مازن الريس
للمرة الخامسة خلال السنوات الـ8 الأخيرة تقرّر إدارة برشلونة جلب اسم أقل لمعاناً من نجوم الفريق، ليطرح التساؤل مجدداً بشأن جدوى التعاقد مع الأسماء المغمورة لقيادة جيل يستطيع الهيمنة على جميع الألقاب بقيادة أسطورته الحية ليونيل ميسي.
حقبة ما بعد ريكارد وغوارديولا
تبريرنا لتعاقد إدارة برشلونة مع الهولندي ريكارد (2003-2008) ومن ثم غوارديولا (2008 – 2012) نظراً لنجوميتهما الملفتة قبل تعليق حذائيهما لا يمكن تمريره مع من جاء بعدهما (باستثناء إنريكي).
وذلك لأن الراحل تيتو فيلانوفا (2012 – 2013) لم يكن ذلك اللاعب الفذ، والأرجنتيني جيراردو مارتينو لم يحقق أيّ لقب كبير قبل توليه مهمة تدريب برشلونة، وكذلك الحال بالنسبة للمقال فالفيردي والحالي كيكي، علماً أنّ إنريكي الذي كان أفضلهم سبق وأن فشل في روما الإيطالي وكان مقبولاً مع سلتا فيغو.
ما هو معيار النجاح في برشلونة؟
تختلف درجة تقييم المدرب وإنجازاته لدى عشاق برشلونة وغيرهم في الأندية الأخرى نظراً لاختلاف تطلعاتهم وتوقعاتهم مع القائمة التي يمتلكها كل فريق، إذ أنّ الفرنسي زين الدين زيدان نفسه (توّج بثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا توالياً)، كان قد تحدث عن حاجة ريال مدريد للفوز بالليغا أكثر من الأبطال حالياً.
ولم يتوقف صدى فشل فالفيردي على خسارتي روما وليفربول في دوري الأبطال آخر موسمين، بل ارتبط بنجاح ريال مدريد المذهل في ذات البطولة التي هيمن عليها ثلاث مرات قبل أن تذهب لليفربول الإنكليزي الموسم الفائت.
ومع أن تقييم فالفيردي من حيث الألقاب هو الرابع منذ عشرين سنة بعد غوارديولا وإنريكي وريكارد لكنه وجد نفسه مقالاً في نصف الموسم وذلك بسبب جوع البلوغرانا للتتويج بالأبطال والقناعة بصعوبة المهمة تحت إمرة "النملة"، مما يعني أنّ لقب الأبطال يشكل أولوية لإدارة برشلونة وجماهيره حالياً.
الألقاب الكبرى فقط مع برشلونة!
عقب الموسم المخيّب لمارتينو في تدريب برشلونة تولى مهمة تدريب الأرجنتين ونال وصافة كوبا أميركا لسنتين توالياً 2015-2016 ولعل تتويجه مع المكسيك القوية بالكأس الذهبية 2019 يعد اللقب الأبرز في آخر خمس سنوات ونصف.
وفي ظل رحيل إنريكي لتدريب منتخب إسبانيا وانتظار ما سيفعله مع لاروخا فإن معظم الأسماء في آخر عشرين سنة لم تجد أندية بحجم برشلونة تطلبها للاستفادة من إمكاناتها، علماً أن غوارديولا يبقى دائماً حالة استثنائية.
لمن القرار؟
بين الفينة والأخرى يتردد اسم ميسي ورفاقه بالسيطرة على قرار الإدارة فيما يتعلق باسم مدربهم القادم، ومع أنّ إقالة فالفيردي كانت مطروحة بقوة حتى قبل ليلة الإثنين إلا أنّ نجوم الفريق دائماً ما دافعوا عنه ووجهوا اللوم لأنفسهم فقط في اللحظات الصعبة.
وشخصياً لا أجد استشارة الإدارة لبعض ركائز الفريق في مسألة المدير الفني تهمة أو انتقاص من قيمة أصحاب القرار إذ لا يمكن لأيّ فريق أن ينجح في حال كانت غرفة الملابس خارج السيطرة.
كيكي صاحب الرصيد "الصفري" من الألقاب كمدرب رهان جديد لإدارة بارتوميو، وفي حال فشله وعدم مناسبة توقيت هذا الفشل مع جلب غوارديولا أو تشافي، فإنّ استمرار ذات النهج سيشكل أزمة كبيرة بين الإدارة والجماهير.
مقالات أخرى للكاتب: