بـ"نيمار فوق الخيال" برشلونة يعيد تعريف المستحيل
"لا ريمونتادا".. ستخلد هذه الكلمة في أرشيف "المستديرة" الأوروبية وستكون مرادفاً دائماً لفريق برشلونة، الذي أعاد بقيادة ساحره البرازيلي نيمار تعريف المستحيل في قاموس الكرة.
باسم السالمي
حدث ما كان يصنّفه الجميع في خانة المعجزة.. برشلونة اجتاز عقبة كبير فرنسا باريس سان جيرمان بنصر ملحمي، عقب التأخر على أرض الـ"بارك دي برانس" ذهاباً برباعية نظيفة.. نصر حيّن به الـ"برصا" سجلات أمجد المسابقات الأوروبية، بل ورفع سقف المستحيل إلى مدى بعيد قد يصعب بلوغه مستقبلاً.
كل ما فات وصف منطقي لإنجاز إعجازي حققه رجال المدرب لويس إنريكه، ولكن ليس المراد الانخراط في منظومة الإطراء والتهليل لـ"أعجوبة لا ريمونتادا"، بل الهدف هو تسليط ضوء قوي على صانع الحدث الكاتالوني، الذي ضاع في زحام السداسية، وهو من كان بالأساس عمودها الفقري.
"ريمونتادا" نيمار أم البارسا؟
سؤال تغافل عنه الكثيرون في خضم الانبهار بالمعجزة الكتالونية، غير أنّه وجيه للغاية إذا ما أعدنا التمعّن في مجريات المواجهة ومحاولة استقراء ما حفّت به من أحداث والتي كان أساسها دوماً اسم واحد.. نيمار ثم نيمار فنيمار.
لن نقوم بنظم قصيدة فخرية في أقدام نيمار، التي ليست بحاجة لعبارات الإطراء من طرف أحد، فهو سلعة برازيلية أصلية، وحاصل على شهادة الجودة العالمية بمختلف مقاييسها، غير أنّ ما قام به "أيقونة السيليسون" في ليلة أمس أمام الباريسيين، أماط اللثام عن أمور عدة، أهمها ضرورة إعادة ترتيب سلم الأهمية بين النجوم في برشلونة، فنيمار لم يعد ذلك "الفتى النجيب" الذي يعيش في ظل "المعلم" ميسي.
تحرّر نيمار بدا واضحاً في موقعتي باريس سان جيرمان سواء ذهاباً رغم الرباعية، حيث كان نيمار نقطة الضوء الوحيدة في عتمة برشلونة، أو إياباً عندما استأثر البرازيلي بكل الضوء، بل وحمل عبء التأهل على كاهله وسط بقاء ضلعي الـ"MSN" ميسي وسواريز في حالة من الفتور، ورغم تدوينهما هدفين بالأمس لم ينجحا في تغطية الحقيقة الواضحة بشأن سلبيتهما.
برشلونة تأهل هذا صحيح، ولكن بنسبة 80% أو أكثر بفضل جهود نيمار ومساعدة من الحارس الألماني تير شتيغن الذي أبقى على حظوظ البرصا وقت الشدة، ولكن البقية رفضوا دور الفاعل الرئيسي، وتركوا نيمار وحيداً في مجابهة باريس بأكملها، وبشكل ما لامس ابن سانتوس سابقاً عنان السماء ونجاح في توقيع ركلة جزاء والتسبّب في أخرى وبصم على ركلة حرة مباشرة رائعة ومن ثم تمريرة حاسمة لهدف الخلاص الذي وقعه سيرجي روبيرتو، وكل ذلك في صراع مخيف مع الدقائق التي تتسارع مع كل لمسة للكرة.
باختصار، نيمار بصدد سحب البساط شيئاً فشيئاً من تحت قدمي هرم الفريق الأكبر، مستغلاً البساط الأوروبي الأهم للظهور في ثوب البطل، تمهيداً لصعوده لاحقاً على عرش الأفضل عالمياً، ومن هذا الوقت إلى ذاك قد يسهم نيمار بطريقة غير مباشرة في تحفيز ميسي وشحن همته ليعود إلى مكانه الطبيعي ويلعب دوره الطلائعي المعتاد في كتيبة الكتلان، وهو ما تتمناه دوماً برشلونة.
ليلة نيمار في سطور
- بصم نيمار على 8 تمريرات حاسمة لزملائه هذا الموسم، ليصبح أول من بلغ هذا الإنجاز في موسم واحد من دوري الأبطال.
- أصبح نيمار أول لاعب من برشلونة يسجّل ركلتين حرتين مباشرتين في موسم واحد لدوري الابطال، منذ أن فعل ذلك مواطنه رونالدينيو عام 2005.
- منذ أول ظهور له في دوري الأبطال في 18 أيللو/سبتمبر 2013، ما من لاعب قام بتمريرات حاسمة في دوري الأبطال أكثر من نيمار (15 تمريرة) وهو نفس عدد تمريرات البرتغالي كريستيانو رونالدو.
- تمكّن نيمار من زيارة الشباك في 3 مباريات متتالية لبرشلونة على أرض الـ"كامب نو" (4 أهداف)، وهو ما لم يحدث من كانون الثاني/يناير 2016.