كيف أعاد كونتي هازار إلى واجهة المقارنة مع رونالدو؟
كان تعاقد تشيلسي مع الإيطالي أنطونيو كونتي نقطة تحول في مسيرة البلجيكي إيدين هازار بعد أن اهتزت ثقة الجماهير بإمكانياته، والاستهزاء بمقارنته بإمكانيات رونالدو نجم ريال مدريد.
مازن الريس
ومرّ هازار بفترة حرجة جداً في مسيرته بالموسم المنصرم بعد الأداء الباهت الذي قدمه ورفاقه، حيث استقر صاحب الـ25 عاماً مع تشيلسي بالمركز العاشر في الدوري الإنكليزي الممتاز وفشل في تحقيق أيّ إنجاز ملفت سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وقد تناولت العديد من الجماهير تصريحات مورينيو التي قال بها في 2015: "إنّ هازار أفضل من البرتغالي رونالدو" بكثير من السخرية نظراً للفرق الشاسع بين الإثنين في الموسم الفائت.
جلب تشيلسي لكونتي مدرب منتخب إيطاليا السابق كان له تأثيراً مباشراً على أداء إيدين، حيث وصل صاحب الـ47 عاماً إلى "الخلطة" المثالية في الأسابيع الفائتة الأمر الذي انعكس على هازار وتشيلسي ككل.
واستقر كونتي على اللعب بخطة 3-4-3 بدلاً من 4-5-1 التي لم تثمر عن نتائج مرضية تمثلت بخسارتين من ليفربول وأرسنال وصاحبت أداء عقيم أجبره على العودة لخططه المحببة بتثبيت ثلاثة لاعبين في الدفاع.
ويبدو بوضوح أنّ أدوار هازار داخل الملعب قد تغيّرت حيث بات يلمس الكرة أكثر وخاصة قرب منطقة جزاء المنافسين ويحاول دوماً تسليم الكرة دون الكثير من الفلسفة والبحث عن مكان فارغ في الملعب نظراً للحرية التي يتمتع بها الآن، ولعلّ تنقلاته مع الكرة عند تسجيل هدفه أمام ساوثهامبتون اليوم دليل ملموس على ما ذكر.
تنقل الكرة قبل تسجيل (هازار رقم 10) للهدف على ساوثهامبتون
وتحسّنت أرقام هازار في مناسبتين بدأت الأولى عند استلام كونتي لتدريب تشيلسي والثانية بعد قرار المدرب تغيير خطط لعبه، وبلغ معدل هازار التهديفي هدفاً كل مباراتين ونسبة مراوغاته الناجحة 66.67 هذا الموسم مقارنة ً بهدفٍ كل 7.75 مباراة ونسبة مراوغات ناجحة 58.94 الموسم الفائت (درّب تشيلسي مورينيو ومن ثم هيدينك).
وفيما يرتبط بتغير خطة كونتي نجد أنّ هازار خلق اليوم أمام ساوثهامبتون خمس فرص وسدد ثلاث كرات باتجاه المرمى ولمس الكرة 72 مرة في الوقت الذي فشل بتوجيه أيّ تسديدة ضد أرسنال (عندما كان يلعب كونتي 4-5-1) وخلق فرصة ولمس الكرة 52 مرة.
تحركات هازار وأماكن لمس الكرة أمام ساوثهامبتون مع تشكيلة (3-4-3)
تحركات هازار وأماكن لمس الكرة أمام أرسنال مع تشكيلة (4-5-1)
ويعرف كونتي جيداً أنّ تحقيق نتائج جيدة في الدوري الممتاز يعتمد بالأساس على ظهور هازار ومن ثم الهداف كوستا بمستوى مميز نظراً لندرة اللاعبين المبدعين في الأندية الكبرى، وفي حال استمر أفضل لاعب في إنكلترا (الموسم قبل الفائت) بالتطور قد يكون قادراً على إثبات تصريحات مورينيو السابقة خاصة وأنّ رونالدو بلغ 31 عاماً.