هل يتعجّل برشلونة في تنصيب تشافي مدرباً للفريق؟
يحمل الحديث عن قدوم تشافي ليحل بدلاً من فالفيردي كمدرب لبرشلونة، الكثير من العاطفة والذاكرة القريبة الحية بالنسبة لجماهير النادي الكاتالوني.
هُمام كدر
تبدو إنجازات بيب غوارديولا في برشلونة مرجعاً يُقارن به أي مدرب أتى بعده، حتى مع يقين جماهير كامب نو، أن ما حدث في تلك الحقبة من الصعب جداً تكراره على الأقل في الزمن المنظور، ولكن العاطفة الكاتالونية تحركت بشكل كبير لدى محادثات النادي مع نظيره السد القطري من أجل التعاقد مع تشافي.
وربما جماهير برشلونة التي تسيد لاعبوها أوروبا والعالم في حقبة بيب، تماماً مثلما يفعل ليفربول كلوب حالياً، علقت الكثير من الآمال على واحد من سلالة الروح الكتالونية الكروية الصافية، فإذا كان بيب غوراديولا لاعباً ومدرباً، هو خير من طبّق أفكار معلمه منبع الهوية الكروية في النادي يوهان كرويف، فإن تشافي هو خير من كان يطبق أفكار بيب كلاعب.
وعلى هذا التسلسل الذي يبدو منطقياً، يبني عشاق البرسا الكثير من الأحلام، بعدما ذاقوا الأمرين في موسمين متتاليين ضمن دوري أبطال أوروبا، أمام روما ومع ليفربول.
لكن ما هو المنطقي في كرة القدم؟ ومتى كانت المقدمات العلمية الصحيحة تؤدي دائماً للنتائج المرجوة؟
تشافي كلاعب من الصعب تعويضه جداً في النادي الكاتالوني هذه حقيقة راسخة لا يمكن المساس بها، ولكن كمدرب فيما لو جاء إلى برشلونة الآن، هل خبرته تكفي لمعتركات الليغا والأبطال؟
البعض من جماهير برشلونة، يقول إن بيب حين جاء أيضاً لم يكن لديه تلك الخبرة الكبيرة، فهو لم يدرب سوى الفريق الثاني في النادي، وهذا الطرح يبدو منطقياً، ولكن لا يمكننا أن نعممه دائماً، خصوصاً حين نأخذ بعين الاعتبار أن أعمار بعض من نجوم الفريق حقبة بيب والمستمرين إلى اليوم (بيكيه، بوسكيتس، ميسي) كانت أقل بعقد من الزمن.
طبعاً هناك عامل آخر لا يجب أن ننساه هو نوعية اللاعبين التي كانت في تلك الحقبة مقارنة بالنوعية الموجودة الآن؛ في كل المراكز ربما ما عدا الحارس الأساسي في الفريق.
وتبدو إدارة برشلونة متمثلة ببارتوميو تبحث عن مراضاة جماهيرها باستعادة تشافي كمدرب، طبعاً إذا توصلت لاتفاق مع إدارة نادي السد القطري، لكن هذا المبدأ الذي تقوم به إدارة بارتوميو أثبت فشله في مناسبة أخرى سابقة على صعيد اللاعبين حين جلبت ديمبيلي بسعر مرتفع للغاية لتنسي الجماهير شيئاً من سحر نيمار.
كما أن إدارة برشلونة تريد لتشافي أن يعمل مع بعض من عناصر الحرس القديم، مثل (أبيدال -كمدير- وبيكيه وبوسكيتس وميسي وسواريز، راكيتيتش، ..) لاستنهاض الهوية الكتالونية، ولكن ربما هذا السلاح القوي ينقلب ضد تشافي، فالأخير لن يكون قادراً على فرض إرادته كاملةً على رفاقه القدامى، بالأخص مع الحديث الذي لا يتوقف عن قدرة اللاعبين القادة في الفريق على حماية المدرب الذي يريدونه أو العكس. والحديث أيضاً عن علاقة غير مثالية بين تشافي وبارتوميو.
كل هذه تكهنات ليس بالضرورة أن تحدث مع تشافي فيما لو جاء مدرباً بديلاً لفالفيردي سواء الآن أو بداية الموسم القادم.
العبرة في تجربة إنريكي
يقول غوارديولا إن أصعب منافسين لعب أمامهما كمدرب، هما برشلونة لويس إنريكي وليفربول كلوب.
هذا يدل أن تجربة إنريكي تبدو أنها أكثر التجارب قرباً من إنجازات بيب في برشلونة، لذا فعلى جماهير النادي أن تتذكر مسيرة مدربها قبل أن يتسلم زمام الأمور عام 2014.
بداية تسلم مدرب منتخب إسبانيا الحالي، المسؤولية في "برشلونة ب" من غوارديولا تحديداً عام 2008، وبقي "يتعلم" حتى 2011.
وفي ذلك العام، انتقل لتدريب روما الإيطالي، صحيح أنه لم ينجح في الكالتشيو لكن بدأ بمراكمة الخبرات، ثم ليدخل أكثر في أجواء الليغا كمدرب، تسلم دفة فريق سلتا فيغو، وأيضاً لم يترك أثراً يذكر، لكن الأمور أصبحت ناضجة بالشكل الكافي ليعيد الفريق إلى هويته الكتالونية بعد قيادة غير ناجحة للمدرب الأرجنتيني تاتا مارتينيز.
فإذاً لم يأت إنريكي مباشرة لتدريب برشلونة، وكان لديه أكثر من محطة قبل ذلك، والبعض يقترح أن يأتي تشافي لتدريب فريق آخر بالليغا طموحاته تقل عن برشلونة ثم يتسلم مساعداً لمدرب آخر، مثل كومان مثلاً، قبل أن يكون خلال ثلاث أو أربع سنوات قد راكم كل الخبرات الكافية ونكرر كمدرب.
بالتأكيد يمكننا النظر لعدد من التجارب الإيجابية في تسلم لاعبين نجوم لفرقهم السابقة كأول تجربة تدريبية لهم في الفريق الأول، كتجربة زيدان الأولى في ريال مدريد وتجربة فان بروكهوست في فينورد (بطل الدوري 2016-2017)، لكن هناك العديد من التجارب التي لم يكتب لها النجاح مثل هنري مع موناكو، سيدورف مع ميلان...وهناك بعض التجارب التي لا زلنا ننتظرها مثل أرتيتا في أول تجربة له كمدرب في فريقه السابق أرسنال.