبب الفيروس، حظيت إنجازاته بتغطية بارزة.
ذكرت وكالة شينخوا أن "سِجل ستيل روزيس الخالي من الهزائم في التصفيات الأولمبية يضيء القلوب الصينية في ظل الوباء"، وذلك بعد يوم من التعادل 1-1 مع استراليا الذي أهل الصين الى المواجهة الحاسمة مع كوريا الجنوبية التي يلتقيها في السادس والحادي عشر من آذار/مارس المقبل.
وسيتعين على المنتخب الصيني خوض المباراة الثانية "البيتية" والتي من المفترض أن تكون على أرضه، في مدينة سيدني الأسترالية جراء الوباء.
ورغم أن المنتخب الصيني لن يخوض المباراة على أرضه، إلا أن الوضع أفلت من أن يكون أكثر سوءاً، بعد أن كان مقرراً إقامة الدورة التأهيلية في ووهان، البؤرة الاساسية لتفشي الوباء في مقاطعة هوباي، قبل أن يتم نقلها إلى نانجينغ بداية ومن ثم أستراليا.
وضعت السلطات المحلية الأسترالية المنتخب الصيني في الحجر الصحي في فندق في مدينة بريزبين لأسبوع كامل، حيث هرع المصورون لالتقاط الصور للاعبات وهن يقمن بعمليات الاحماء في الرواق، فيما أشارت صحيفة "بيبولز دايلي" الصينية إلى أنهن ركضن على السلالم للمحافظة على رشاقتهن.
غاب عنهن أربعة لاعبات مهمات بمن فيهن وانغ شوانغ المولودة في ووهان، لاعبة باريس سان جيرمان الفرنسي السابقة التي منعت من مغادرة منزلها حيث تخضع للحجر الصحي الذاتي أسوة بسكان المدينة البالغ عددهم حوالي 11 مليوناً.
وقالت تانغ جيالي، لاعبة خط الوسط وفق ما نقل الاعلام الحكومي "لم نأت إلى هنا كأفراد، ولكن بالنيابة عن الصين بأكملها. نأمل أن نمنح الشجاعة لوطننا الأم".
"لسنا خائفين...وسنقاتل"
خرج الفريق من الفندق في السادس من شباط/فبراير الجاري وسافر إلى سيدني وهزم تايلاندا 6-1 في اليوم التالي حيث ساهمت تانغ بثنائية.
وصرح المدرب جيا شكوان بعد الفوز "لم تتمتع لاعباتي بالجدية. كيف بإمكانهن أن يكن كذلك بعد مضي ما يقارب عشرة أيام من دون أن يلمسن الكرة؟".
سجلت تانغ أيضاً هدفين خلال الفوز بخماسية نظيفة على تايوان وكانت على الموعد لتمنح الصين تقدماً مفاجئاً في الدقيقة 86 أمام أستراليا الأفضل منها في التصنيف العالمي والتي عادلت النتيجة في الوقت بدل الضائع.
المستويات القوية التي يقدمها المنتخب الصيني، أعادته بالذاكرة إلى الأيام التي كان فيها أحد أفضل المنتخبات في كرة القدم النسائية على الصعيد العالمي.
بلغ المنتخب نهائي كأس العالم عام 1999 قبل أن يخسر أمام الولايات المتحدة المضيفة بركلات الترجيح، كما توج بطلا لآسيا في ثماني مناسبات آخرها عام 2006، وبلغ الألعاب الأولمبية خمس مرات.
ولطالما تفوق منتخب السيدات على منتخب الرجال، إذ بلغ الأخير نهائيات كأس العالم في مناسبة واحدة عام 2002 في كوريا واليابان مقابل سبع مرات للسيدات، وكان محط سخرية في البلاد.
ستكون الصين التي تحتل المركز 15 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مرشحة للفوز على كوريا التي تحتل المركز 20، ولكن خوض مباراتهن "البيتية" خارج الديار قد لا يمنحهن الافضلية.
إلا أن سان وين نائب رئيس الاتحاد الصيني لكرة القدم، أكد أن اللاعبات سيرتقين إلى مستوى لقبهن "الورود الصلبة"، حيث نقلت عنه "بيبولز دايلي" قوله "المنتخب الصيني السيدات لكرة القدم لطالما تمتع بتاريخ مشرف. لسنا خائفين من أي صعوبات وسنقاتل حتى آخر رمق".