"كاس" تصدر حكمها في قضية سيمينيا الشهر المقبل
أعلنت محكمة التحكيم الرياضي ("كاس") الجمعة أنها ستصدر بحلول 26 آذار/مارس المقبل، قرارها في شأن قضية القواعد الجديدة المثيرة للجدل للاتحاد الدولي لألعاب القوى حول مستويات التستوستيرون لدى الرياضيات.
وبعد جلسات استماع بدأت الاثنين في مقر المحكمة بمدينة لوزان السويسرية، أشارت الهيئة القضائية المستقلة في بيان إلى أن لجنة مؤلفة من ثلاثة أشخاص ستشرع بدراسة قضية "تعد من أكثر القضايا محورية أمام كاس"، وتحضر لإصدار قرارها "في 26 آذار/مارس 2019 أو قبله".
وأوضحت أن الجلسات تخللها الاستماع "إلى كل الأطراف، الخبراء والشهود، مع تحدُثِ رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى في بداية الاستماع، وإدلاء الآنسة سيمينيا بالكلمة الأخيرة اليوم".
وأكدت أن الجلسات جرت في أجواء "من الاحترام" طيلة الأيام الماضية.
وتعد التعديلات الجديدة من الأكثر إثارة للجدل في أم الألعاب، ويتوقع أن تكون حاسمة لمستقبل العداءة البالغة 28 عاما، والتي تحظى بدعم واسع لاسيما من السلطات المحلية في بلادها. وزارت وزيرة الرياضة الجنوب إفريقية توكوزيلي تكازا لوزان هذا الأسبوع دعما لسيمينيا وفريقها.
ويقول الاتحاد الدولي إن القواعد التي كان من المقرر بدء العمل بها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لكن تم تأجيلها لخمسة أشهر، تهدف إلى ضمان المساواة بين العداءات على المضمار.
وتتطلب القواعد من العداءات اللواتي يتمتعن بمستويات مرتفعة من التوستستيرون، بخفض إلى ما دون مستويات معينة إذا ما أردن مواصلة خوض المنافسات.
ولقيت القواعد انتقادات لاسيما من اتحاد جنوب إفريقيا لألعاب القوى الذي اعتبر أنها موجهة ضد سيمينيا بالذات، وتصل إلى حد "التمييز" الجنسي.
وأثارت القواعد الجدل على خلفية المساواة حيال العداءات.
ونشرت صحيفة "ذا تايمز" الإنكليزية مؤخرا تقريرا كشفت فيه إن الاتحاد الدولي سيقدم حججا خلال جلسات الاستماع، يعتبر من خلالها إن سيمينيا يجب أن يتم اعتبارها بيولوجيا كذكر.
وردت سيمينيا على التقرير، معتبرة أنها "أثنى بشكل لا يحتمل التشكيك".
وعلى رغم أنه نفى صحة تقرير الصحيفة، أشار الاتحاد الدولي في بيان إلى أن القواعد تطال العداءات بشكل عام ولا تستهدف سيمينيا، موضحا أن تمتع أي عداءة "بمستويات ذكورية من التستوستيرون، يؤدي إلى زيادة في حجم العظم والعضلات والقوة، مماثلة لتلك التي يختبرها الذكور في مرحلة البلوغ، وهذا ما يمنح الذكور أفضلية في الأداء مقارنة بالإناث (...)، لذلك، ومن أجل الحفاظ على منافسة عادلة لدى الإناث، من الضروري الطلب من العداءات اللواتي يتمتعن بنمو مختلف، بخفض مستويات التستوستيرون قبل المنافسة على المستوى الدولي".
وتعد حاملة الذهبية الأولمبية مرتين في سباق 800 م (2012 و2016)، وبطلة العالم ثلاث مرات (2009، 2011، 2017)، من الرياضيات الأكثر تأثرا بهذه القواعد الجديدة. وعلى الرياضيات مثل سيمينيا، اللواتي لديهن نسبة عالية من إنتاج التستوستيرون، العمل على خفض مستوياته لمواصلة المشاركة في المنافسات، وهذا ما تراه العداءة الجنوب إفريقية انتهاكا لقواعد الاتحاد الدولي لألعاب القوى.