ريال مدريد وبرشلونة: لا مجال للمقارنة بين رونالدو وميسي
ريال مدريد رونالدو أم برشلونة ميسي سؤال تكرر كثيراً عن المقارنة بين أبرز نجمين في السنوات الأخيرة قبل أن تجيب الأرقام عن استحالة المقارنة بينهما.
ريال مدريد وبرشلونة لا يمكن تخيلهما دون البرتغالي كريستيانو رونالدو أو الأرجنتيني ليونيل ميسي وفقاً للمغرمين بالفريقين، ومع الاعتراف بأهمية ما يقدمه أفضل لاعبين في العالم (ربما في التاريخ) إلا أننا لا يمكننا إطلاقاً الحديث عن المقارنة بينهما نظراً لاختلاف أدوارهما والظروف التي يلعبان بها مع الميرينغي والبلوغرانا.
تشير أرقام رونالدو وميسي مع ريال مدريد وبرشلونة إلى اختلاف واضح بين ما يقوم به الاثنين، إذ استفادت الكوادر الفنية المتعاقبة على ريال مدريد وبرشلونة من براعة الدون والبرغوث بجزئيات مهارات معينة لحصد أفضل النتائج الممكنة من وجودهما في قطبي إسبانيا.
مهام رونالدو وميسي مع ريال مدريد وبرشلونة
تغش أرقام رونالدو وميسي "المرتبطة بالأهداف" مع ريال مدريد وبرشلونة الجميع إذ إنّ المقارنات بين المهاجمين غالباً ما تذهب إلى الأهداف أو صناعتها ومع تسليمنا بتقاربهما في هاتين الجزئيتين إلا أنّ بقية الأرقام تحسم مسألة ضرورة الابتعاد عن هذه المقارنة "التسويقية".
وفي الأرقام المسجلة لكلّ من رونالدو وميسي مع ريال مدريد وبرشلونة منذ 2009 وحتى الاثنين 5 – شباط / فبراير، وتحديداً بمسابقتي (الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا) نجد تقارباً ملفتاً في عدد المباريات والأهداف وصناعتها لكن حديث الجزئيات الأخرى مختلف كلياً.
وتشير أدوار نجم ريال مدريد في الليغا والأبطال إلى قيامه بـ2525 تسديدة مقابل 1922 أي أنّه أكثر محاولات بكثير من ميسي، بينما يلفت الأخير الأنظار بمسألة مساعدة رفاقه بخلقه 248 فرصة كبرى مقابل 141 لكريستيانو رونالدو، أما الأمر الأكثر لفتاً للنظر فهو مراوغات ميسي البالغة 3049 وتمريراته 21861 بينما اضطر الدون للمراوغة 1552 ومرّر 12743 مرة وهذا ما يثبت قطعاً اختلاف المهام المكلّف بها كلّ منهما.
تغيرات كثيرة في ريال مدريد وبرشلونة
تعاقب على تدريب ريال مدريد منذ انضمام رونالدو خمسة مدربين (بيلغريني ومورينيو وأنشيلوتي وبينيتيز وزيدان) إذ كانت فترة مورينيو هي الأطول (قرابة ثلاث سنوات) وبينيتيز الأقصر (نصف موسم)، وأشرف على تدريب ميسي خمسة مدربين أيضاً منذ 2009 تقاسم بها غوارديولا وإنريكي الفترة الأطول (ثلاث سنوات" غوارديولا منذ 2008") وهو ما عزّز لعب برشلونة بهوية واضحة.
التغيرات الأكثر تأثيراً بالنسبة لرونالدو وميسي في ريال مدريد وبرشلونة ارتبطت باختلاف الزملاء فالدون لعب مع نيستلروي وراوول بأواخر أيامهما وميسي عاصر هنري وإبراهيموفيتش في عزهما هجومياً.
- لقراءة مقالات أخرى للكاتب اضغط هنا
وفيما يتعلق بخط الإمداد (خط الوسط) فكان من سوء حظ رونالدو اللعب أمام الكثير من الأسماء التي قادت وسط ريال مدريد (كاكا أوزيل دي ماريا خضيرة ألونسو خاميس) قبل الاستقرار مؤخراً على مودريتش وكروس وكاسيميرو، بينما كانت العلامة الفارقة وجود إنييستا وبوسكيتس في ثلاثي الوسط الذي تعاقب على سنوات ميسي التسع الأخيرة مع برشلونة.
لا يمكن المقارنة بين رونالدو وميسي
المقارنة بين نجمي ريال مدريد وبرشلونة مستحيلة وفقاً للأرقام إذ إنّ الإنجازات الجماعية والفردية وبالرغم من تشابهها لكنها لا تمنحنا دليلاً واضحاً على أفضلية لاعب على آخر.
الولع برونالدو أو ميسي أمر طبيعي لأيّ عاشق لكرة القدم مهما كانت توجهاته أو اسم الفريق الذي يشجعه، ونحن لا نستطيع "تأنيب" من يحب أحدهما على حساب الآخر، لكن ما يصعب فهمه حتى الآن هو عدم اعتراف بعض جماهير ريال مدريد أو برشلونة بإبداعات أسطورة الفريق المنافس.
رونالدو وميسي أسطورتان يخطئ من يقلل من قدرات أيّ منهما، لكن الشيء الوحيد الذي يجب البحث عنه هو مدى تأثير كلّ منهما مع ريال مدريد وبرشلونة وهذه الجزئية لن يصح الأخذ بها إلا بتوفير ذات اللاعبين المزاملين لهما (أو بذات القدرات) وتكليف كريستيانو وليو بأدوار متشابهة.