دموع بوفون تلخص حكاية الحزن والفخر
امتزجت مشاعر لاعبي إيطاليا وجماهيرها بالحزن والفخر بعد الخسارة أمام ألمانيا بركلات الترجيح 6-5 والخروج من ربع نهائي اليورو، ولكن أشد اللحظات عاطفةً كانت تلك التي خرج بها بوفون باكياً من ستاد بوردو.
سيزور أسطورة حراسة المرمى، فرنسا مجدداً وربما حقق حلمه الأخير بالمشاركة في مونديال روسيا، ولكنه يعلم تماماً أن فرصة الظفر باللقب القاري لم تعد متاحة مع وصوله إلى سن 38 عاماً، لذلك جاء بكاؤه مراً وممزوجاً بالحسرة على أداء كبير قدمته إيطاليا.
حتى على الحياديين كانت دموع هَرم بحجم بوفون صعبة، فالحارس الذي عادل أمس رقم كاسياس بخوض المباراة رقم 31 له في البطولات الكبرى (يورو ومونديال)، والذي يزخر متحفه الشخصي بعديد من الألقاب الفردية والجماعية مع النادي والمنتخب، لن يكون بمقدوره إضافة الكأس القارية على سجلاته، لكنه سيكون منافساً أبدياً على لقب الحارس الأفضل في تاريخ اللعبة.
وكان بوفوني -كما يحلو لعشاقه مناداته- أحد أبرز نجوم الأتزوري في البطولة حتى في ركلات الترجيح التي دخلت مرماه من أقدام لاعبي أبطال العالم، إذ ارتمى على الزاوية الصحيحة في ركلة جوناس هيكتور الأخيرة لكنها مرت من تحته ومنحت المانشافت بطاقة الصعود إلى نصف النهائي.
وقبل ركلات الجزاء لعب بوفون دوراً حاسماً في سحب المباراة إلى الوقتين الإضافيين وركلات الترجيح، فبعد هدف ألمانيا، أتيحت فرصة ذهبية لغوميز في الدقيقة 68 لينهي سلسلة وصلت إلى 34 تمريرة نفذها أبناء لوف، ولكن بوفون أنقذ بلاده من هدف ثاني محقق قبل أن يوقع زميله بونوتشي على هدف التعادل من ركلة جزاء.
"فعلنا أقصى ما يمكن أن نقوم به، الأسلوب والتنظيم والقيم" هذا ما صرح به الحارس الأسطورة بعد اللقاء مؤكداً أن "لكل منّا أسبابه في البكاء، لقد كنا قريبين جداً من التأهل، الدموع كانت لخيبة أملي، لقد كانت تجربة ساحرة لكنها وصلت إلى نهايتها".
وأضاف: "بعد أمسية من هذا القبيل، لا تجد ما تلقي به اللوم على نفسك، لكنك ستكون حزيناً للذهاب إلى منزلك".
حارس إيطاليا العملاق سيعود ليقضي وقتاً هادئاً في صيف تورينو، وسيخبر أولاده بفخر أن بلاده أبلت بلاءاً حسناً في فرنسا وأنها ستعود يوماً ما لترفع كأس البطولة التي لم تفز بها منذ عام 1968.