- الرئيسية >
- كرة القدم >
- الدوري الإيطالي - سيري آ >
- الأخوان باريزي... قصة من رحم ديربي الغضب بين ميلان وإنتر
الأخوان باريزي... قصة من رحم ديربي الغضب بين ميلان وإنتر
ديربي ميلانو بين ميلان وإنتر أو ديربي ديلا مادونينا أو ديربي الغضب، كلها تسميات لواحد من أشرس وأقوى الديربيات في العالم، لكن هل تعتقد أن شدة الصراع بين قطبي مدينة الموضة والفن لم يفرز قصصاً أخرى.
هُمام كدر
يتشاركان الملعب ذاته، هو واحد من الديربيات الفريدة التي تتميز بهذه الخاصية، كما أن لتأسيسهما صلات رحم مشتركة، نظراً لقيام أعضاء من ميلان الذي تأسس (1899)، بالانشقاق عن الروسونيري، اعتراضاً على عدم السماح للاعبين الأجانب بالانتساب للنادي، وأسسوا إنتر عام 1908.
لكن على أمتداد أكثر من 100 عام، لم تكن العدواة فقط هي عنوان الصراع بين الفريقين، بل كان من الطبيعي أن يفرز لقاء أبناء المدينة الواحدة، مبارزة كروية بين شقيقين، فمن منكم ليس لديه قصة عن شقيقان يلعب كل واحد منهما في نادٍ ضمن المدينة التي تعيشون فيها؟
كثيرون ممن يمارسون الرياضة عموماً، يحلمون بجعلها مهنة احترافية ولكن قلة منهم يحوّلون هذه الفكرة لواقع، وقلة أكثر تنجح وتلعب على مستوى فرق النخبة.
قد نرى هذه الحالة في العائلة الواحدة ولكن أن نرى حالاتان في عائلة واحدة فهذه أيضاً تزيد من ندرة الموضوع.
العديد من الإخوة برزوا في رياضات شتى، فينوس وسيرينا في التنس، غاري وفيل نيفيل، والتوأم دي بوير فرانك وريكارد اللذين فازا بدوري أبطال أوروبا مع أياكس 1995، وفي كرة القدم.
وكان بوبي وجاك تشارلتون الوحيدين اللذين فازا بكأس العالم مع إنكلترا عام 1966.
من رحم الفَقد والرفض
في السابع من شباط/ فبرايرعام 1958، وُلد جوزيبي باريزي، في بلدة صغيرة على مشارف ميلانو، بعد أكثر من عامين بقليل، جاء أخوه الأصغر، فرانكو.
في الوقت الذي كان فيه فرانكو في 16 من عمره، وجوزيبي في 18، فقدا كلا الوالدين بشكل مأساوي، فتحول الأخوان إلى كرة القدم وصبّا طاقاتهما وحزنهما في السعي لتحقيق حلمهما ... لعب كرة قدم بشكل محترف.
وعندما أصبح كلاهما مستعداً للشروع في امتهان اللعبة، حصل جوزيبي على فرصة للتجريب في إحدى الأكاديميات، لكنه قوبل بالرفض، حيث قال له النادي إنه كان صغيراً بالنسبة بالنظر للمستوى العالي من كرة القدم.
حدث لفرانكو أمر مشابه، إذ يقول عن الإنقسام الأول بين الشقيقين "كان أخي مع إنتر، وكنت أرغب في اللحاق به، لذلك أُجريت لي تجربة أولى مع إنتر، وقالوا: "حسناً، جرب في العام القادم". لكن مدربي أخذني إلى ميلان، وكان هناك قبول، بعد أكثر من اختبار".
تقابل اللاعبان الشقيقان لأول مرة في ديربي ميلانو 12 نوفمبر 1978 ، وفاز ميلان 1-0.
يؤكد قلب دفاع ميلان التاريخي أنه، كان من محبي ميلان سراً، وأسعدته الطريقة التي مضت بها الأمور. "كنت دائماً ميلانستا"، وخاض موسمه الأول 1977-1978.
في هذه الأثناء، بدأ جوزيبي مسيرته في إنتر، وتم استدعاؤه إلى المنتخب الإيطالي عام 1979.
في هذه المرحلة، كان يُعرف فرانكو باسم باريزي 2، لكن ذلك لن يستمر طويلاً، أصبح فرانكو جزءًا لا يتجزأ من ميلان وفاز بأول بطولة عام 1979 إلى جانب اللاعب الخبير حينها فابيو كابيلو.
تم اختيار الإخوة باريزي لتشكيلة إيطاليا في يورو 1980 بإيطاليا، فرانكو لم يلعب إطلاقاً، في المقابل كان جوزيبي هو قلب الدفاع، حيث وصلوا إلى نصف النهائي.
بعد ذلك بعامين، لم يتم اختيار جوزيبي للذهاب إلى مونديال إسبانيا 1982، وفي عمر 22 عاماً، نُصّب فرانكو قائداً لميلان وقال في وقت لاحق "لم أواجه أية مشكلات كوني قائداً بعمر مبكر، لقد كان من غير المعتاد أن يصبح قائد الفريق صغيراً".
بحسب الإحصائيات فإن اللاعبان الشقيقان تواجها 24 مرة في ديربي ميلانو، فاز جوسيبي بـ9 مقابل 8 لشقيقه و7 مباريات انتهت بالتعادل إضافة لمباراتين أخريين غير رسميتين فاز ميلان بواحدة وإنتر بأخرى.
تتالت السنوات على اللاعبَين وعلى الرغم من شهرة فرانكو التي فاقت شهرة جوسيبي كثيراً، إلا أن الأخ الأكبر استمر في إنتر ولعب 392 مباراة بين عامي 1976 و1992 قبل أن ينتقل إلى مودينا (درجة ثانية) ويلعب هناك حتى اعتزاله عام 1994.
بالنسبة لفرانكو توجه في العام ذاته إلى الولايات المتحدة للمشاركة في نهائيات كأس العالم الثالثة.
ثم أنهى مسيرته عام 1997 بعد أكثر من 700 مباراة لنادٍ واحد هو ميلان و17 بطولة معه منها ست سكوديتو و3 دوري أبطال أوروبا.
اللاعبان اللذان مثلا إنتر وميلان وكانا قائدين لهما بكل وفاء، وعلى الرغم من احترام متبادل بين الأخوين ولكن كان هناك تنافس كبير أيضاً، إذ كانا يقطعان كل الاتصالات بينهما عندما كان ديربي ميلانو يقترب.
تواجه الشقيقان باريزي في آخر دربي عام 1992. ولعب فرانكو آخر دربي له هو في 13 أبريل 1997.