أوباما يشيد بمحمد علي "المقاتل من أجل الحق"
محمد علي.. رحل الإسم وبقيت الأسطورة محفورة في تاريخ الإنسانية.
أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما السبت بالملاكم الأسطورة محمد علي كلاي الذي "قاتل من أجل الحق" ليس داخل الحلبة وحسب بل خارجها أيضاً.
وتوفّي محمد علي الجمعة عن 74 عاماً بعدما خسر معركته الطويلة والأخيرة ضد داء باركينسون.
ورحل أسطورة الرياضة العالمية والشخصية المميزة في تاريخ القرن العشرين في أحد مستشفيات فينيكس بولاية أريزونا.
واعتبر أوباما أنّ محمد علي "قاتل من أجلنا"، مضيفاً: "معركته خارج الحلبة كلفته لقبه ومكانته. خلقت له الأعداء يساراً ويميناً، وجعلته منبوذاً، وكادت ترسله إلى السجن. لكنّ محمد علي تمسك بموقفه ونصره ساعد في اعتيادنا على أميركا التي نعرفها اليوم".
وستقام جنازة أشهر ملاكم في العالم في مسقط رأسه لويفيل في ولاية كنتاكي لكن الموعد لم يحدد حتى الآن.
وأدخل محمد علي الذي يعاني منذ ثمانينات القرن الماضي من داء باركينسون، الخميس إلى مستشفى في فينيكس حيث يقيم مع زوجته الرابعة لوني، لمعالجته من مشكلات تنفسية.
وكان أدخل المستشفى مرتين في نهاية 2014 وبداية 2015 بسبب إصابته بالتهاب رئوي والتهاب في جهاز البول.
وفي رثاء نثري انيق، كتب الرئيس الأميركي عن أسطورة الملاكمة وإحدى الشخصيات التي يعتبرها قدوة له، قائلاً في بيان صادر عن البيت الأبيض: "محمد علي كان الأعظم. نقطة على السطر... لكن ما جعل البطل بهذه العظمة - ما يفرقه حقا عن الآخرين - هو أنّ الجميع يقول عنه تقريباً الأمر ذاته".
وواصل: "مثل كل شخص أخر على هذا الكوكب، ميشال (زوجة أوباما) وأنا حزينان على وفاته لكننا أيضاً ممتنّان لله لأننا كنا محظوظين بمعرفته وحتى وإن كان لفترة وجيزة...".
وكاسيوس كلاي هو حفيد عبد، وقد أصر على تعلم الملاكمة لينتقم من صبي سرق دراجته الهوائية عندما كان طفلاً.
وبسرعة أخذ يحقق بفضل قوة قبضتيه، النصر تلو الآخر واصبح بطل دورة الالعاب الاولمبية في روما في 1960 ثم بطل العالم حسب تصنيف الجمعية العالمية للملاكمة في 1964 بفوزه على سوني ليستون بالضربة القاضية في الجولة السابعة. وقد غير اسمه الى محمد علي بعد اعتناقه الإسلام في 1964.
غداة ذلك قرر تغيير اسمه إلى كاسيوس اكس تيمّناً بزعيم "المسلمين السود" مالكولم اكس. وبعد شهر اعتنق الإسلام وغيّر اسمه إلى محمد علي.
وبعد أن أصبح بطل العالم بلا منازع في الوزن الثقيل، صدم الرجل "الأعظم"، كما كان يصف نفسه، الولايات المتحدة في 1967 برفضه أداء الخدمة العسكرية والتوجه للقتال في حرب فيتنام. وقد صرح في 17 شباط/فبراير 1966 "ليست لدي مشكلة مع الفيتكونغ" الذين كانوا يقاتلون الأميركيين.
وسجن محمد علي وجرّد من الألقاب التي حصل عليها ومنع من ممارسة الملاكمة لثلاث سنوات ونصف السنة بعدما أغضب غالبية الرأي العام الأميركي. لكنّ آخرين رأوا فيه أحد أعمدة الثقافة المضادة وبطل قضية السود الذين كانوا يناضلون من أجل المساواة في الحقوق.
وأشار أوباما إلى أنه يحتفظ في غرفته الخاصة بالقرب من المكتب البيضاوي بقفازي محمد علي، مباشرة تحت صورة الملاكم الأسطورة "البطل الشاب الذي كان لا يتجاوز الثانية والعشرين من عمره وهو يزأر كالأسد فوق سوني ليستون الساقط أرضاً" في إشارة إلى المباراة الشهيرة بين الملاكمين في 25 آيار/مايو 1965.
ونقل أوباما عن محمد علي أحد خطاباته الشهيرة: "أنا أميركا، أنا الجزء الذي لن تتعرفوا إليه. لكن يجب أن تعتادوا علي. (أنا الشخص) الأسود، الواثق بنفسه، المعتد بنفسه. اسمي، ليس من شأنكم. ديانتي، ليست من شأنكم. أهدافي، تعنيني أنا وحسب. اعتادوا علي".
وتابع الرئيس الأميركي: "علي الذي تعرفت عليه" لم يكن "ماهراً كشاعر خلف المذياع بالقدر الذي كان عليه كمقاتل في الحلبة، لكنه رجل قاتل من أجل الحق. رجل قاتل من أجلنا. وقف بجانب (مارتن لوثر) كينغ (والرئيس الجنوب أفريقي الراحل نيلسون) مانديلا. دافع (عن الحق) عندما كان ذلك صعباً. رفع الصوت عندما فضل الآخرون التزام الصمت".