الصحافة العالمية ترثي الـ"مامبا السمراء" بـ"مانشيتات" قاتمة
تصدّر خبر مصرع أسطورة السلة الأميركية كوبي براينت الأحد في حادث تحطم مروحية أدّى إلى مقتل 8 أشخاص آخرين بينهم ابنته جيانا (13 عاماً)، عناوين الصحف ليس في الولايات المتحدة فقط بل في كافة أرجاء العالم.
ولقي براينت المتوج بلقب الدوري الأميركي 5 مرات بقميص لوس أنجليس ليكرز إضافة الى ذهبيتين أولمبيتين مع منتخب بلاده، حتفه الأحد نتيجة تحطم مروحية كانت تقله في كالاباساس، مدينة لوس انجليس جنوب ولاية كاليفورنيا.
واشتهر النجم الراحل براينت بلقب «المامبا السمراء» الذي كان يحبه كثيراً، وهو كناية عن أفعى قاتلة تُعدّ أحد أخطر أنواع الأفاعي سمّية وقوة في العالم وتشتهر بسرعتها في الانقضاض والافتراس.
وخرجت مجلة "سبورتس إيلوسترايتد" الأميركية بمانشيت يمثل صورة لابن الـ41 عاماً الذي اعتزل اللعب عام 2016، بالأبيض والأسود، كاتبة "كوبي براينت، 1978-2020".
وكتب بيل بلاشك في "لوس أنجليس تايمز"، صحيفة المدينة التي تعشق براينت: "كيف يحدث ذلك؟ كوبي أقوى من أي مروحية. لم يكن بحاجة حتى الى مروحية. طار الى العظمة طيلة 20 عاما، حاملا معه مدينة خُطِفَت أنفاسها".
وفي الطرف الآخر من البلاد على الساحل الشرقي، نشر موقع صحيفة "نيويورك تايمز" نبذة مطولة عن براينت، مشيدا بـ "مسيرته الاستثنائية".
وكتب جايسون غراي في صحيفة "وول ستريت جورنال" مقالاً بعنوان "ماذا يعني كوبي براينت؟"، معتبرا أن نجم ليكرز السابق "جسد الشخص المهيمن في الرياضة المعاصرة".
وتابع: "في الملعب، كان حقاً، الأفضل، وأحيانا الأسوأ، في العظمة والهزيمة، مطالبا بحمل المباراة بأكملها على كتفيه عندما تكون الأمور على المحك، وحتى عندما لا تكون كذلك بتاتاً".
صحافة إيطاليا تتحدث عن "تراجيديا كوبي"
في جانب آخر من العالم وبعيداً جداً عن أميركا، عمّ الحزن القارة الأوروبية بنفس القدر، لاسيما في إيطاليا حيث قضى براينت جزءً من طفولته بصحبة والده الذي كان محترفاً هناك.
وخرجت صحيفة "لا غازيتا ديلو سبورت" بعنوان "لا تراجيديا"، أي المأساة بالإيطالية، مذكرة بقدرة براينت على "تحدث الإيطالية بطلاقة" أثناء إقامته في البلاد.
ونشرت الصحيفة أيضاً مقطع فيديو لبراينت أيام الصغر يلعب كرة السلة في بيستويا، توسكانا.
بدورها، استذكرت صحيفة "كورييري ديلو سبورت" عشق براينت لإيطاليا وكرة القدم حيث كان من مشجعي نادي ميلان، بحسب ما أكد مؤخراً بالقول "كررت دائماً، إنه إذا تمّ قطع يدي اليسري، فدمي سيكون باللونين الأسود والأحمر (لونا ميلان)، أمّا إذا قطعت يدي اليمنى فالدم سيكون باللونين الأصفر والأورجواني (ليكرز)".
ونقلت الصحيفة أيضاً عن أسطورة روما والمنتخب الإيطالي لكرة القدم فرانشيسكو توتي قوله إنه كان "شرفاً لي أن أتعرف على البطل الأميركي"، فيما علق نجم نادي ميلان ويوفنتوس السابق أندريا بيرلو على خبر رحيل براينت، بالقول "كنتَ مثالاً يحتذى به لجيلنا، أرقد بسلام أيها الأسطورة".
مجد وذكريات وألم في صحف فرنسا وإسبانيا وأستراليا
في فرنسا، حيث عاش براينت لفترة وجيزة أيضاً عندما كان مراهقاً، كرّست صحيفة "ليكيب" الرياضية تسع صفحات لموت النجم الأسطوري، أسفل صورة له ومن خلفه الأفق الباريسية.
واستذكرت "ليكيب" تصريحاً لبراينت أدلى به للصحيفة عام 2017 قال فيه بأنّ "كرة السلة وحدها لا تحدّد شخصيتي".
وتحدثت "ماركا"، الصحيفة الرياضية الأكثر شعبية في إسبانيا، عن "الألم والمجد" بعد مصرع براينت، فيما كتب روي وارد في صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد" الأسترالية: "يُنهَكُ معظم اللاعبين من ماراتون الدوري الاميركي للمحترفين أو يستنفذون طاقاتهم بسبب 82 مباراة، بالإضافة إلى الأدوار الإقصائية +بلاي أوف+، سنة بعد سنة"، مستطردا بأن كوبي كان أحد النادرين الذين خالفوا القاعدة لأنه "عمل على نفسه حتى يتمكن من الوقوف في كل رحلة على الطريق (مباراة خارج ملعب فريقه)، كل إصابة، كل صافرة استهجان، كل تسديدة خاطئة وكل خسارة".
الصين بين فاجعة كوبي وكارثة كورونا
على الرغم من انشغال البلاد بوباء كورونا القاتل الذي أصيب به أكثر من 2700 شخص في أنحاء البلاد، أحدث مصرع براينت صدمة كبيرة جدا في الصين، العاشقة لكرة السلة وحيث يحظى نجم ليكرز السابق بمكانة خاصة جدا.
فقد شاهد وسم "كوبي مات" أكثر من 1,2 مليار مرة على شبكة "ويبو" الاجتماعية الموازية لتويتر، ونشرت أكثر من مليون رسالة بعد ساعات قليلة من إعلان وفاته.
وكتب أحد مستخدمي الإنترنت الصينيين "كوبي ليس لاعب كرة سلة، إنه مدرب حياتي"، فيما رفض آخر تصديق خبر وفاة مثاله الأعلى، كاتبا أن الخبر "+مزيف+، +مزيف+، لا أستطيع أن أصدق ذلك".
وفي رسالته الأخيرة المنشورة في حسابه على موقع "ويبو"، أرسل براينت تمنياته لمشجعيه الصينيين بمناسبة السنة القمرية الجديدة، قائلا "أتمنى لكم السعادة والصحة والسحر الداخلي لمزيد من النجاح في عام الجرذ" بحسب تقويم الأبراج في الصين.