10 قصص ملهمة من بطولة العالم لألعاب القوى ( 1من 2)
أفرزت بطولة العالم لألعاب القوى التي أسدل عليها الستار أمس في الدوحة، عدداً من القصص المُلهمة، بعيداً عن حسابات الفوز والخسارة والظفر بالميداليات، ربما هذا هو الإرث الكبير الذي سيترك للأجيال.
1- بطلة على المضمار وفي الحياة
بعد فوز الجامايكية شيلي آن فرايزربرايس بسباق 100 م، وفي عز النشوة والتعب، حملت شيلي ابنها صاحب العامين ولفته بعلم بلادها بعد نهاية دورة الشرف على مضمار ستاد خليفة.
طفلها ولد بعد يوم واحد من نهاية بطولة العالم في لندن 2017، وحمْلهُ مَنعَ شيلي من الدفاع عن لقبها في ذاك المونديال بعد أن توشحت بالذهب 2009 و2013 و2015.
وكأنها تقول حمله منعني فيسيولجياً ولكن ولادته دفعتني معنوياً للعودة إلى المجد.
فرايزر لا تكتفي كونها بطلة على المضمار بل هي ناشطة اجتماعية، تكافح ضد الفقر وتقوم بمساعدة المنظمات الخيرية. وهي سفيرة لليونيسيف، حيث تدافع عن تأمين ظروف أفضل للولادة في جامايكا، لا سيما بأنها تحمل إجازة من جامعة التكنولوجيا لتطوير الطفل والمراهقين.
ويعود العمل الذي تقوم به تجاه الأطفال إلى أجواء العنف التي عاشتها في منطقة ووتر هاوس في كينغستون عاصمة جامايكا حيث كان أحد أقربائها ضحية ذلك.
بالمناسبة أضافت الجامايكة الفذة ذهبية أخرى لها ولبلادها 4× 100 تتابع، ليصبح في رصيدها 9 ميداليات ذهبية في ألعاب القوى وتتساوى مع الأسطورة بولت
2- العمر يتنحى جانباً..الإرادة أولاً
يشارك البرتغالي المخضرم جواو فييرا (43 سنة) في مسابقة 20 كم مشياً، ضمن بطولات العالم منذ نسخة إشبيلية 1999، لكنه انتظر حتى نسخة موسكو 2013، حتى يحرز برونزية المركز الثالث.
وفي الدوحة حيث كانت بطولة العالم الـ11 التي يشارك فيها، نجح فييرا بتحقيق فضية سباق 50 كم مشياً، وأصبح أكبر عداء يتوج بميدالية في بطولة من بطولات العالم.
3- غرونير الأم المُلهمة
أنهت الأميركية روبيرتا غرونير ماراثون السيدات، بزمن 2:38:44، وحلت سادسة.
غرونيز كانت حديث الإعلام، فهي التي تخطت عمر الـ40 بعام، وهي الأم لثلاثة أولاد وهي الممرضة التي تعمل بدوام كامل، لكن المدهش أكثر في مسيرتها أنها توقفت عن الركض تماماً في الـ 21 من عمرها، ولمدة 10 سنوات تقريباً، وتقول إنها عادت إلى الركض لإلهام أطفالها.
على كورنيش الدوحة في اليوم الافتتاحي للبطولة، كل لفة، كان مدربها يحمل لها لوحة بجملة محفزة مختلفة عن الأخرى مثل: "لا تكن قلقاً لشيء، وكن ممتناً لكل شيء". "تذكر أسبابك" التي تعني تذكر أطفالك وعائلتك وأصدقائك ولماذا بذلت كل هذا العمل الشاق.
غرونير ليست عداءة رياضية متفرغة، بل تعمل يومياً من 8:30 صباحاً إلى الساعة 5 مساءً، كمشرفة مكتب لأطباء الرعاية الأولية، إضافة لكونها أم لثلاثة أولاد نشيطين ومتطلبين، ما يعني أن وضع برنامج تدريبي لها، ليس بالأمر الهين تقول "أحياناً أجري في الصباح قبل العمل، ثم أحضر الأطفال إلى المدرسة. غالباً ما أجري في استراحة الغداء الخاصة بي، أو إذا كان زوجي السابق يعتني بالأطفال، فسأركض في المساء بدلاً من ذلك".
4- الدافع الكبير
في البطولة الماضية بلندن 2017، نسيت الكينية بياتريسا تشيبكويش بطلة سباق 3000 متر موانع، أحد الحواجز المائية ثم عادت وقطعته لكن السباق كان قد فاتها فخرجت خالية الوفاض، تقول بياتريسا عن سبب ما حصل معها قبل عامين "لأننا كنا نتدرب في كينيا بدون حفرة الماء هذه، شعرت بخيبة أمل، ولكن أخيراً فهمت الأمر".
في الدوحة كان حافزها كبيراً فتوجت بذهبية السباق المذكور وخرجت بطلة من ستاد خليفة الدولي.
5- برشم كابوس ينتهي بذهبية
في الصيف قبل الماضي وقبل نحو عام ونيف من انطلاق بطولة العالم لألعاب القوى الدوحة 2019، كان معتز برشم يحاول كسر الرقم القياسي العالمي، المُسجّل باسم الكوبي خافيير سوتومايور منذ عام 1993 بارتفاع (2.45 م).
انطلق معتز في لقاء غيولاي المجري الشهير، محاولاً الإرتفاع فوق عارضة 2.46، لكنه تعرّض لإصابة خطيرة بقطع في أربطة الكاحل خضع بعدها لعملية جراحية كانت ستبعده من ثلاثة إلى أربعة أشهر عن الملاعب، لكن الاصابة تفاقمت ولم يعد سوى في نيسان/أبريل 2019.
على ستاد خليفة وبدعم لا محدود من الجماهير، لم يفكر معتز برقم قياسي ليس ببعيد عنه، بعدما اجتاز 2.43 متر عام 2014، لكنه وثب ليتخطى كابوس الإصابة ويحافظ على لقبه بطلاً للعالم 2.37.