حلم تونسي مشروع في مونديال اليد بفرنسا
رغم المحطات الصعبة في المجموعة الثانية، يبحث منتخب "نسور قرطاج" في بطولة العالم لكرة اليد عن مكان على خارطة اللعبة.
يحلم المنتخب التونسي خلال مشاركته في النسخة الخامسة والعشرين من بطولة العالم لكرة اليد بفرنسا بتحقيق نتائج ترقى لمستوى طموحات جماهيره العاشقة للعبة والتي لا تزال تمجد ذكرى انجاز فريد تحقق عام 2005 وتتمناه أن يتكرر.
هدف منتخب "نسور قرطاج" في هذه البطولة هو البحث مجدداً عن مكان في خارطة كرة اليد العالمية رغم المطبات الصعبة في المجموعة الثانية بحضور منتخبات لها باع كبير في هذه اللعبة مثل اسبانيا ومقدونيا وسلوفينيا وايسلندا وأقلهم شراسة النظير الأنغولي.
مونديال فرنسا سيكون محطة جديدة لمنتخب تونس (بطل أفريقيا 9 مرات)، والذي بلغ النهائيات بصفة مباشرة بحصوله على المرتبة الثانية والميدالية الفضية في بطولة أمم أفريقيا الأخيرة التي استضافتها مصر وفازت بلقبها.
المشاركات السابقة
بلغ عدد مشاركات الفريق التونسي في بطولة العالم لكرة اليد 12 مرة، وتعود أول مشاركة له إلى مونديال عام 1967 بالسويد وحصل حينها على المركز الخامس عشر.
ولم يتحسن سجل السواعد التونسية كثيراً في بقية المشاركات في هذه المسابقة، فحصل عام 1995 على المركز الخامس عشر وفي عام 1996 على المركز السادس عشر، وأكمل بطولة العالم بمصر عام 1999 في المرتبة الثانية عشرة.
وفي مونديال فرنسا عام 2001، أنهى المنتخب التونسي المنافسات بين العشر الأوائل، ومن ثم تراجع مستواه واحتل المركز 20 في بطولة العالم بالبرتغال عام 2011.
وفي النسختين الأخيرتين من بطولة العالم في إسبانيا وقطر حصل نسور قرطاج على المركزين 11 و15.
الإستثناء عام 2005
سيظل انجاز منتخب تونس في مونديال عام 2005 بنسخته التونسية عالقاً في أذهان عشاق كرة اليد في تونس، فمسيرة المنتخب في قاعة رادس الرياضية عرفت توفيقا لا نظير له، فبفضل تشكيلة ضمت لاعبين مميزين ودعم جماهيري كبير أكملت كتيبة المدرب البوسني سعد حسن أفنديتش آنذاك مشوارها المونديالي في المركز الرابع بعد السقوط أمام فرنسا 30-33 في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
وباتت تونس ثاني منتخب أفريقي يحقق هذا المركز بعد انجاز المنتخب المصري عام 2001.
نجوم الفريق
تعج كتيبة المدرب حافظ الزوابي بعناصر تمزج بين الخبرة مثل لاعب الدائرة عصام تاج محترف الجيش القطري وصبحي سعيد لاعب النجم الساحلي التونسي وأخرى بالموهبة الفذة مثل أيمن التومي لاعب مونبيلييه الفرنسي وأسامة البوغانمي لاعب الترجي التونسي ونجم برشلونة الاسباني وائل جلوز.
وائل جلوز
يعد جلوز أهم لاعب في منتخب نسور قرطاج ويعتبر من أبرز الأسماء الشابة التي تملك موهبة كبيرة في سماء كرة اليد الأفريقية والأوروبية.
وسيحمل جلوز الظهير الأيسر لنادي برشلونة الإسباني الراية التونسية في فرنسا مراهناً على مؤهلاته كبيرة وتسديداته القوية لرفع راية تونس في قاعة ميتز.
جلوز (25 عاماً) بدأ مسيرته الكروية مع فريق الجمعية الرياضية بالحمامات وفاز بكأس تونس على حساب النجم الساحلي عام 2012، ليسجل الفريق أول ألقابه منذ تأسيسه في عام 1945.
كما نافس وائل (1.98م) لنادي مضر السعودي في عام 2012 في بطولة "سوبر غلوب" وسجل 26 هدفاً في خمس مباريات وحصل على جائزة رجل المباراة ضد نادي كيل الألماني، ليتعاقد معه الأخير في الموسم التالي.
ومع كييل الألماني، تألق جلوز بشكل لافت وسجل 80 هدفاً في مختلف المسابقات من بينها 41 هدفاً في البوندسليغا، وتوج معه بلقب الدوري 2012-2013.
وفي صيف 2014 انضم ابن قرمبالية إلى فريق برشلونة الاسباني بعقد مدته سنتين، ومن ثم تم تجديد عقد الدولي التونسي حتى عام 2018.
وفاز جلوز مع البارسا بكأس "السوبر غلوب" 2014، وكأس اسبانيا وكأس السوبر الاسباني موسم 2014-2015.
أيمن التومي
وينتظر أن يشع مع منتخب تونس في سماء فرنسا الجناح الأيمن أيمن التومي نظراً للمستوى المميز والثابت الذي يقدمه هذا الموسم.
التومي (26 عاماً) والمحترف في فريق مونبيلييه الفرنسي في الدرجة الأولى يعد قوة ضاربة في هجوم نسور قرطاج.
ولمع نجم التومي لاعب النجم الساحلي سابقاً، مع منتخب تونس للناشئين عندما احتل معه المركز الرابع في بطولة العالم للناشئين عام 2009، كما توج مع منتخب الشباب بالميدالية البرونزية في بطولة العالم عام 2012، وهذا النجاح أمّن للتومي عقداً مع فريق نانت الفرنسي مدته ثلاث سنوات.
ولم تنجح تجربة التومي الاحترافية في نانت الفرنسي، فانتقل موسم 2015 إلى مواطنه مونبيليه وهناك تفجرت موهبة التونسي ليفرض نفسه أساسياً في تشكيلة المدرب باتريس كاناير بفضل أهدافه الجميلة والحاسمة (55 هدفاً في 21 مباراة).
وازدانت خزانة السجلات والألقاب لابن مدينة سوسة بكأس الرابطة ولقب كأس فرنسا اللذين توجا بهما مع مونبيلييه في موسم 2015-2016.
الجناح الأيمن (1.84 م و84 كغ) يملك أيضاً سجلاً جيداً من الألقاب المحلية عندما كان لاعباً مع فريقه السابق النجم الساحلي التونسي و المنتخب الأول أبرزها ميدالية ذهبية في بطولة أمم أفريقيا (المغرب 2010) وذهبية كأس الأندية الأفريقية الفائزة بالكأس (تونس 2012).
مواجهات صعبة
يجري منتخب تونس جميع مبارياته على صالة أرين دو ماتز، يستهل منتخب تونس مشواره المونديالي بمواجهة مقدونيا يوم 12 يناير/كانون الثاني في صالة ماتز ارين دو ماتز، وبعد يومين يصطدم بعمالقة اسبانيا، ويلعب أمام ايسلندا يوم 15 يناير/كانون الثاني، ومن ثم سلوفينيا يوم 17 يناير/كانون الثاني قبل أن يلتقي في المرحلة الأخيرة من منافسات المجموعة نظيره الأنغولي في مواجهة أفريقية خالصة.