صلاح وجرح تشيلسي الذي اندمل بلقب الـ"بريميرليغ"
هل سيصفح المصري محمد صلاح عن ترك تشيلسي له بعد أن نجح البلوز في الفوز على مانشستر سيتي واهداء لقب البريميرليغ لفريق ليفربول؟
فراس بن أحمد
في المقاولون تعلم طقوس الساحرة المستديرة وفي بازل السويسري لفت أنظار سادة أوروبا حتى جعل تشيلسي يسارع للتعاقد معه لكن رحيله من قلعة البلوز لم يكن عادياً فعاد من جديد إلى إنكلترا من بوابة ليفربول ليثبت للجميع أنه من "كبار" اللعبة.
بعد أن ضرب محمد صلاح، عندما كان لاعباً في بازل، قلاع تشيلسي ذهاباً وإياباً (دوّن هدفاً في ستامفورد بريدج وآخر في سان جاكوب بارك) في مسابقة دوري أبطال أوروبا (موسم 2013-2014) طلب المدرب البرتغالي الملقب بـ"السبيشال وان" جوزيه مورينيو من إدارة الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش التعاقد آنياً مع المميز المصري.
وأعلن تشيلسي يوم 23 كانون الثاني/يناير 2014 عن تعاقده مع محمد صلاح قادماً من بازل مطلقاً العنان لتصريح مدربه البرتغالي الذي قال عنه: "إنه شاب سريع، مبدع ومتحمس. انه من اللاعبين الذين أود العمل معهم. صلاح مسرور بتعاقده مع تشيلسي وأنا سعيد جداً بوجوده معي في الفريق".
بعد بداية مميزة للمصري في ملاعب الدوري الإنكليزي من خلال تسجيله لهدف في شباك أرسنال يوم 22 آذار/مارس 2014 وتعويل مورينيو عليه قرر الفريق اللندني، في خطوة لم يفهمها كثيرون، اقحامه في صفقة تبادلية قضت برحليه إلى مدينة فلورنسا وعجلت بقدوم الكولومبي خوان كوادرادو للفريق.
عرف النجم المصري تألقاً لافتاً في بلاد الامبراطورية الرومانية التي جاب ملاعبها على امتدادا نحو موسمين ونصف لتكون عودته إلى الـ"بريميرليغ" في عام 2017 من بوابة ليفربول – يورغن كلوب.
يبدو أن عودة محمد صلاح للدوري الإنكليزي كانت لتصحيح مفاهيم وأفكار سيطرت على مدربه السابق جوزيه مورينيو والثأر لنفسه أمام كل من حاول التشكيك أو اللعب بعدادات موهبته وقدرته الفنية على اقتلاع مكان مميز بين نخبة أفضل لاعبين في العالم.
قدّم المصري رسالة مضمونة الوصول إلى الجميع بأنه ظُلم في تشيلسي نتيجة سوء تقدير لإمكانياته الحقيقية وذلك بعد أن نال في موسمه الأول مع "الريدز" لقب أفضل هداف في الدوري الإنكليزي برصيد 32 هدفاً وجائزة لاعب العام في إنكلترا.
الصدفة وحدها تقودك لانجاز لا يتكرر، لكن موهبة محمد صلاح ليست صدفة عابرة بل هي حقيقة راسخة بعد أن أكمل موسم 2018 – 2019 في صدارة لائحة ترتيب هدافي الـ"بريميرليغ" رفقه زميله السينغالي ساديو مانيه برصيد 22 هدفاً.
قد تكون الألقاب الشخصية التي تحصل عليها صلاح مصدر احباط لتشيلسي إلا أن مساهمته في عودة ليفربول إلى منصات التتويج أدخل البهجة والسرور بين أحباء الفريق الذي اخترع له شعار "لن تسير وحيداً أبداً".
لقد تمكن صلاح من المساهمة في تتويج ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا (2019) بتسجيله لهدف من ركلة جزاء في النهائي أمام توتنهام هوتسبير كما أن تقديمه لبطولة مميزة في كأس العالم للأندية التي أقيمت بالعاصمة القطرية الدوحة وحصوله على جائزة أفضل لاعب في البطولة جعلت من فريقه بطلاً على استاد خليفة الدولي، أحد ملاعب كأس العالم FIFA قطر 2022™️، كما نجح في حصد السوبر الأوروبي أمام فريقه السابق تشيلسي بركلات الترجيح 5-4 بعد أن انتهت المواجهة بالتعادل 2-2.
قد يتجاوز المصري "نكسة" عبوره بفريق البلوز ويصفح عما حصل له في قلعة ستامفورد بريدج بعد نجاح الأخير في الإطاحة بمانشستر سيتي أمس الخميس 2-1 مما منح ليفربول ومحمد صلاح (سجل إلى حد كتابة هذه الأسطر 17 هدفاً في الدوري) لقب الدوري الإنكليزي الذي انتظره عشاق الفريق "الأحمر" نحو 30 عاماً.