YOURZONE- ملحمة مدريد وعبقرية دوري الأبطال
تلك المباريات من نوعية ريال مدريد وبايرن ميونيخ هى التي تعبر عن جمال وسحر وروعة المسابقة الأقوى في العالم ليس فقط على صعيد الأندية بل يمكن القول هي حتى أن دوري أبطال أوربا أقوى من كأس العالم لأنها تجمع كافة اللاعبين الموهوبين من كل بقاع الدنيا.
وما شاهدناه أمس ينضم لقائمة طويلة من مباريات سيحتضنها التاريخ ويحتفظ بها في طيات صفحاته لسنوات طويلة قادمة لأنها حفلت بكل أسباب المتعة والإثارة في كل ما يتعلق بمباراة في كرة القدم
الأستاذان
سنة الحياة قائمة على أنك في البداية تكون تلميذاً تتعلم ثم تعمل وتجتهد إلي أن تصبح بعد ذلك أستاذاً وربما تتفوق على أستاذك الذي تتلمذت على يديه. وهذا ما ينطبق حرفياً على الرائع المبدع زين الدين زيدان والذي لن يستطيع أحد أن يصفه بالتلميذ بعد الأن أو يتحدث عن إختبار قدراته التدريبية.
ومن جديد ودون تكرار أحسن الفرنسي مجاراة الكبير كارلو أنشيلوتي في معركة تكتيكية من الطراز الأول وتعامل مع المباراة على مراحل كما يحب دائما ًوإستطاع أن يمر بسلام ودون خسائر كبيرة من فترات كان كارليتو فيها متفوقاً ومسيطراً.
ثم بعد ذلك قام بتطوير بناء الهجمات ليسجل عن طريق تغيير لم يكن متوقعاً لكنه كان حاسماً بدخول أسينسيو مكان بنزيمة في الوقت الذي تخيل فيه الجميع أن إيسكو هو من سيغادر. ونقل رونالدو إلي مركز رأس الحربة فسجل أربعة أهداف بدلاً من واحد.
أما الأستاذ أنشيلوتي فقد قدم الكثير والكثير أيضاً بدءاً من أسلوب الضغط المكثف منذ بداية المباراة والذي جعلنا نشعر في بعض الأوقات أن المباراة في أليانز أرينا وليست في سنتياجو برنابيو مروراً بتغيير أسلوب الإختراق في الشوط الثاني من الأطراف إلى العمق للضغط على راموس وناتشو وهو ما تسبب في أكثر من هجمة خطيرة لو نجح ليفاندوفسكي الذي وضح عليه تماماً التأثر بالإصابة في تسجيل إحداها لتغير مجرى المباراة تماماً.
ولكن أبرز أفكار أنشيلوتي ظهرت بعد طرد التشيلي أرتورو فيدال في كيفية حفظ توازن الفريق وملء منطقة المناورات في وسط الملعب بل ومحاصرة الريال في نصف ملعبه في كثير من الأوقات لدرجة أننا نسينا أنه يعاني من النقص العددي حتى إنتهاء الوقت الأصلي.
الدون دائماً حاسم
ويعد تألق البرتغالي كريستيانو رونالدو في المباراتين دليلاً جديداً على أنه لاعب إستثنائي من طراز خاص وأنه بدأ يجد الصيغة الصحيحة لطريقة لعبه الجديدة والتي تتناسب مع حالته البدنية التي يفرضها تقدمه في السن ليظل دائماً الرجل الحاسم التي تتعلق به أمال جماهير الميرنجي وتناديه أحلامها وطموحاتها.