ميركاتو غير مسبوق يوحي بموسم مشوق
تعيش رياضة كرة القدم هذه الأيام على وقع سباق تعاقدات محموم استعداداً للموسم الجديد.
هذه النافذة الصيفية جاءت مختلفة عن سابقاتها، إذ أننا بصدد عيش أغلى فترة ميركاتو في تاريخ كرة القدم قبل شهر تقريباً على نهايتها.
تنافسية منتظرة في الدوري الإنكليزي
بعد تتويج تشيلسي ومدربه الإيطالي أنطونيو كونتي بلقب الدوري الموسم الماضي، استنفر كبار أندية البريمييرليغ و بدأ العمل على تحسين الفرق لتكون أكثر جاهزية مع انطلاق الموسم الجديد.
لو ألقينا نظرة على البطل تشيلسي، نجد أن الفريق قد دعم صفوفه بالمهاجم الدولي الإسباني ألفارو موراتا (بعد تخليه عن دييغو كوستا) إضافة إلى المدافع الألماني روديغير.
تدعيمان غاية في الأهمية، فلا أحد يشك بقيمة موراتا كمهاجم فذ أو روديغير كمدافع صلب قادم من الكالشيو، لكن كونتي مطالب بضم لاعب آخر على الأقل لأن الفريق سيخوض غمار دوري أبطال أوروبا وسيكون بحاجة للعديد من اللاعبين ليتمكن من مجاراة الفرق الكبيرة.
الفريق اللندني الآخر، آرسنال، استطاع التوقيع مع المهاجم الدولي الفرنسي ألكسندر لاكازيت، إضافة إلى مدافع بوسني قوي هو سياد كولاشيناتش في صفقة انتقال حر.
من دون شك فإن لا كازيت مكسب كبير في تشكيلة مواطنه فينغر، لكن هذا لا يعني أن أرسنال بات جاهزاً لانطلاق الموسم وسينافس بقوة على لقب الدوري، بل إن المنطق يفرض علينا القول إن على فينغر أن يحاول جلب لاعب آخر أو اثنين لتدعيم الفريق خاصة مع إمكانية رحيل النجم التشيلي أليكسيس سانشيز.
إلى شمال إنكلترا حيث مدينة مانشستر بقطبيها سيتي ويونايتد، فقد بات الأول النادي الأكثر انفاقاً في الميركاتو الحالي، إذ اقتربت تعاقدات النادي إلى حاجز الـ 500 مليون يورو.
أسماء كبيرة، كولكر وسيلفا ومندي ودانيلو إضافة إلى حارس برازيلي واعد هو إيدرسون، من الممكن أن تعيد سيتي للمنافسة بقوة على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، لكن هل ستكون كافية لجعله رقماً صعباً على الصعيد الأوروبي؟
من جهته استطاع يونايتد تدعيم صفوفه بالمدافع السويدي ليندلوف لتحسين الخط الخلفي، والمهاجم البلجيكي القوي روميلو لوكاكو، لكن في المقابل مازال يونايتد بحاجة للاعب جيد في وسط الميدان وهذا ما أثبتته الجولة الصيفية للفريق إضافة إلى ظهير أيسر خاصة مع تأخر تعافي الأرجنتيني كاركوس روخو من الاصابة.
أما ليفربول فبدأ استعداداته للموسم بصفقة جيدة جداً، إذ نجح في ضم المصري محمد صلاح من روما الإيطالي، لكنه لا ينجح حتى الآن في تحقيق بقية أهدافه في الميركاتو وعليه فهو مطالب بضم بقية الأسماء حتى يستطيع المنافسة.
ترقب في إسبانيا
في الدوري الإسباني لن تخرج المنافسة عن دائرة الثلاثي، برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو، ولا نرى ضيفاً آخر قد يقلق راحة الثلاثي في سباقهم نحو اللقب.
مازال الميركاتو هادئاً نسبياً لدى أقطاب الكرة الإسبانية وتحديداً برشلونة وريال مدريد بفعل العقوبة المسلطة على أتلتيكو بمنعه من التعاقدات.
أجرى برشلونة حتى الآن تعاقداً وحيداً هو البرتغالي نيلسون سيميدو وأعاد دوليفيو من إيفرتون، أما حامل اللقب ريال مدريد فضم الواعد داني سيبايوس والظهير الأيسر تيو هيرنانديز، ومن المتوقع أن يتمكّن الفريقان من إبرام صفقات أخرى قبل غلق سوق الانتقالات، لكن التنافس بينهما سيكون على أشده على غرار المواسم السابقة.
لا خوف على بايرن
لا يوحي سوق الانتقالات الصيفية أن بايرن ميونيخ سيحد صعوبة في التتويج بلقب الدوري الألماني مرة أخرى، فالفريق البافاري مستمر في العمل على تدعيم الفريق بأسماء رنانة لمواصلة بسط هيمنته على الدوري المحلي والمنافسة بقوة على دوري الأبطال.
حتى هذه اللحظة استطاع بايرن التوقيع مع الواعد الفرنسي توليسو من ليون والمميّز الكولومبي خاميس رودريغيز معاراً من ريال مدريد.
غموض في فرنسا
حتى الآن لم تحدث العديد من التغييرات التي تجعلنا ننتظر موسماً مشوقاً في فرنسا، بل على العكس من ذلك تماماً، إذ خسر موناكو حامل اللقب العديد من نجومه وبدأ مرحلة جديدة من البناء.
أما الوصيف باريس سان جيرمان فيحاول جلب أسماء كبيرة لبارك دي برانس تساعده على المنافسة الأوروبية بعد أن حقق تفوقاً واضحاً على الصعيد المحلي في الأعوام الأخيرة.
أما العريق أولمبيك مرسيليا فمن خلال تقييم تعاقدات الفريق بإمكاننا القول إنه سيعود لقائمة الأربعة الأوائل لكن نتحفظ على منحه صفة القدرة على المنافسة على لقب الدوري الفرنسي.
ثورة ميلان في إيطاليا
لن يكون يوفنتوس في طريق مفتوح للفوز بلقب الدوري الإيطالي هذا العام، إذ شهد الميركاتو الحالي استفاقة كبيرة لأحد أعرق أندية أوروبا ميلان، فقد نجح الفريق المملوك صينياً في إبرام صفقات جيدة من الناحية الفنية ونراها قادرة على جعله منافساً قوياً على لقب الدوري.
لا شك أن بونوتشي وأندريه سيلفا وهاكان تشالهانوغلو هي أسماء قادرة على وضع ميلان على خارطة الكالشيو مجدّداً، رغم وجود يوفنتوس الذي سيبقى المرشح الأول للفوز باللقب.
بقية فرق الكالشيو لم تقدم في سوق الانتقالات ما يشفع لها الحصول على علامات جيدة في سلم التوقعات للموسم الجديد.
مع نهاية فترة الانتقالات الصيفية ستتضح العديد من الأمور بشأن التنافسية في البطولات الأوروبية الكبيرة الموسم القادم، لذلك فإن خلال الأيام القليلة القادمة سيشهد سوق اللاعبين مزيداً من الحركية وكثيراً من الأموال.