كأس أمم أفريقيا: العرب أمام مطبات صعبة في "كان" 2017
المنتخبات العربية أمام تحد صعب في نهائيات كأس أمم أفريقيا – الغابون 2017.
فراس بن أحمد
كان الجميع أمس الأربعاء في حالة ترقب لما ستفرزه قرعة النسخة 31 من نهائيات كأس أمم أفريقيا التي ستحتضنها الغابون بين 14 كانون الثاني/ يناير إلى غاية 5 شباط/فبراير 2017 فجاءت معقدة لعرب أفريقيا.
سيكون المنتخب الجزائري وجاره المنتخب التونسي في المجموعة الثانية التي ستدور مبارياتها في مدينة فرانسفيل رفقة منتخبي السنغال وزمبابوي.
يستند المنتخب الجزائري إلى أسماء لاعبين مميزين في القارة الأوروبية على غرار ثنائي ليستر سيتي الإنكليزي رياض محرز وإسلام سليماني ونجم بورتو البرتغالي ياسين براهيمي ووست هام يونايتد الإنكليزي سفيان فيغولي وفوزي غلام مدافع نابولي الإيطالي إلا أن هذه الكتيبة من النجوم تحتاج إلى مدرب من طينة الكبار حتى يقوم بتوليفة ناجحة تضمن للمرشح الأبرز نيل كأسه الأفريقية الثانية بعد عام 1990.
الجزائر التي تشارك في العرس الأفريقي للمرّة 17 في تاريخها تسعى للابتعاد عن كل الضغوط التي قد تؤثر على كتيبة محاربي الصحراء خاصة وأن الأجواء في الغابون لن تكون بمثل أجواء ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة وقد تغطى الرطوبة العالية أجواء مدينة فرانسفيل وينعدم الأكسيجين فتختنق كتيبة اللاعبين الذين يقطنون في أوروبا لذلك سيكون الإطار الفني الجديد للخضر مطالباً بالتحضير النفسي والذهني من أجل إنهاء المسيرة على منصة التتويج.
سيكون "الخضر" أمام تحد جديد في مباراة الدربي التي ستجمعه بالمنتخب التونسي الذي يشارك في "كان" للمرّة 18 في تاريخه.
المنتخب التونسي الذي تطور كثيراً في الآونة الأخيرة تحت قيادة المدرب البولندي هنري كسبارجاك الذي يحاول رفقة الإدارة الفنية إيجاد لاعبين تونسيين ينشطون في دوريات أوروبية ومتابعة العديد من الأسماء التي قد تجد نفسها ضمن اللائحة النهائية لنسور قرطاج.
يملك المنتخب التونسي عناصر هامة كمدافع فالنسيا الإسباني، أيمن عبد النور ومدافع كون الفرنسي صيام بن يوسف ومهاجم أندرلخت البلجيكي حمدي الحرباوي ومهاجم ليل نعيم السليتي و أنيس بن حتيرة لاعب دارمشتاد الألماني واليافع المميز عصام بن خميس متوسط ميدان لوريان الفرنسي.
إلا أن المنتخب التونسي سيكون في حاجة ماسة لأن يقتلع بعض لاعبيه مكاناً أساسياً في أنديتهم كعبد النور ونعيم السليتي.. حتي يعتمد المدرب الوطني على ثلة من اللاعبين الذين يملكون قدرة تنافسية عالية.
ويصطدم منتخبا تونس والجزائر بأسود "التيرنغا"، منتخب السنغال، الذي يملك مجموعة من اللاعبين الرائعين أمثال سيدو مانيه لاعب ليفربول الإنكليزي ومدافع نابولي الإيطالي كاليدو كوليبالي ومامي بيرام ضيوف مهاجم ستوك سيتي الإنكليزي.
ويبدو أن سهولة التواصل بين المدرب أليو سيسي واللاعبين أثرت إيجاباً على نتائج المنتخب السنغالي الذي بلغ النهائيات دون هزيمة تذكر.
وضمت هذه المجموعة منتخب زيمبابوي الذي يعتبره البعض الحلقة الأضعف في الـ"كان" إلا أن الجميع سيكون حذراً من منتخب تطور كثيراً وقد يكون المفاجئة الغير سارة لمنتخبات المجموعة الثانية.
وحل المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي بعدد التتويجات بكأس أمم أفريقيا (7 مرات)، في المجموعة الرابعة الشبيهة بمجموعة كأس العالم والتي وضعته مع منتخب غانا مجدداً وأوغندا والمنتخب المالي.
منتخب الفراعنة الذي يشارك للمرّة 23 في النهائيات يستند كثيراً على مهارات وقوّة الثنائي محمد صلاح، مهاجم روما الإيطالي، ومتوسط ميدان أرسنال الإنكليزي محمد النني إلا أن المدرب الأرجنتيني للمنتخب المصري هيكتور كوبر سيكون مطالباً بإيجاد حلول عاجلة لخط الدفاع الذي يعتبر نقطة ضعف المنتخب الحالي خاصة وأن هذا المكان كان حصناً شامخاً للفراعنة.
وسيكون المنتخب المصري في "بروفة" أولية أمام غانا وأوغندا قبل مباريات تصفيات كأس العالم.
أما المنتخب المغربي الذي جاء في المجموعة الثالثة رفقة كوت ديفوار والكونغو الديمقراطية وتوغو، سيشارك للمرّة 16 في النهائيات.
يعول منتخب أسود الأطلس كثيراً على خبرة المدرب الفرنسي هيرفي رينار المتّوج بكأس أمم أفريقيا مرتين، 2012 مع زامبيا و2015 مع كوت ديفوار، بإضافة إلى ترسانة من اللاعبين الكبار أمثال القائد ومدافع يوفنتوس الإيطالي مهدي بن عطية وكريم الأحمدي لاعب فينورد روتردام الهولندي ونبيل ضرار، موناكو الفرنسي، وحكيم زياش، أياكس أمستردام الهولندي، ويونس بلهندة لاعب نيس ونور الدين أمرابط، واتفورد.
المنتخب المغربي مطالب بالخروج من مواجهة كوت ديفوار بنتيجة جيدة حتى يتمكن من جمع النقاط اللازمة التي ستمكنه من المرور للدور القادم.
كانت قرعة "كان" الغابون صعبة على كل المنتخبات وبشهادة العديد من العارفين بخفايا كرة القدم هي النسخة الأقوى في تاريخ القارة الأفريقية وأن الداخل للمواجهات مفقود والخارج منها بفوز مولود.