5 لحظات لامعة من مسيرة كارليس بويول المظفرة
قلة هم القادة الذين ينعمون بمسيرة يقف لها المنافسون قبل المناصرون احتراماً، بويول أحدهم ...ليس أولهم ولا آخرهم، لكن ربما من ألمعهم.
إعداد: هُمام كدر
نستعرض في هذا المقال لحظات فارقة في مسيرة اللاعب الذي يصادف اليوم عيد ميلاده الـ42:
المحارب الأخير
واجه برشلونة فريق لوكومتيف موسكو ضمن إياب دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا في 23 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2002، وفي الدقيقة 65، مع ضغط برشلونة الهائل من أجل تسجيل هدف السبق، شن لوكوموتيف هجوماً معاكساً، وبعد تخطي فيكتور فالديز كان مهاجم الفريق الروسي، النيجيري جيمس أوبيراه على وشك إحراز الهدف الذي بدا محققاً لا محال.
لكن قلب الأسد خرج من حيث لا يدري أحد، وأبعد الكرة بفدائيته المعهودة.
فاز برشلونة في تلك المباراة بهدف لفرانك دي بور، ومن ثم تصدر مجموعته بدون خسارة أو تعادل.
أَبي لك هذه الكأس
هزم برشلونة، منافسه مانشستر يونايتد بكل جبروته وعتاده 3-1 في نهائي الأبطال 2011 على ملعب ويمبلي الشهير، وكان أداء الفريق الكاتالوني مثل عزف أوركسترا رائعة، لا تعرف سوى الهجوم منذ البداية وإلى النهاية، وهو أحد أفضل عروض "برسا بيب" خلال فترة توليه تدريب الفريق بين 2008 -2012.
مع ذلك، طغت روعة الاحتفالات على الأداء نفسه، وفي الطريق لحمل أمجد الكؤوس أعطى بويول -بشخصيته التي لا تشوبها شائبة -، شارة القيادة إلى إيريك أبيدال الذي تعافى للتو من عملية زرع كبد، بعد معركة مع السرطان، (مع العلم أن تشافي هو من بدأ كقائد للفريق في تلك المباراة، وشارك بويول في الدقائق الأخيرة فقط)، كما منح الفرنسي شرف رفع الكأس الرابعة بتاريخ النادي وحده.
بعد المباراة، قال أبيدال: "لقد كانت لفتة كبيرة، شعرت أن الوقت قد توقف وأني وحدي في ملعب ممتلئ، أنا ممتن للغاية أنه فعل ذلك".
كلاسيكو الـ6-2
في كلاسيكو 2 أيار/ مايو 2009، التُقطت للقائد بويول صورة تاريخية ذات معانٍ كبيرة، ففي ذلك اليوم على الرغم من تقدّم ريال مدريد بهدف لهيغوايين، إلا أن برشلونة قلب الموازين بفوز كاسح بقي مرجعاً لأنصار البلاوغرانا 6-2,
وكما هو الحال دائماً، لم يكن بويول بعيداً عن الحدث. فقدم أداءً هائلاً وساعد على قلب الطاولة على منافسه بعد تلقي هدف مبكر.
سجل بويول هدف التقدم 2-1 في الدقيقة 20 من التعادل ليكون المنعرج الأهم في ذلك اللقاء، ثم قبَل شارة القيادة خلال احتفاله، وأظهر شغفه وحبه الذي لا ينتهي للنادي، هذه اللقطة بقيت وستبقى في أذهان عشاق برشلونة لعقود قادمة.
كأس العالم 2010
أخيراً سجلت إسبانيا أول لقب لها في كأس العالم، بعد أداء جذاب بقيادة فينسينتي ديل بوسكي.
كان لاروخا ببساطة رائعاً، إذ كان كل لاعب من الدفاع إلى الهجوم يقوم بعمله بشكل مثالي، ويقوم بواجبه بشكل فعال لجلب الكأس إلى البلاد.
وكان لدى بويول أيضاً لحظاته الخاصة، حين أنبرى لركنية نفذها تشافي وكسر التعادل السلبي مع ألمانيا في نصف النهائي، محرزاً هدفا رأسياً رائعاً حجز به مقعداً لفريقه في المباراة النهائية ضد هولندا.
السداسية الأسطورية
عام 2009 بالنسبة لبرشلونة كان عاماً عظيماً بكل المقاييس، فقد حقق الفريق السداسية مع أداء مذهل ولم يكن أمام منافسيه أي فرصة للفوز.
عمل بويول كضابط إيقاع في غرفة ملابس فريق غوارديولا في ذلك الوقت وكمقاتل نبيل في الملعب، وكان هو القائد الوحيد في تاريخ كرة القدم الذي فاز بـ6 ألقاب في موسم واحد.
اعتزل بويول عام 2014 تاركاً مسيرة ملهمة في كامب نو.