الدوحة المتألقة ودعت ضيوفها وكو يُشيد ويصف المستويات "بالأفضل"
أسدل الستار الأحد على بطولة العالم لألعاب القوى التي استضافتها الدوحة للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، بعد عشرة أيام من منافسات طبعتها مشاركة نحو ألفي رياضي ورياضية.
البطولة التي امتدت عشرة أيام تعد آخر محطة إعدادية كبيرة لرياضيي ورياضيات "أم الألعاب" قبل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة المقررة في طوكيو عام 2020، ومحطّة أساسية للدولة المضيفة على صعيد استعداداتها لاحتضان كأس العالم في كرة القدم عام 2022.
وشهدت البطولة تنظيما مذهلاً أشاد به الجميع مع ما رأيناه من إضافات تقنية وإخراجية في تقديم اللاعبين وتتويجهم على حد سواء، كما عرفت أرقاماً كثيرة ومنافسات مثيرة في المضمار والميدان وتحققت خلالها انجازات تاريخية، ولعل المشهد الأبرز هتاف 40 ألف في استاد خليفة لتشجيع الصقر القطري معتز برشم في الوثب العالي خصوصا انه كاد يفقد لقبه على ارتفاع 2.33 قبل ان ينجح بالمحاولة الأخيرة ويمضي بتألق نحو الذهب.
وعاد هاجس المنشطات خلال البطولة ليؤرق الاتحاد الدولي برئاسة البريطاني سيباستيان كو. وبينما لم تطوِ ألعاب القوى حتى الآن التنشّط الروسي كما يقال، وظهرت خلال البطولة قضية إيقاف المدرب الأميركي البرتو سالازار لمدة أربع سنوات بسبب خرقه قانون المنشطات، ما دفع الاتحاد إلى سحب اعتماده من البطولة، وأثار هواجس تنشط رياضيين مشاركين فيها أبرزهم الهولندية سيفان حسن التي فازت بذهبيتي 1500 متر و10 آلاف متر.
وقالت حسن بعد فوزها بذهبية 1500 متر السبت "كان أسبوعاً صعباً والعديد من الأمور تشغل بالي لكنني أحظى بمدير جيد ولقد دعمني (...) أنا أظهر للعالم بأني عداءة نظيفة".
وارتفع الحضور الجماهيري تدريجياً خلال البطولة حتى بلغ الذروة يومي الخميس والجمعة أي خلال عطلة نهاية الأسبوع في قطر، كما بلغ الحماس أوجه خلال خوض برشم منافسات الوثب العالي.
وشكر برشم المشجعين بعد تتويجه بقوله عبر المذياع "أنتم أبطال العالم".
وفي المؤتمر الختامي للبطولة وصف كو نسخة الدوحة بأنها "الأفضل من ناحية أداء الرياضيين. خاض الرياضيون غمار البطولة وهم أكثر استعداداً وبالتالي فإن هذه الرياضة في صحة جيدة".
وكشف عن سقوط 21 رقماً قارياً، بالإضافة إلى تسجيل 78 رقماً وطنياً، مشيراً إلى أن معدل أعمار الرياضيين والرياضيات الذين أحرزوا الألقاب في النسخة الحالية، ما دون الـ24 عاماً "أي نحن في صدد رؤية جيل جديد في السنوات القادمة".
وتابع "حصدت 40 دولة مشاركة ميداليات في نسخة الدوحة وهذا يجسد أن رياضتنا عالمية".
أما على المضمار، فتصدّرت الولايات المتحدة الترتيب العام للميداليات مع 14 ذهبية و11 فضية وأربع برونزيات، بفارق مريح عن كينيا التي أحرزت خمس ذهبيات وفضيتين وأربع برونزيات، ثم جامايكا في المركز الثالث مع ثلاث ذهبيات وخمس فضيات و4 برونزيات.
وسجل في البطولة رقمان قياسيان كلاهما من نصيب الولايات المتحدة، وذلك في سباق التتابع المختلط أربع مرات 400 متر مع 3.09.34 دقيقة، علماً بأن السباق استحدث في نسخة هذا العام، وللعداءة دليلة محمد في سباق 400 متر حواجز مع 52.16 ثانية، علماً بأن الرقم القياسي السابق كان في حوزتها أيضاً وسجلته في التجارب الأميركية (56.20 ثانية).
وتقام النسخة المقبلة من بطولة العالم في مدينة يوجين الأميركية عام 2021، على أن تليها نسخة بودابست 2023.