باسم السالمي

على الرغم من اللغط الذي دار حوله كهدّاف مرعب وواعد واسمه الذي ملأ دنيا الكرة وشغل عشاقها منذ بروزه الملفت هذا الموسم في صفوف سالزبورغ النمساوي وتحديداً في مسابقة دوري أبطال أوروبا، فإنّ لا أحد تقريباً توقع هذا الحضور الجارف للنرويجي إرلينغ هالاند في أول مبارياته الرسمية بقميص فريقه الجديد بوروسيا دورتموند بتوقيع "هاتريك" قياسي (59 و70 و79) في مرمى صاحب الضيافة أوغسبورغ في المرحلة الثامنة عشرة من الدوري الألماني.

الواعد هالاند (19 عاماً)، دخل مطلع الدقيقة 56 بديلاً لزميله لوكاس بيتشيك عندما كانت النتيجة تشير إلى تأخر دورتموند بنتيجة 1-3 قبل أن يقرر قلب الطاولة على أوغسبورغ فارضاً على أهل الدار كابوساً مرعباً دام 20 دقيقة فقط وغيّر لوحة النتيجة من التأخر بهدفين إلى فوز 5-3، وهي مصافحته الأولى مع قميص دورتموند رسمياً بعد أن خاض نصف ساعة فقط من مواجهة ودية ضد ماينتس الأسبوع الماضي.

إليكم فيما يلي أبرز الأرقام التي حطّمها هالاند في ظهوره الأول مع دورتموند في البوندسليغا، الذي وجّه من خلاله مجموعة رسائل مضمونة الوصول لجميع المنافسين:

• أصبح هالاند أول لاعب احتياطي على الإطلاق يسجل ثلاثية "هاتريك" في أول مباراة له في البوندسليغا.
• بات النجم النرويجي الواعد أول لاعب يسجل "هاتريك" في مباراته الأولى في البوندسليغا منذ الغابوني بيير إيميريك أوباميانغ (محترف دورتموند آنذاك وأرسنال حالياً) الذي وقع ثلاثيته بتاريخ 10 آب/أغسطس 2013 غير أنه خاض المباراة أساسياً على عكس هالاند.
• دوّن هالاند 3 أهداف من أول 3 تسديدات له مع بوروسيا دورتموند في الدوري الألماني.
• وقع هالاند هدف الأول بقميص دورتموند في الدوري من أول تسديدة بعد دخوله أرضية الميدان بـ 183 ثانية فقط.

المتمعّن في هذه الأرقام المتعلقة أساساً بهذا الهاتريك التاريخي لهالاند مع دورتموند في مرمى أوغسبورغ قد يتفاجئ وقد ينبهر ويتملكه إعجاب شديد بهذه الموهبة الصاعدة التي نشأت في مدينة ليدز الإنكليزية، غير أنّ هذا ليس حال من عرف هالاند قبل احتراف اللعب مع "الجراد الأصفر"، حيث أنّ صولاته مع "الهاتريك" ليست حديثة العهد.

ويكفي أن نقول بأنّ هالاند بات وبعمر الثامنة عشرة و58 يوماً ثالث أصغر لاعب يسجل "هاتريك" في دوري أبطال أوروبا وتحديداً في مرمى غنك البلجيكي في أيلول/سبتمبر الماضي، ووحدهما النجمان السابقان، الإنكليزي واين روني والإسباني راؤول غونزاليس نجحا في ذلك قبله وفي سن أصغر منه.

وليس هذا فحسب، فقد أصبح العملاق النرويجي الصغير أول لاعب تحت العشرين عاماً يسجل في أول خمس مباريات له في دوري الأبطال، ولا يفوتنا طبعاً التذكير بأنّ هالاند هو وصيف هدّاف المسابقة الأوروبية الأبرز هذا الموسم حتى هذه اللحظة برصيد 8 أهداف وبفارق هدفين عن المتصدر وقناص بايرن ميونيخ الألماني، النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، كما تفوق على نجوم كثر وأسماء عملاقة على غرار الإنكليزي هاري كاين مهاجم توتنهام (6 أهداف) والبلجيكي درايس ميرتنز جناح نابولي ورحيم ستيرلينغ "طوربيد" مانشستر سيتي (5 أهداف لكل منهما).

بعد هذه البداية "الجارفة" بات السواد الأعظم مقتنعاً بمستقبل مشرق للأيقونة النرويجية، الذي من المنتظر أن يخطو خطوات عملاقة في صفوف دورتموند الذي يعدّ اللبنة الأساسية لتألق "الواعدين" لا سيما أنّ عقده، الذي كلّف خزينة النادي الأصفر مبلغ 20 مليون يورو فقط (قيمة الشرط الجزائي)، مستمر في رحاب "سيغنال إدونا بارك" حتى حزيران/يونيو من العام 2024.

ولعلّ الخلاصة الأبرز تتمثل في الإشارة إلى أبرز المستفيدين من "انفجار" موهبة هذا النجم الصاعد وهو تحديداً بعد دورتموند، منتخب النرويج، الذي قد يجد في هالاند "تور أندري فلو" جديد، خصوصاً بعد توجيه الدعوة له رسمياً لتعزيز صفوف المنتخب السكوندنافي من قبل المدرب لارس لاغرباك، حيث بصم على مشاركته الأولى أمام مالطا في 5 أيلول/سبتمبر 2019 ضمن تصفيات يورو 2020.

إن كان "تور أندري فلو" جديد أو "زلاتان إبراهيموفيتش" جديد نسبة لجيناته السكوندنافية أو تكوينه البدني (1.94 سم)، فإنّ هالاند - إذا ما واصل على هذه الوتيرة المطّردة في التطور - فسيكون لا محالة نجم الشباك في المواسم المقبلة وسيسيل لعاب كبار أوروبا على اختلاف ألوانهم.