هل يتطور برشلونة مع كومان أم أنها إشعارات واهية؟
يعيش برشلونة أزمة نتائج حقيقية على صعيد الليغا، رغم بقاء ميسي، وتدعيم الفريق ببعض التعاقدات، وإسناد المهمة لمدرب جديد، وأخيراً رحيل الإدارة التي لم تكن على وفاق أبداً مع "قادة الفريق".
هُمام كدر
بقدر ما كشف التعادل الإيجابي السبت مع ديبورتيفو ألافيش عن عقمٍ هجوميٍ مرعب لدى البلاوغرانا، بقدر ما أكد تهالك دفاع الفريق الذي أقنع جماهيره قبل أيام فقط بعرض جيد أرفقه بالفوز على يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا.
المشكلة في خط دفاع برشلونة تبدو ظاهرة لأي متابع عادي، ولا تحتاج لخبراء حتى تتم معاينتها، وهي تتوضح مباراة بعد أخرى حتى في تلك التي لا يخسر فيها البرسا.
فقبل هدف أصحاب الأرض الوحيد أمس، تعرضت دفاعات البرسا لاختراق سهل للغاية في الدقيقة 17 في ارتداد سريع للأفيس وصلت الكرة بظهر سيرجي روبيرتو إلى لويس ريوخا الذي مرر بدوره إلى زميله إديغار مينديز، على مرأى من لونغليه وألبا وعدم وصول بيكيه إلا متأخراً كعادته.
في هذه الفرصة كان البرازيلي نيتو صاحياً لكن في كرة الهدف وبعد أن قام لونغليه بالسيطرة على هجمة واعدة للمنافس ورغم تمرير لاعب ألافيس الكرة إلى العمق إلا أن بيكيه سيطر على الكرة تماماً وأعادها إلى حارسه لكن الأخير ارتبك وأفلت الأمانة أمام مهاجم المنافس.
بدا بما لا يدع مجالاً للشك أن الهدف يتحمل نيتو مسؤوليته، خصوصاً مع أساليب اللعب الحديثة التي تعتمد كثيراً على تدوير الكرة مع حارس المرمى، ولكن لا يمكن ترك الحارس وحده يتعرض للضغط دون أي مساندة دفاعية وهو الأمر الذي تعرض له مراراً نيتو حتى بعد أن طُرد لاعب من صفوف ألافيش.
ما مشكلة ميسي؟
لعب ميسي دوراً محورياً في وسط وهجوم برشلونة أمام ديبورتيفو ألافيس، فكان يعود ليطلب الكرة ويلعب دور الممرر والمخترق والمسدد، ولكن الأسطورة المنقذ لبرشلونة من أزماته، لم يبدُ أمس أنه بالفعل قادر على قلب بوصلة المباراة من اللعب الحي دون أن يحصل على ركلة جزاء، خصوصاً في الشوط الأول الذي رأينا فيه ليو يعترض كثيراً حتى تحصل على الإنذار. دون أن ننسى تصاعد عدد التمريرات الخاطئة التي يمررها.
كما يمكننا أن نسأل عن كمية الركلات الحرة التي نفذها ليو في الفترة الأخيرة دون تسجيل أي هدف، وعن إمكانية تنفيذ بيانيتش لبعضها خصوصاً تلك التي تناسب القدم اليمنى.
رحلت الإدارة التي كان ميسي على خلاف كبير معها، وبدت علائم الإنفراج على أداء الأسطورة في مباراة يوفي، ولكن مباراة السبت أعادت بعض إشارات الاستفهام التي تحتاج لتبديد من قبل لاعب واحد هو صاحب الرقم 10 في تشكيلة البرسا، وهو قادر بلا أدنى شك.
بعد حصوله على 8 نقاط فقط من 6 مباريات، حقق برشلونة أسوأ بداية له منذ موسم الدوري الإسباني منذ 2002-2003.
كيف يعمل كومان؟
أدرك كومان أمام ألافيس أن تشكيلته التي دخل بها المباراة لن تخدمه، فأراد إصلاح الأمور بسرعة قبل فوات الآوان، نحن نتحدث بشكل محدد عن الإصرار على بوسكيتس، وعدم الزج ببيدري وترينكاو وديست وبيانتش أساسيين.
في الشوط الثاني، بعد إخراج لونغليه أعاد كومان مواطنه دي يونغ إلى مساندة بيكيه في قلب الدفاع مع إعطاءه الحرية في التقدم وزج بكل ما يمكنه أن يقدم شيئاً لخط الهجوم لكن ذلك لم يسعفه إلا بهدف واحد، مع ضياع الكثير من الفرص التي لا يلام عليها كومان بشكل مباشر ولكن بقي السؤال حول أهمية المداورة الزائدة من بداية الموسم؟.