كأس العالم للرغبي "بروفة" طوكيو لأولمبياد 2020
شكلت كأس العالم للرغبي التي استضافتها اليابان منذ 20 أيلول/سبتمبر واختتمت السبت، تجربة اختبارية للعاصمة طوكيو التي تستعد لاستضافة أكبر حدث رياضي: دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2020.
وعلى رغم أن كأس الرغبي قد لا تقارن بالأولمبياد الصيفي، لاسيما على صعيد العدد المحدود نسبيا للمنتخبات المشاركة (20) مقارنة بعدد الرياضيين الذين يتنافسون في الأولمبياد، وتوزع الاستضافة على 12 مدينة بدلا من مدينة واحدة، لكن طوكيو يمكنها تعلم الكثير من هذه البطولة.
في ما يأتي أبرز الخلاصات من هذه التجربة التي انتهت بتتويج جنوب إفريقيا على حساب إنكلترا في النهائي الذي أقيم في يوكوهاما أمس.
خطط الإنقاذ
أمضى منظمو كأس العالم للرغبي مئات الساعات لدراسة كل سيناريو محتمل في حال حصول إعصار أو هزة أرضية أو ثورة بركان، وتأثير ذلك على المنافسات في بلاد تعد من الأكثر تأثرا بالعوامل الطبيعية.
على رغم ذلك، أثبتت هذه الخطط عدم فعاليتها في مواجهة الإعصار هاغيبيس، اذ تبيّن ان تغيير ملاعب المباريات كان أمرا مستحيلا بعدما تأثرت غالبية أراضي الأرخبيل الياباني بهذا الاعصار الذي أدى الى مقتل أكثر من 80 شخصا، ودفع الى إلغاء ثلاث مباريات.
وفي حين أن موعد إقامة دورة الألعاب الأولمبية (24 تموز/يوليو-التاسع من آب/أغسطس) يصادف خارج الموسم التقليدي للأعصار والأمطار الغزيرة في اليابان، لكن طوكيو تبقى عرضة للهزات الأرضية الشديدة القوة، وأيضا لأعاصير قد تضرب البلاد على امتداد العام.
يضاف ذلك الى جدلية أخرى بشأن العوامل المناخية، ألا وهي الطقس الحار والرطوبة المرتفعة وتأثيرهما السلبي المتوقع على الرياضيين والمشجعين على السواء، لاسيما في المنافسات التي تقام في الهواء الطلق. ودفع التوجس من ذلك اللجنة الأولمبية الدولية الى توجه بنقل سباقي الماراتون والمشي الى مدينة سابورو في جزيرة هوكايدو (شمال)، حيث ستكون درجات الحرارة أدنى بقليل من العاصمة خلال الصيف.
إقبال المشجعين
لا يتوقع أن تواجه طوكيو أي مخاوف على صعيد ملء المدرجات بالمشجعين خلال منافسات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية.
خلال كأس العالم للرغبي، ظهر التأثير الواضح للمشجعين المحليين في مباريات رياضة من المعروف أنها لا تحظى بشعبية واسعة في صفوفهم. وعلى رغم ذلك، حضر اليابانيون بكثافة الى الملاعب، وهتفوا بحرارة لكل المنتخبات المشاركة، والتي أبدى لاعبوها تقديرهم للتشجيع الذي نالوه في بطولة امتدت لما يناهز شهرا ونصف شهر.
أظهر اليابانيون أيضا خلال كأس العالم للرغبي ترحيبهم بالجميع، اذ قاموا بتشجيع المنتخبات المختلفة ورددوا نشيدها الوطني. وانعكست هذه الحرارة تجاوبا من اللاعبين الذين قام العديد منهم بشكر المشجعين من خلال تأدية تحية الانحناء التقليدية اليابانية في ختام المباريات.
ويأمل منظمو طوكيو 2020 في أن تتكرر هذه التجربة التفاعلية الإيجابية بين المشجعين والرياضيين خلال منافسات دورة الصيف المقبل.
تهذيب المشجعين الأجانب... إلى حد ما
على رغم الخشية من تصرفات المشجعين الأجانب لرياضة الرغبي، والذين يعرف عنهم إقبالهم على شرب الكحول والتصرفات الصاخبة على هامش المباريات، تصرف زائرو اليابان لمتابعة البطولة بشكل لائق إجمالا حافظ على الأجواء الاحتفالية لكأس العالم.
لكن اليابانيين أبدوا تحفظهم على تصرفات انتشرت أشرطتها المصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الاحتفالات والرقص في وسائل النقل العام، أو الافراط في تناول المشروبات الكحولية، ما قد يؤشر الى "صراع ثقافي" بين اليابانيين المحافظين وزوارهم الأجانب، قد يتكرر خلال دورة الألعاب الأولمبية، لاسيما لجهة مظاهر الثمالة في الأماكن العامة.
ولم تقتصر التصرفات المشاغبة على المشجعين، بل اتهم عدد من لاعبي منتخب الأوروغواي بإثارة شغب في أحد الملاهي الليلية، ما دفع مالكه الى رفع شكوى قضائية مطالبا بتعويض أضرار بقيمة آلاف الدولارات.
التذكارات
بحسب ما أظهرت تجربة كأس العالم للرغبي، سيكون على منظمي دورة الألعاب الأولمبية الاستعداد بشكل جيد للإقبال على شراء التذكارات.
فقد اصطف مئات اليابانيين لفترات طويلة خارج متاجر التذكارات والألبسة الرياضية لشراء كل ما يتعلق بالمنتخبات المشاركة، لاسيما المنتخب المضيف الذي حقق نتيجة جيدة ببلوغ الدور ربع النهائي.
وأدى هذا الاقبال الى نفاد الكميات المخصصة في العديد من المتاجر، ما انعكس خيبة أمل للمشجعين الذين كانوا يريدون أيضا شراء تذكارات عائدة لمنتخبات أخرى، أبرزها نيوزيلندا بطلة النسختين الماضيتين.