تحول زايون وليامسون إلى ظاهرة فريدة في دوري كرة السلة الأميركي للجامعات. عملاق بطول مترين ووزن 129 كلغ، يؤدي مهام الارتكاز بقدر موهبته في مداعبة الكرة كصانع ألعاب، بات قبلة أنظار الأندية المحترفة.

لا شيء يردعه. يتطاول لالتقاط المتابعات بين مدافعي الخصم، يسجل كرات ساحقة "دانك"، يضرب من كل مكان وكأنما سقف الملعب يمطر كرات.

في كل مباراة، يقدم وليامسون (18 عاماً) جناح فريق جامعة ديوك، أداء بجاذبية لا تقارن، تثير حماسة متابعي دوري المحترفين الذي يستعد للترحيب به، إذ يتوقع أن يكون الخيار الأول في "درافت" الموسم المقبل.

وزنه أثقل من الغالبية العظمى للاعبي دوري المحترفين، ويتفوق عليه الصربي بوبان ماريانوفيتش لاعب لوس أنجلس كليبرز الذي يزن 131 كلغ ويبلغ طوله 2,21 مترين.

ويقول كيفن دورانت، أحد أبرز نجوم الـ "إن بي ايه" حالياً ولاعب غولدن ستايت ووريرز حامل لقب الموسمين الماضيين، إن "رياضيين كهؤلاء نادرون، نرى منهم واحداً في كل جيل، شخصياً، لم أر أحداً مثله".

كرة السلة الحديثة التي أصبحت أقل اعتماداً على الاحتكاك البدني المباشر، تبدو غير مؤهلة لاستقبال لاعب من هذا الطراز، يتميز بقدرته البدنية العالية وبوثبة قد يصل ارتفاعها إلى 1,14 متراً.
ليبرون جيمس الجديد؟

نشأ وليامسون كصانع ألعاب، نظراً لأن طول قامته بقي ضمن المعدل الطبيعي لمن هم في سنه حتى بلوغه الرابعة عشرة من العمر، ما أكسبه لمسة مميزة وموهبة في السيطرة والاستحواذ.

تجذر هذا الأسلوب في أدائه وحتى في تقديره للعبة. اللاعبون السابقون الذين يعتبرهم مثلاً أعلى ليسوا لاعبي ارتكاز عرفوا بقوتهم البدنية مثل شاكيل أونيل أو كارل مالون. على العكس، يتطلع إلى أسماء عرفت بالموهبة أكثر من القوة: مايكل جوردان، إيرفين "ماجيك" جونسون، ولاري بيرد الذي اشتهر بذكائه الحاد على أرض الملعب لتعويض افتقاده البنية الجسدية الصلبة، وتحول على مر الأعوام إلى أحد أبرز الأسماء في تاريخ دوري المحترفين.

يسعى البعض في عالم كرة السلة لمحاولة مقارنته بأسماء بارزة، يتقدمها ليبرون جيمس أفضل لاعب في الدوري أربع مرات. "الملك" ليبرون نفسه تمت مقارنته بلاعبين آخرين قبل بدء مسيرته عام 2003، لاسيما مايكل جوردان الذي ينظر إليه على نطاق واسع كالأفضل في تاريخ اللعبة.

قال عنه ستيف كير مدرب غولدن ستايت "كنت أعتقد أننا لن نرى سوى ليبرون جيمس واحد"، في إشارة إلى اللاعب الحالي للوس أنجليس ليكرز، والبالغ طوله 2,03 مترين ووزنه 113 كلغ، وقادر على صناعة الألعاب والتحرك بقوة بدنية داخل القوس وتحت السلة.

ويرى آخرون أن وليامسون هو وريث لاعبين لم يتمتعوا بطول فارع، لكنهم تمكنوا على مدى الأعوام من تقديم أداء أكبر من حجمهم وحجز مكان لهم ومقارعة لاعبي ارتكاز الخصم، مثل تشارلز باركلي أو لاري جونسون.

عين على نيويورك 

يرى باركلي الذي كان من أبرز نجوم تسعينات القرن الماضي، أن وليامسون "أكثر تفجراً مني"، لاسيما في قوته وسطوته تحت السلة.

ويوضح باركلي أنه احتاج قبل بدء مشاركته في دوري المحترفين، إلى خفض وزنه من 136 إلى 114 كلغ، مضيفاً "كان الأمر سهلاً بالنسبة إلي لأنني كنت بدينا (...) لا أعرف إذا كان الأمر ممكناً بالنسبة إليه".

من الفرق التي تمني النفس باستقطاب وليامسون في الموسم المقبل، نيويورك نيكس الذي يقدم أداء سيئا هذا الموسم، ما قد يؤدي به في نهاية المطاف الى الحلول في المركز الأول في "درافت" الموسم المقبل.

وشهدت قاعة ماديسون سكوير غاردن التابعة للفريق الخميس الماضي، محطة مهمة في مسيرة اللاعب الشاب، بخوضه مباراة مع فريقه الجامعي ضد فريق جامعة تكساس تيك. أظهر وليامسون استمتاعه باللعبة مع ابتسامة دائمة وأسلوب طبعه المرح، وقدم لمحات جميلة لكنه أظهر أيضا محدودية لا تزال تطبع بعض أوجه أدائه.

نقاط تحتاج إلى تحسين؟ ثبات دقة التسديد، القراءة المتأنية لمجرى اللعب، وتقوية الأداء الدفاعي الذي لا يزال مرتكزاً على لمحات أكثر من أسلوب ثابت. رغم ذلك، إحصاءاته إيجابية: 17 نقطة و13 متابعة في 25 دقيقة.

لم يقلق مدربه مايك كريشفسكي من الأسئلة التي لا تزال تحيط بنجم فريقه المرشح بقوة لإحراز لقب دوري الجامعات الأميركي هذا الموسم، والذي لطالما كان من أبرز الفرق التي زودت دوري المحترفين بالنجوم.

وقال "الأمر ليس تحدياً، بل فرصة رائعة لتدريبه"، وذلك بعد الفوز على فريق تكساس تيك 69-58.

بالنسبة إلى وليامسون، كان اللعب في ماديسون سكوير غاردن، إحدى أشهر قاعات كرة السلة الأميركية، لمحة عما قد ينتظره في الموسم المقبل.

قال بعد المباراة "41 مباراة في ماديسون سكوير غاردن؟"، في إشارة إلى نصف عدد المباريات التي يخوضها كل فريق في الموسم المنتظم من دوري السلة للمحترفين، قبل أن يتابع "على الأرجح سيكون أمراً لا يصدق".

وتابع "هذه هي الغاردن، العديد من العظماء مروا من هنا... خوض 41 مباراة هنا لن يكون أمرا سيئا".