انتشار الجريمة يعصف بدورة أكابولكو
تستضيف أكابولكو منذ يوم الاثنين نخبة لاعبي كرة المضرب في العالم، ونصف اللاعبين العشرة الاوائل.
المدينة الساحلية الشهيرة التي استضافت نجوم هوليوود خلال عقود من الزمن، من جون واين الى سيلفستر ستالون، اختبرت انحداراً رهيبا نحو الجحيم.
تم تسجيل أكثر من 744 جريمة قتل في الأشهر الـ11 الأولى من العام الماضي. عنف مرتبط على وجه الخصوص بخصومات بين مجموعات إجرامية صغيرة تتقاتل من أجل السيطرة على الاتجار بالمخدرات او ابتزاز التجار.
أصبحت أكابولكو نقطة سوداء على خريطة الأمن المكسيكية.
يقول هكتور استوديو، حاكم ولاية غيريرو حيث تقع المدينة، لوكالة فرانس برس "أدرك أن هناك مشكلة أمنية، كما هو الأمر في جميع أنحاء البلاد، لكن بمقدوري التأكيد ان المنطقة آمنة جدا بفضل انتشار الجيش والشرطة".
على بعد كيلومترات قليلة من المنطقة السياحية على شاطئ البحر، وممرات أشجار النخيل حيث تقام الدورة المصنفة من فئة 500 نقطة، هناك واقع آخر أكثر تناقضا من صور البطاقات البريدية.
يوم الأربعاء، وأثناء منافسات الدورة، انتشر خبر اكتشاف 7 جثث في نقاط مختلفة من المدينة. من بينهم، سائقا أجرة لقيا مصرعيهما لرفضهما الرضوخ على الأرجح لابتزاز العصابات الإجرامية.
في عيد العشاق، قطع رأس ورمي على الرصيف في حزمة هدية يعلوها بالون.
بالنسبة للمنظمين، لن تعكر هكذا حادثة "بسيطة" سير عمل البطولة وتشوه سمعة المدينة البحرية المتضررة كثيرا في الخارج.
يتابع الحاكم "هذا الحدث يعطي أكبر واجهة دولية للمدينة". وبفضل النقل التلفزيوني "أصبحت علامة أكابولكو مرئية في كل العالم".
نشر نحو الف جندي وشرطي في المدينة لتجنب أي عمل عنفي، بحسب ما تؤكد السلطات.
المخاطر اقتصادية أيضا. تبلغ عائدات الدورة المدرجة ضمن بطولات المحترفين، نحو 30 مليون يورو سنويا ويتابعها 20 ألف شخص يوميا، بحسب أرقام الأمانة العامة للسياحة.
برغم هروب السياح الأجانب، كان لافتا جذب هذا العدد الكبير من نجوم اللعبة، على غرار نادال الذي انسحب بسبب الاصابة والارجنتيني خوان مارتن دل بوترو المتأهل الجمعة الى نصف النهائي على حساب النمسوي دومينيك تييم المصنف ثالثا، على غرار الالماني الكسندر زفيريف الثاني.
ويقول أليخاندرو كاستيو مسؤول اللجنة الوطنية للرياضة متباهيا "أصبحت الدورة غرفة انتظار لدورات (كبيرة) مثل انديان ويلز وميامي".
ويخطط المنظمون بناء ملعب ثان لتطوير الحدث.
تعليمات السلامة
يؤكد مدير الدورة راوول سوروتوسا لفرانس برس "هذه دورة تتقدم بسرعة ولديها مستقبل. تحظى بنفس الإجراءات الامنية مثل البطولات الاخرى".
لا يتوقع المدير أي انشقاق من الشركات الراعية، ولو ان العنف يتزايد في المدينة "لدينا عقود طويلة الأمد مع الرعاة".
لكن الحلفاء الأبرز للبطولة على الارجح هم اللاعبون الذين يقدرون الاجواء المريحة وحماسة الجمهور المكسيكي، وقد انتخبوها "أفضل دورة 500 نقطة" في عام 2017.
وقال اللاعب الاميركي كيفن كينغ، المصنف 173 عالميا و الذي خاض الدورة للمرة الاولى، انه يشعر بالأمان بنسبة "100%" في اكابولكو.
رابطة المحترفين ارسلت له رسالة الكترونية قبل وصوله "طلبوا مني عدم التجول في المدينة، واستخدام النقل الرسمي للحدث. طلبت من اللاعبين الآخرين ابداء رأيهم قبل المشاركة في الدورة".
الهاجس الأمني يبقى عالقا ايضا في اذهان الجماهير.
يقول كريسبين (82 عاما)، وهو متقاعد قادم من العاصمة مكسيكو مع ابنته "لا نذهب الى وسط المدينة، ونغادر مباشرة عبر الطريق السريع".
خوسيه لويس وفابيولا ثنائي آخر قادم من العاصمة "نعقد أصابعنا كل ليلة" عند العودة الى الشقة المستأجرة هناك في أكابولكو الأخرى. بالقرب من حي عنيف.