المحترف الرابع يثير جدلاَ في الدوري القطري
مسألة عودة المحترف الأجنبي الرابع في الدوري القطري لكرة القدم مثار جدل بخاصة أن الرأي في هذا الشأن يتراوح بين وجهتي نظر.
تتبنى وجهة النظر المؤيدة الأندية التي لا تملك في صفوفها العنصر المحلي القادر على التعويض، فيما تحتكم الثانية في وجهة نظرها إلى الانعكاسات السلبية لهذا القرار على المنتخبات القطرية لناحية منح فرصة أكبر للاعب القطري في التشكيل الأساسي.
وكان الاتحاد القطري لكرة القدم قد تلقى بعض المقترحات حول لوائح الموسم المقبل تمهيدًا لمناقشتها ودراستها، حيث طالبت بعض الأندية بضرورة عودة المحترف الرابع الموسم المقبل، وإلغاء جلوسه على دكة البدلاء.
وطالبت الأندية خاصة تلك المشاركة في البطولات القارية اتحاد الكرة بالعمل على ضرورة تطبيق لائحة الاتحاد الآسيوي التي تسمح لكل فريق باشراك 4 محترفين بينهم آسيوي، وهي نفس القاعدة التي تطبق في دوري أبطال الخليج.
وكان الاتحاد القطري قد اعتمد رسمياً قرار استمرار المحترفين الأربعة بصفوف فرق الدوري لهذا الموسم، حيث تضمن القرار شرطاً مهماً وهو مشاركة 3 محترفين أجانب فقط مع كل فريق خلال مباريات الدوري.
ولم يشترط التعميم الجديد للاتحاد مشاركة الآسيوي أساسياً في مباريات الدوري، واشترط فقط وجود 3 محترفين أجانب مهما كانت جنسياتهم، على أن يحق للمحترف الرابع أو أي لاعب آخر أجنبي أو قطري اللعب مع فريق الرديف في الدرجة الثانية طالما لم يكمل شوطاً مع فريقه في دوري الدرجة الأولى.
وجاء القرار وقتذاك حرصاً من الاتحاد على دعم الأندية المشاركة بدوري أبطال آسيا، وفي نفس الوقت تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الأندية المحلية في الدرجتين الأولى والثانية.
وفي خضم هذا الحراك الذي تقوم به بعض الأندية، يؤكد عدنان العلي أمين سر نادي لخويا أن القرار الذي اتخذه الاتحاد في بداية الموسم قد ساهم بشكل أو بآخر بتقديم خدمة إلى المنتخب الوطني عبر منح الفرصة أكثر للاعب المواطن لكي يكون أساسياً".
وقال في تصريح لوكالة "فرانس برس": "لاعب لخويا اسماعيل محمد أخذ فرصته هذا الموسم وتألق وبرز بشكل كبير وساهم في احراز العنابي للقب كأس الخليج، وربما لم يكن اسماعيل ليأخذ فرصة اللعب أساسياً لو كان المحترف الرابع معتمداً كأساسي في الدوري".
ويشدد أمين سر لخويا الذي يشارك فريقه أيضاً في دوري أبطال آسيا أن النجاح الذي حققه القرار حتى الآن تمثل في عدد من الأمور "أهمها بروز أسماء جديدة للمرة الأولى، ومنها عودة نجوم إلى التشكيل الأساسي لفرقها بعد أن ظلت طوال الفترة الماضية حبيسة دكة البدلاء، كما أن التجربة دفعت بعض الأندية وبعض المدربين إلى البحث عن أسماء جديدة تصلح لسد غياب المحترف الرابع الموجود على دكة البدلاء".
ويشير العلي الذي يتصدر فريقه بطولة الدوري بفارق 4 نقاط عن السد الثاني، إلى أن "الجميع يجب أن يقدم التضحيات من أجل المنتخب الوطني خاصة أنه مقبل على استحقاقات عديدة"، موضحا بالمقابل انه "يتفهم أيضاً وجهة نظر بعض الأندية التي تجد في المحترف الرابع ضرورة في تركيبة الفريق خاصة اذا كان من المستوى الرفيع".
أخبار متعلقة
من ناحيته، المدرب القطري عبد القادر المغيصيب يخالف عدنان العلي في الرأي ويرى أنه من الضروري العودة إلى لوائح الاتحاد الآسيوي باعتماد 4 لاعبين محترفين.
ويرى المغيصيب أن "سياسة التقليص لن تجدي نفعاً لأن الفريق مؤلف من 11 لاعباً وليس 7 لاعبين فقط لافتاً إلى ان وجود 4 محترفين لن يقلص من حظوظ مشاركة اللاعب المواطن بل بالعكس قد يزيد من الاحتكاك واكتساب الخبرة".
ويعتبر المغيصيب أن "الحل الوحيد يكمن في جعل متوسط أعمار اللاعبين القطريين الذين يشاركون مع اندية دوري نجوم قطر 26 عاماً كحد أقصى مع منح استثناءات للاعبين الذين يؤكدون جدارتهم فقط داعيا الاتحاد إلى منح الأندية التي تقدم أجيالاً شابة حوافز مادية عوضاً على اللجوء إلى التقليص"، معتبراً أن الاتحاد "سيرتكب خطأً كبيراً اذا ما أكمل طريقه نحو التقليص العام المقبل كما كان قد أعلن سابقاً".
ويؤكد مصدر في الاتحاد القطري لـ"فرانس برس" أن المناقشة مفتوحة وأن الهدف الوصول إلى القرار الذي يتناسب مع مصلحة كرة القدم القطرية.
ورداً على سؤال اذا ما كان تفوق عدد الأندية التي تؤيد عودة المحترف الرابع هو من سيحسم هذا الأمر، نفى المصدر ذلك مؤكداً "الأمر يخضع للدراسة بصرف النظر اذا ما كانت أغلبية الأندية ستؤيد عودة المحترف الرابع أم لا".
وكان الاتحاد قد قرر في نهاية موسم 2013 ، ومع بداية الولاية الجديدة لرئيس الاتحاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، تقليص عدد المحترفين الأجانب في الدوري اعتباراً من موسم 2015 إلى 3 فقط بدلاً من 4، وقرر أيضاً استمرار التقليص في الموسم التالي ليصل عدد المحترفين الأجانب في دوري 2016 إلى محترفين اثنين فقط، لكن التعميم الذي أصدره الاتحاد قبل بداية الموسم الماضي والذي قضي بعودة المحترف الرابع وجلوسه على دكة البدلاء وعدم وجود سوى 3 محترفين طوال المباراة، قد ألغى القرار السابق للاتحاد بتخفيض المحترفين إلى محترفين اثنين في 2016.