بدء الجزء الثاني من مسلسل برشلونة وغريزمان
لم يدخل اليأس في أفكار إدارة برشلونة بشأن التعاقد مع الفرنسي أنطوان غريزمان، إذ سيحاول بطل إسبانيا تعزيز صفوفه الهجومية متابعاً إعادة بناء فريقه لمرحلة ما بعد ميسي.
متابعة: مازن الريس
سيطرت الأخبار الواردة من وسائل إعلام فرنسية بشأن فتح برشلونة لملف غريزمان مجدداً على عناوين كبرى الصحف العالمية، نظراً لقيمة النجم الفرنسي فنياً وقصته التي طالت مع برشلونة وأتلتيكو مدريد.
ويمثّل التوقيع مع غريزمان تحقيق أحد أهداف بارتوميو المهمة والذي سعى له في وقت سابق إلا أنّ عدة أمور عرقلت الصفقة التي كانت شبه مكتملة.
غريزمان وبرشلونة في الجزء الأول
وامتد الحديث عن شراكة برشلونة وغريزمان لعدة أشهر في السنة الفائتة وتخلله الكثير من الأحداث التي أثرت على علاقة برشلونة بأتلتيكو مدريد.
وشكا أتلتيكو مدريد في الأشهر الأخيرة من الموسم الماضي برشلونة للفيفا بسبب محاولة التواصل مع اللاعب من دون اتباع المسار القانوني - أي التواصل مع ناديه بالدرجة الأولى – وهذا مخالف وقد يضر بمصداقية الدوري الاسباني في نظر الاتحاد الدولي.
ولم يُخمد نفي برشلونة لتلك الإدعاءات نار عشاق أتلتيكو مدريد وإدارته قبل أن يأتي الحسم من قبل غريزمان الذي أكّد التزامه مع أتلتيكو مدريد في شهر حزيران/يونيو الفائت والذي تزامن مع تجديد عقده والتوقيع مع مواطنه ليمار وتعزيز صفوف أتلتيكو بعدة صفقات جيدة.
لماذا غريزمان؟
وحافظ غريزمان على مستواه إلى حدٍّ ما في السنوات الـ10 الماضية التي أمضاها في الدوري الإسباني بين ريال سوسييداد وأتلتيكو مدريد كما أنّه يملك دوراً مؤثراً مع منتخب فرنسا الفائز في كأس العالم 2018.
ويستطيع غريزمان أن يؤدي أكثر من دور في أرض الملعب فنياً إذ يمكن الاستفادة منه كصانع ألعاب أو مهاجم ثاني أو كجناح هجومي أو حتى كرأس حربة وهو ما يبحث عنه فالفيردي بشكل جدي خاصة وأنّ الأرجنتيني ليو ميسي بدأ يتحوّل إلى مركز صانع الألعاب أو المهاجم الوهمي.
ويراقب برشلونة بجدية مستوى الأوروغوياني لويس سواريز (32 عاماً) وعدم التسليم بشكل قاطع بنجاح صفقات الفرنسي ديمبيلي أو البرازيليين مالكوم وكوتينيو.
ثورة أتلتيكو مدريد
وفي ذات التوقيت تقريباً من العام الفائت عادت صفقة غريزمان وبرشلونة لتتصدر العناوين، لكن الوضع يبدو مختلفاً جداً هذه المرة مع وصول النجم الفرنسي لسن الـ27 عاماً.
وخرج أتلتيكو مدريد بشكل مفاجئ من ثمن نهائي أبطال أوروبا عقب الخسارة من يوفنتوس الإيطالي 3-0 إذ لم يستفد من فوزه ذهاباً بثنائية نظيفة وهو ما يشكل أحد أكبر إحباطات غريزمان خاصة وأنّ فريقه خسر من أتلتيك بيلباو أيضاً أمس السبت 2-0 ليصبح الفارق بينه وبين برشلونة المتصدر سبع نقاط مع مباراة أقل للأخير.
ويعرف "غريزو" جيداً أنّ فشله بالفوز بلقب مهم على مستوى الأندية طوال مسيرته يعدّ عائقاً حقيقياً أمام فوزه بجائزة أفضل لاعب بالعالم، كما أنّ ترحيب ميسي وسواريز به في تصريحات سابقة يعدّ دافعاً كبيراً للاعب الذي كان قريباً أيضاً من الانتقالل إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي في فترة من الفترات.
منطقياً لا شيء يمنع رحيل غريزمان إلى برشلونة إذا كان الأخير جدياً في طلبه، لكن إدارة أتلتيكو ستكون صاحبة القرار الأول والأخير في إتمام هذه الصفقة من عدمها.