وتحوّل الدرع إلى سيف
يوم أن أتى به فلورنتينو بيريز منذ قرابة العام ليكون مدرباً لريال مدريد كان يريد أن يستخدم نجوميته كدرع يحمي به نفسه من سهام الإنتقادات التي طالته بعد إقالته الإيطالي كارلو أنشيلوتي والفشل الذريع للإسباني رافائيل بينيتز. لكن الفرنسي زين الدين زيدان كان له رأي أخر.
وبعد أن شارف زيزو على إتمام عامه الأول في تدريب الملكي وبعد تحقيقه لنجاح شهد به الجميع. نستطيع القول بأنه يتمتع بعدة صفات ترشحه ليكون أحد أساطير عالم التدريب في المستقبل يمكن سردها كما يلي
الموضوعية وإدراك ماهية الأمور
لدى الفرنسي فصل تام بين تاريخه كلاعب وعمله الحالي كمدرب. فقد خلع زيدان عباءة النجومية على أبواب عالم التدريب عكس العديد من النجوم الذي كان ذلك أحد أسباب فشلهم كمدربين. وهذا الأمر هو الذي يساعده كثيراً في التعامل مع اللاعبين وإحتوائهم والسيطرة عليهم لإخراج أفضل ما لديهم خاصة مع النجوم الكبار. مثلما حدث مع كريستيانو روتالدو في واقعة تغييره في مباراة لاس بالماس.
الهدوء والثقة بالنفس
بعد مرور ما يقارب العام لم تلتقط الكاميرات صورة واحدة لزيدان وهو غاضب أو منفعل سواءً في مباراة أو في مؤتمر صحفي. وهذا ما يمكنه دائماً من التفكير بعمق والتعامل مع أي متغيرات تطرأ خلا سير المباريات. وهو في ذلك يسير على خطى معلمه وأستاذه الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
الصلابة وقوة الشخصية
وهذه الصفات نابعة من الخبرة التي إكتسبها زيزو من عمله كمدير رياضي ثم كمساعد لأنشيلوتي. وهي تجعله يقف ثابتاً بإستمرار في مواجهة الظروف الصعبة ويضع الأمور في حجمها الطبيعي. كما حدث عندما إهتزت نتائج الفريق وتعادل في أربع مباريات متتالية. وقتها كانت تصريحاته متزنة ولم تخرج عن معنى واحد "لا تضخموا الأمور".
الجرأة والشجاعة
وهي الميزة التي تتجلى بوضوح في دفعه باللاعبين الصاعدين من فريق "كاستيا" الذي كان يدربه والإعتماد عليهم ليس فقط في المباريات الغير مؤثرة بل أيضاُ في المباريات الكبيرة حتى باتوا أسماءً معروفة للجماهير والصحافة مثل لوكاس فاسكيز و أسينساو.
الواقعية وخلق روح المنافسة
حيث سنجد دائماً زيزو يتعامل بمنطق "الريال بمن حضر" فلم نسمعه ولو لمرة واحدة يشتكي من الغيابات أو الإصابات مهما كانت الأسماء أو عدد اللاعبين الغائبين. فهو يعمل طوال الوقت على تجهيز البديل الكفء وقد رأينا معه العديد من البدلاء في صورة مغايرة عما كانوا عليه من قبل مثل ناتشو وكوفازيتش الذي أصبح أساسياً الأن.
كل هذه المقومات جعلت زيدان يحصد لقب دوري الأبطال والسوبر الأوربي في "سنة أولى تدريب" فتحول الدرع إلى سيف في يد بيريز "المحظوظ" الذي أصبح يتباهى بنظرته الثاقبة في إكتشاف زيزو المدرب!