حصاد الموسم: العنابي يعانق كأس الخليج
بين تتويج مبهر للعنابي وظهور رائع للعراق والإمارات في كأس آسيا 2015، رُسمت ملامح "خليجي 22" كأحد أبرز وأقوى البطولات الإقليمية.
أحمد النفيلي لعل أبرز ما ميز موسم 2014/2015 المنقضي أنه شهد إقامة عدد من الدورات والبطولات الإقليمية والقارية، أبرزها على الصعيد العربي والخليجي كان تنظيم بطولة كأس الخليج الثانية والعشرين لكرة القدم، التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض في الفترة الثالث عشر وحتى السادس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. ويمكن القول أنه لم تحظ بطولة إقليمية بمتابعة إعلامية وجماهيرية من قبل مثلما حظيت به بطولة "خليجي 22" التي سلطت عليها الأضواء سواء على صعيد الإعلام العربي والخليجي أو على صعيد الإعلام الآسيوي بشكل عام، فقد تميزت البطولة بوضع شديد الخصوصية، إذ أن سبعة منتخبات من الثمانية المشاركة فيها كانت متأهلة أيضاً لنهائيات كأس الأمم الآسيوية التي أقيمت بعد انتهاء كأس الخليج بشهرين تقريباً وتحديداً في كانون الثاني/يناير من العام الحالي، ما جعل البطولة تبدو وكأنها مونديال آسيوي مصغر. أبرز اللقطات • سبعة منتخبات من أصل ثمانية شاركت في البطولة وهي متأهلة في الأساس لنهائيات كاس أمم آسيا "أستراليا 2015". • علي مبخوت مهاجم الإمارات توج هدافاً لكأس الخليج برصيد 5 أهداف ثم تمكن عقب ذلك من التتويج كهداف لكاس آسيا بنفس الرصيد. • أربعة مدربين أقيلوا من مناصبهم بسبب إخفاقهم في البطولة أولهم هو عدنان حمد مدرب البحرين. • شهدت البطولة إقامة 16 مباراة سجل فيها 33 هدفاً بمتوسط تهديفي بلغ 2.06 هدفاً. • المنتخب السعودي صاحب المركز الثاني هو أكثر الفرق فوزاُ في البطولة برصيد ثلاث انتصارات فيما حقق المنتخب القطري اللقب بفوزين فقط مقابل ثلاث تعادلات جميعها كانت في الدور الأول. • فهد المرداسي أحد حكام البطولة أختير عقب ذلك لتحكيم نهائي كأس العالم تحت عشرين عاماً مؤخراً بين صربيا والبرازيل. كأس آسيا أثبتت قوة مونديال الخليج [[{"uri": "/media/30", "style": "width:100%;height:auto;"}]] والهام والمثير أن كأس الأمم الآسيوية التي استضافتها استراليا مطلع العام الحالي انتهت على نتائج عززت من مقولة أن كأس الخليج هي أحد أهم وأبرز وأقوى البطولات الإقليمية، وانها تستحق الاهتمام والزخم الإعلامي التي تحظى به دائماً، وكيف لا وقد قدمت بطولة الخليج منتخبين تأهلا إلى الدور نصف النهائي من كأس الأمم الآسيوية هما الإمارات التي أبهرت الجميع في الكأس القارية وتأهلت بقوة إلى نصف النهائي قبل أن تخسر من أستراليا الدولة المنظمة وحاملة اللقب فيما بعد (0-2)، وكذلك العراق الذي خرج من الدور الأول في كأس الخليج ورغم ذلك أكمل مسيرته بنجاح في أمم آسيا وتأهل إلى نصف نهائي كأس آسيا قبل أن يخسر من كوريا الجنوبية بهدفين نظيفين. وكان أمراً مشرفاً لجميع المنتخبات الخليجية وللكرة العربية بشكل عام عندما تواجه منتخبا الإمارات والعراق في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع تلك المباراة التي حسمها لصالحه الأبيض الإماراتي بتغلبه على أسود الرافدين (3-2) وشهدت إثارة وندية كبيرة من الفريقين لدرجة أن المحللين والخبراء وقتها وصفوها أنها أحد أجمل وأقوى مباريات "أستراليا 2015". كأس أمم آسيا - العراق 2 - 3 الإمارات بالفيديو - الأبيض يخطف البرونزية شباب العنابي يُسطرون إنجازاً تاريخياً [[{"uri": "/media/31", "style": "width:100%;height:auto;"}]] كان لابد من تلك المقدمة لنعلم أهمية ومكانة كأس الخليج كواحدة من أهم وأقوى البطولات الإقليمية، قبل أن ننبري للحديث عن أحداث بطولة خليجي 22 التي انتهت على وقع إنجاز تاريخي للكرة القطرية التي فاز منتخبها باللقب للمرة الثالثة في تاريخه والمرة الأولى خارج قواعده. وقدم المنتخب القطري منذ بداية البطولة أداءً متوازناً واعتمد على القوة والصرامة الدفاعية مع التسجيل من جميع الفرص المتاحة، ونجحت تلك الاستراتيجية في الصعود بالعنابي إلى نصف النهائي بأقل مجهود، إذ حل المنتخب القطري في المركز الثاني في المجموعة الأولى برصيد ثلاث نقاط فقط من تعادل في مباراة الافتتاح مع المنتخب السعودي صاحب الأرض (1-1) أعقبهما بتعادلين سلبيين مع اليمن والبحرين.
وواجه القطريون في نصف النهائي المنتخب العُماني في واحدة من أقوى مباريات البطولة انتهت بفوزهم بثلاثة أهداف مقابل هدف، ليعاود المنتخب القطري الاصطدام مجدداً بالمنتخب السعودي الذي حظي بدعم جماهيري هائل في المباراة النهائية. وشهد النهائي الخليجي تقدم مبكر للمنتخب السعودية عن طريق سعود كريري في الدقيقة 16 وتمكن مهدي علي مختار من إدراك التعادل للمنتخب القطري في الدقيقة 18 قبل أن يتمكن بو علام خوخي من إحراز هدف حسم اللقب للمنتخب القطري في الدقيقة 58. والغريب أن المسيرة الرائعة التي خاضها المنتخبان القطري والسعودي في كأس الخليج لم تصب في مصلحتهما في كأس آسيا على عكس العراق والإمارات تماماً فقد خرج المنتخبان من أول أدوار أمم آسيا بتذيل قطر المجموعة الثالثة بدون رصيد من النقاط، وحلول الأخضر السعودي في المركز الثالث في المجموعة الثانية برصيد 3 نقاط فقط. بالفيديو - العنابي يقبض على كأس الخليج من قلب الرياض مبخوت يخطف الأضواء [[{"uri": "/media/32", "style": "width:100%;height:auto;"}]] لعل من أبرز وأهم مكاسب كأس الخليج الثانية والعشرين أنها شهدت سطوع أحد أبرز النجوم الصاعدين في سماء الكرة الخليجية حالياً وهو هداف المنتخب الإماراتي علي مبخوت (24 عاماً) الذي توج هدفاً للبطولة برصيد خمسة أهداف والمثير أن اللاعب ذاته توج عقب ذلك هدافاً لكأس الأمم الآسيوية برصيد خمسة أهداف أيضاً مسطراً بذلك إنجازاً تاريخياً لنفسه ولبلاده.
أهداف مبخوت جاءت بوقع هدفين في مرمى الكويت وهدفين في مرمى العراق في الدور الأول وهدف في مرمى عُمان في مباراة المركز الثالث.
المتألّق مبخوت يعادل رقم قائده مطر مبخوت نجم المنتخب الإماراتي يدخل موسوعة غينيس أهم المباريات مشاهدة ملخص مباراة السعودية والإمارات مشاهدة ملخص مباراة قطر وعُمان مشاهدة ملخص مباراة عُمان والكويت وحظيت بطولة كأس الخليج الثانية والعشرين بالعديد من المباريات القوية والمثيرة لعل أبرزها كانت تلك التي جمعت بين السعودية والبحرين في ثاني جولات المجموعة الأولى وانتهت بفوز الأخضر بثلاث أهداف دون رد. كذلك مباراة الإمارات والكويت في أولى جولات المجموعة الثانية وانتهت بالتعادل (2-2) ولقاء الإمارات والعراق أيضاً في المجموعة الثانية والذي انتهى بفوز الإمارات بهدفين جاءا في الشوط الثاني. وجاء الدور نصف النهائي من البطولة ساخناً وعامراُ بالكفاح والندية ويمكن اعتبار مباراتا نصف النهائي هما الأجمل والأمتع في البطولة بسبب تقلب النتائج ففي مباراة عُمان وقدر تقدم المنتخب العُماني بهدف نظيف قبل أن يعود القطريون من بعيد ويسجلوا ثلاثة أهداف متتالية. وفي مباراة السعودية والإمارات تقدم المنتخب السعودي بهدفين نظيفين قبل أن يفاجئ الأبيض الإماراتي الجميع ويتعادل في الشوط الثاني، ثم وبعد أن هيأ الجميع نفسه لأن تذهب المباراة إلى شوطين إضافيين عاد المنتخب السعودي وحسم اللقاء لصالحه في الدقائق الأخيرة عن طريق سالم الدوسري (86). أما المباراة التي شهدت النتيجة الأكبر في خليجي 22 فكانت مواجهة عُمان والكويت التي انتهت بفوز العمانيين بخمسة أهداف دون رد، وهي واحدة من أكبر النتائج التي تحققت في مباريات كأس الخليج منذ أن أصبحت البطولة تلعب بنظام المجموعتين تحديداً منذ نسخة خليجي 17 في قطر عام 2004. ضحايا البطولة [[{"uri": "/media/33", "style": "width:100%;height:auto;"}]] بالفيديو - إقالة عدنان حمد من تدريب البحرين لماذا يرفضون الحديث عن كأس آسيا؟ حكيم شاكر مدرباً للشرطة العراقي الاتّحاد السعودي يُقيل كارو تسببت البطولة في إقالة عدد من المدربين أولهم وأبرزهم كان العراقي عدنان حمد مدرب المنتخب البحريني الذي أقيل عقب سقوط فريقه أمام السعودية بثلاثية نظيفة على الرغم من أن الرجل صرح مراراً وتكراراً أنه باق في منصبه أياً كانت النتائج وأن الهدف من التعاقد معه هو إعادة بناء جيل جديد للمنتخب البحريني. ثاني الضحايا كان مدرب العراق حكيم شاكر الذي أكد هو الآخر أنه باق في منصبه وأن مشاركة منتخب بلاده في كأس الخليج الهدف منها فقط هو الإعداد للمشاركة الأهم والأبرز في كأس آسيا إلا أن الرجل لم يستطع تحمل ضغط الإعلام العراقي ورحل بعد انتهاء كأس الخليج مباشرة. أما ثالث الضحايا فكان الإسباني خوان رامون لوبيز كارو مدرب المنتخب السعودي، وهو صاحب الحالة الأبرز والأغرب ربا بين كل المدربين المقالين في عام 2014، إذ أن المدرب الإسباني قاد المنتخب السعودية منذ عام 2013 وخاض معه 20 مباراة فاز الفريق خلالها في عشر وتعادل في أربع وخسر ست مباراة واحدة منها فقط كانت رسمية هي نهائي كأس الخليج. وعلى الرغم من أن مسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم وفي مقدمتهم الرئيس أحمد عيد أكدوا غير مرة أن كارو باق في منصبه مهما كانت النتيجة التي سيحققها الأخضر في كأس الخليج، إلا أن المدرب الإسباني هو الآخر لم يتحمل عاصفة الهجوم التي شنتها عليه الصحافة السعودية ورحل سريعاً بعد انتهاء البطولة.