المجموعة الثالثة...صدام بين العراقة والطموح
تضم المجموعة الثالثة من بطولة العالم لكرة اليد 2017 بفرنسا، منتخبات ألمانيا وكرواتيا وبيلاروسيا والمجر وتشيلي والسعودية.
تختلف أهداف وطموحات منتخبات المجموعة الثالثة باختلاف تجربة وتاريخ كل منها، فإذا كانت ألمانيا وكرواتيا تسعيان إلى الفوز باللقب على غرار كبار اللعبة، فإن المجر وبدرجة أقل بيلاروسيا ترغبان في استعادة مجد كرة اليد المتأصل في بلدان أوروبا الشرقية، أما منتخبي تشيلي والسعودية فيطمحان إلى تقديم بطولة جيدة، أكثر نجاحاً من التجارب السابقة.
4 بطولات عالمية في المجموعة الثالثة
كما إنكلترا في كرة القدم، تعتبر ألمانيا مهد كرة اليد، وهي أحد أكبر الأسماء في تاريخ بطولة العالم، إذ حققت اللقب 3 مرات آخرها عام 2007، بفضل نجوم خالدين كالحارس هينينغ فريتس والعملاق باسكال هانس وهولغر غلاندورف وكريستيان زيتس.
من جهته، يعتبر منتخب كرواتيا واحداً من المنتخبات أصحاب السمعة الجيدة في بطولة العالم التي توج بلقبها عام 2003 على حساب منتخب ألمانيا بالذات، بفضل الأسماء المميزة التي أمتعت عشاق اللعبة في تلك النسخة الخالدة، في مقدمتهم، إيفانو باليتش، أحد أبرز اللاعبين في التاريخ، والجناح الطائر ميرزا دزومبا "ظاهرة بطولة العالم 2003".
ألمانيا التاريخ تريد استعادة البطولة
يملك المنتخب الألماني سجلاً مميزاً في بطولات العالم لكرة اليد، إذ شارك في 22 نسخة سابقة بدأها عام 1936 عندما استضافت ألمانيا البطولة وفازت بها بين جماهيرها.
غاب المنتخب الألماني عن نسختين فقط من بطولات العالم، وكانتا في عامي 1990 بجمهورية التشيك، و1999 باليابان، غادر منذ الدور الأول 7 مرات وبلغ النهائي 5 مرات (خسر نهائيين عامي 1954 و2003 وفاز بثلاثة أعوام 1936 و1978 و2007).
حقق المنتخب الألماني بطولة أمم أوروبا مرتين عامي 2004 بسلوفينيا و2016 ببولندا والتي ولد خلالها الجيل الجديد لكرة اليد الألمانية والذي يعول عليه الكثير من الألمان للعودة إلى قمة عرش كرة اليد العالمية خلال بطولة العالم بفرنسا 2017.
بعد تتويجه ببطولة أمم أوروبا الأخيرة ببولندا ينتظر المنتخب الألماني تحدياً كبيراً في فرنسا، فقد بات أحد أقوى المنتخبات المرشحة للفوز باللقب العالمي، مع وجود أسماء رنانة فرضت نفسها بقوة في كرة اليد الأوروبية والعالمية من خلال الموعد الأوروبي المظفّر وحضورها المميز مع أعرق وأقوى الأندية في القارة العجوز وألمانيا.
المدرب
قاد المدرب الأيسلندي داغور سيغروسون (43 عاماً) المنتخب الألماني الحالي إلى بطولة أمم أوروبا 2016 والمركز الثالث في دور الألعاب الأولمبية الماضية بريو دي جانيرو، وهو يطمح إلى نقل نجاحاته القارية إلى بطولة العالم وإعادة كرة اليد الألمانية إلى قمة اللعبة.
كرواتيا...تنافس دائماً بعراقتها
مع نهاية الجيل التاريخي لكرة اليد الكرواتية بقيادة الحارس الأسطوري فلادو شولا والمايسترو إيفانو باليتش وميرزا دزومبا وإيغور فوري، ظن الجميع أن المنتخب الكرواتي لم يعد قادراً على بلوغ الأدوار المتقدمة في بطولات العالم، لكن الأمور جاءت مخالفة لكل التوقعات وبقي الكروات رقماً صعباً في اللعبة وحافظوا على حضورهم البراق على منصات التتويج وإن غابت الألقاب الكبيرة، ففي الألعاب الأولمبية عام 2012 نجح في خطف الميدالية البرونزية بعد ذهبيتي 1996 و2004، وفي بطولة العالم حل ثالثاً في إسبانيا 2013، وفي أمم أوروبا أحرز المركز الثالث أيضاً في البطولة الأخيرة ببولندا عام 2016.
عراقة المنتخب الكرواتي تمنحه ثباتاً كبيراً في البطولات العالمية، إضافة إلى مجموعة من اللاعبين المميزين الذين يلعبون لأكبر الأندية في القارة الأوروبية، على غرار القائد ماركو كوبليار نجم فيسبريم المجري، والصاعد لوكا ستيبانسيتش نجم باريس سان جيرمان الفرنسي والمميز دوماغوي دوفنياك أبرز لاعبي كيل الألماني.
المدرب
يشرف زيليكو بابيتش على تدريب منتخب بلاده منذ عام 2015، وقاده إلى المركز الثالث في بطولة أوروبا 2016 ببولندا، وهو بصدد بناء فريق جديد ينافس بقوة على البطولة المقامة على أرض فرنسا.
بيلاروسيا...محاولة للتطور لا غير
رغم أنها أحد مدارس أوروبا الشرقية، إلا أن بيلاروسيا لا تتمتع بتاريخ جيد في بطولات العالم لكرة اليد، فقد شاركت في ثلاث نسخ سابقة، وكان أول ظهور لها في بطولة العالم عام 1995 بأيسلندا، حين حققت أفضل نتائجها بحلولها في المركز التاسع.
في الأعوام الأخيرة، نجح منتخب بيلاروسيا في بلوغ البطولة العالمية في نسختين متتاليتين، حيث خاض بطولة العالم في إسبانيا عام 2013 وعاد للظهور مجدّداً في البطولة الأخيرة بقطر عام 2015، وحقق في الأولى المركز الـ 15، وفي الثانية المركز الـ 18.
المدرب
يشرف يوري شفيتوف على تدريب منتخب بيلاروسيا، وهو لاعب سابق بالمنتخب السوفياتي، وتوج بطلاً لدورة الألعاب الأولمبية عام 1988 بسيول بألوان منتخب الاتحاد السوفياتي السابق، قبل أن تفكك الاتحاد واستقلال بلاده بيلاروسيا.
لا يملك منتخب بيلاروسيا نجوماً كبار في لعبة كرة اليد، فأغلب لاعبيه يلعبون في الدوري المحلي، وبعضهم في أندية روسية وأكرانية ونمساوية.
المجر...الكبير التائه عن تاريخه
يعتبر المنتخب المجري أحد أهم المدارس العريقة في كرة اليد، فهو واحد من المنتخبات الأكثر حضوراً في بطولات العالم لكرة اليد، إذ خاض 19 بطولة سابقة من جملة 24، وستكون النسخة 25 بفرنسا شاهدة على مشاركته العشرين في العرس العالمي.
رغم فشله في الفوز ببطولة العالم لكرة اليد طيلة مشاركاته السابقة، إلا أن المنتخب المجري هو أحد المنتخبات التي تهابها كل الفرق المشاركة في البطولة، فهو سليل مدرسة أوروبا الشرقية التي تتميز بالاعتماد على الحضور البدني القوي.
نجح المنتخب المجري في بلوغ النهائي مرة واحدة وكانت عام 1986 بسويسرا، حين خسر اللقب أمام المنتخب اليوغسلافي السابق (سيد بطولات كرة اليد في تلك الحقبة من الزمن).
في الألعاب الأولمبية، شارك المنتخب المجري 8 مرات، وأحرز المركز الرابع 5 مرات أعوام 1936 و1980 و1988 و2004 و2012.
مشاركاته العشرة في بطولة أمم أوروبا لم تكن جيدة، حيث كانت أفضل نتائجه المركز السادس في نسخة عام 1998.
المدرب
يشرف الإسباني تشافي ساباتي على تدريب منتخب المجري منذ عام 2016 خلفاً لمواطنه تالنت دوتشيباييف، ويتقدم المخضرم لازلو ناجي (35 عاماً) نجوم المنتخب الذين يلعبون لأندية مجرية عريقة في مقدمتها فيسبريم وصيف بطل دوري أبطال أوروبا في آخر نسختين عامي 2015 و2016.
تشيلي...فوز وحيد يعني الكثير
شارك منتخب تشيلي في 3 بطولات سابقة، وموعد فرنسا هو الرابع للبلد الأميركي الجنوبي الذي لم يفوز بأي مباراة في الدور الأول (دور المجموعات) للبطولات التي شارك بها.
بناءً على ما ذكرناه، لا يملك منتخب تشيلي أي إمكانية للتأهل عن هذه المجموعة، بل يفرض علينا المنطق أن نعتبر فوزه بأحد المباريات الخمس ضمن مجموعته انجازاً تاريخياً لكرة اليد التشيلية.
المدرب
يدرب منتخب تشيلي، العملاق الدولي الإسباني الأسبق ماتيو غارالدا بطل العالم مع إسبانيا عام 2005، ويقود الآن حلماً تشيلياً بظهور مشرق في بطولة العالم بفرنسا.
يلعب أغلب لاعبي منتخب تشيلي في الدوري المحلي، باستثناء بعض اللاعبين الذين ينشطون خارج البلاد، في مقدمتهم رودريغو ساليناس مونوز (نانت الفرنسي) وإرفين فوختمان (ليمغو الألماني).
السعودية...نحو ظهور مشرّف
هي المشاركة الثامنة للمنتخب السعودي ببطولة العالم لكرة اليد، إذ سبق له الظهور في 7 مناسبات، بدأها في اليابان عام 1997.
خلال مشاركاته السابقة لم يتمكن المنتخب السعودي من تجاز الدور الأول، وكانت أفضل مشاركاته عامي 2003 بالبرتغال و2013 بإسبانيا حين أنهى في المركز التاسع عشر.
المدرب
يشرف الكرواتي نيناد كلياييتش على تدريب المنتخب السعودي، ويطمح إلى تحسين نتائج المنتخب الخليجي الأكثر تواجداً في بطولة العالم لكرة اليد.