قطر تعطي صورة مبهرة مجدداً وهذه المرة من خلال الألعاب الشاطئية العالمية
قدّمت قطر مرة جديدة نموذجاً يحتذى به مع وصولنا إلى الساعات الأخيرة لبطولة الألعاب الشاطئية العالمية التي تختتم الأربعاء.
تصوير: سامر الرجّال
"قطر تستضيف الألعاب الشاطئية العالمية أنوك"، يبدو هذا العنوان وكأنه عنوان عابر لنا سواء كنا داخل قطر أو خارجها، بل إنّ الوصف الأصح هو أنّ "قطر" هي من جعلته عنواناً عابراً.
قطر في المرحلة الثانية
قطر بدأت في مرحلتها الثانية من القدرة على استضافة أهم البطولات العالمية، فبطولة الألعاب الشاطئية العالمية لن تكون أصعب على اللجنة الأولمبية القطرية والجهات الأخرى المتعاونة معها من بطولات بحجم الألعاب الآسيوية 2006 وبطولة العالم لألعاب القوى 2019 وغيرها.
أقيمت البطولة في أربعة مواقع هي (شاطئ كتارا - الغرافة - أسباير زون - قناة لقطيفية).
ومع أنّ تجربة بطولة العالم للألعاب الشاطئية تبقى فريدة من نوعها ومختلفة عن سابقاتها إلا أنّ قطر تمكنت بشهادة معظم من شارك في البطولة من مشجعين ولاعبين ومدربين في إظهار النسخة الأولى بصورة تليق بسمعة البلد الذي سيستضيف كأس العالم لكرة القدم 2022.
ووسط النجاحات الملفتة في تنظيم خروج الأحداث التي استضافتها قطر بطريقة ملفتة، بدأنا نشاهد تهافتاً كبيراً من قبل المنتخبات والأندية لإقامة معسكراتها في قطر، إضافة لاستضافة بعض الأحداث الاستعراضية التنافسية في آن واحد كحال السوبر الإفريقي أو السوبر التونسي في 2019 أيضاً.
أكثر من بعد رياضي
ما إن بدأت بطولة العالم لألعاب القوى التي انتهت في السادس من الشهر الحالي، حتى انطلقت بعض وسائل الإعلام لانتقاد تكليف قطر باستضافة مثل هذه الأحداث، والحجة طبعاً هي الرطوبة والحرارة التي لم تكن مثالية في أول يومين من انطلاق الحدث الأبرز على صعيد أم الألعاب.
ومع أنّ حالة الطقس في الدول التي وجهت سهام إعلامها باتجاه قطر، مشابهة لحالة الطقس في بلاد أبطال آسيا بكرة القدم، سواء بذات توقيت الانتقادات أو تمر بها في توقيت مختلف إلا أنّ التركيز كان على قطر تحديداً، والرد جاء من مشجع اسمه حمد النعيمي التقيته على هامش الألعاب الشاطئية العالمية: "لا يمكن انتقاد بلد على حالة الطقس، يجب توجيه اللوم للاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي قرر إقامة بطولته في هذا التوقيت وهو يعلم كيف سيكون الطقس، حتى وإن اتخذ الاتحاد الدولي استعدادته فإن الطقس حالة استثنائية وقد يتغير بين يوم وليلة، ما تنشره بعض وسائل الإعلام فيه الكثير من الاستغباء".
تشهد الدورة مشاركة أكثر 1200 رياضي ورياضية يمثلون 96 لجنة أولمبية من القارات الخمس يتنافسون في 14 مسابقة.
ومن خلال تواجدنا في الألعاب الشاطئية العالمية لاحظنا بشكل واضح الأبعاد التي تجنيها قطر من استضافة مثل هذه الأحداث، إذ أنّ تواجد نجوم الصف الأول من مختلف أنحاء العالم وتعريفهم وجماهيرهم على قطر وثقافتها، واندماج الرياضيين مع بعضهم البعض جميعها انتصارات تنظيمية تظهر نتائجها مع الوقت.
تجربة شبه أولمبية
تقول مشجعة اسمها كارلا في إشارتها لملعب كرة الطائرة :"هذا هو ابني أتيت إلى هنا لمشاهدته، هو منشغل دوماً بمعسكراته التدريبية وأنا أعمل بدولة خليجية مجاورة، من حسن حظي أنني سألتقي به"، مشيدة بالوقت ذاته بتوفر كل ما يطلبه المشجع "الذي فتحت له أبواب الدخول مجاناً" للتغلب على حرارة الطقس صباحاً.
أما أحمد ياسين وهو يصف نفسه بأنّه متابع رياضي من الدرجة الأولى: "إنها تجربة مشابهة للألعاب الأولمبية، تواجد هذا الكم من الرياضيين والرياضات والمرفقات المتوفرة هنا والنظافة والناس الودودة التي نتعامل معها، جميعها أمور جعلت زيارتي الرياضية الأولى إلى قطر تجربة استثنائية لا تنسى".